الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

من أروقة الصحافة إستقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السوري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال معاذ الخطيب في بيان على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك "كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء وإنني أبر بوعدي اليوم".


وأضاف "أعلن استقالتي من الائتلاف الوطني كي أستطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية".


==================


ترى ما هي الخطوط الحمراء التي يحافظ عليها معاذ الخطيب؟ وهي ما يطلق عليها بعض الساسة (بالثوابت) بالرغم من التنازلات المتتالية عن هذه الثوابت أو الخطوط الحمراء، حتى أصبحت صفراء ومن ثم خضراء مطاطة حمالة أوجه.


لقد حدد ثوار الشام ثوابت ثورتهم وخطوطها الحمراء التي سجلوها بدمائهم، وعلى رأسها المطالبة بإسقاط النظام، ومحاسبة الأسد وزبانيته على ما اقترفوه من مجازر بحق الشعب السوري، واقتلاع حزب البعث من الحكم، وتطهير الوسط السياسي الموبوء من العصابات الأسدية، والقضاء على فساد النظام برمته واستئصال تبعيته للغرب، واستبدال النظام الإسلامي العادل به وعلى أنقاضه. فهذه كانت أهم الخطوط الحمراء والثوابت الثورية، فهل حافظ الخطيب على أي منها قبل استقالته، أو حتى نادى بها!!!


إن الائتلاف السوري ورئيسه الخطيب قد جيء بهم من أجل تأدية دور انتقالي، هدفه الحفاظ على النظام القائم بأركانه ومؤسساته السياسية والأمنية مع تغيير شكلي برأس الهرم السياسي، ولذلك فقد تحدد سقف عمل الائتلاف بتفاهمات جنيف وتطبيقها على الأرض، ومحاولة إلباسها ثوبا (وطنيا) بختم شيخ المسجد الأموي، إمعانا في التضليل.


لذلك فإن عمل الائتلاف لن يتغير بوجود الخطيب أو عدمه في رئاسة هذا الإطار الموبوء، ولكن يحق للمرء أن يتساءل عن سبب تعاطي بعض وسائل الإعلام وأقطاب السياسة الدولية والإقليمية مع نبأ الاستقالة بهذا الشكل وتعبيرهم عن الأسف والأمل بأن يعود الخطيب عن استقالته، وهذا يعيد للأذهان إعلان المقبور عبد الناصر نيته الاستقالة بغرض تحقيق دعم شعبي، ليعود بطلا شعبيا يتمتع بصفات القائد الممانع المقاوم، فهذا أسلوب استخدمه الطواغيت من قبل، فهل يعيد التاريخ نفسه، أم إن خطاب الخطيب الناري يهدف لتحقيق سند شعبي يحقق له ترتيب دور آخر يلعبه خارج إطار الائتلاف بعد أن سلم الراية لهيتو!


إن الله سبحانه قد حبى ثورة الشام بالوعي السياسي منقطع النظير، وعلى صخرتها تتكسر أعتى المؤامرات، ولن يفلح أرباب الخداع السياسي من حرفها وتضليلها بإذن الله.


وكان حقا علينا نصر المؤمنين.

 

 


أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع