من أروقة الصحافة قرض من البنك الدولي لباكستان
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
"قال البنك الدولي إنه يعتزم تقديم مساعدات مالية تصل قيمتها إلى 5.5 مليارات دولار لباكستان بمقتضى برنامج جديد للإقراض مدته ثلاث سنوات يركز على دعم الاقتصاد ومساعدة المناطق الأكثر فقرا بما في ذلك المناطق القبلية قرب الحدود مع أفغانستان. كما أشار إلى أن برنامج الإقراض الجديد سينفذ من السنة المالية 2012 إلى 2014 وسيتضمن قروضا ومنحا. وستتضمن أول جولة من المشاريع التي سيجري تمويلها في المناطق القبلية مبادرات لخلق فرص عمل وبناء طرق وإعادة تأهيل الخدمات الصحية."
إن حكام باكستان الخونة، سواء أكانوا من الدكتاتوريين أمثال مشرف أم من الديموقراطيين أمثال زرداري وجيلاني، هم وجهان لعملة واحدة... عملة الخيانة والتبعية والانبطاح. فالدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، تقوم بقتل أبناء الشعب الباكستاني، مدنييه وعسكرييه، حتى أصبحت الطلعات الجوية للطائرات بدون طيار علامة مميزة للطائرات الأمريكية المقاتلة في منطقة الحدود الباكستانية، وأصبحت رائحة الخيانة تفوح من القيادة السياسية المتمثلة بزرداري وجيلاني، ومن القيادة العسكرية المتمثلة بكياني.
فمن الناحية السياسية، قامت هذه القيادات بتثبيت التبعية لأمريكا وقيّدت سياسات باكستان الخارجية ومفاصل سياساتها الداخلية بقيود أمريكية لتسير في ركبها سير الخانع الذليل، مضافا إلى ذلك، تكبيل الجيش الباكستاني وإدخاله في حروب ضد أبناء شعبه نيابة عن أمريكا ومصالحها العسكرية، والعمل على إضعافه وزعزعة الثقة بين الجيش والشعب وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن القيادة الباكستانية مستمرة في ربط الباكستان بالمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية وتكبيلها بالقيود الاقتصادية، وإغراقها بالديون، والأموال السياسية التي يحقق الغرب من ورائها مصالحه السياسية والاقتصادية والفكرية، ليضمن بذلك بقاء الباكستان سائرة في فلك التبعية للغرب.
إن حكام باكستان ينظرون إلى كيفية جمع الثروات عن طريق النهب والسلب، وأخذ العمولات كما اشتهر بذلك زرداري نفسه، الذي لا تعنيه مسألة إغراق باكستان بالدين، ولا ما يترتب على ذلك من أثمان سياسية، بل إن جل ما يعنيه ويعني بطانته المرتزقة، هو كيفية تجميع هذه الثروة وإيداعها في بنوك الغرب وتكديسها بالمليارات، ليزدادوا ثراء فوق ثرائهم، على حساب شعوبهم وأمتهم.
وإن الغرب الكافر، لا يألوا جهدا في توفير الأساليب والوسائل لبسط نفوذه السياسي والاقتصادي والعسكري، ولذلك كانت هذه المؤسسات المالية كالبنك الدولي، أداة استعمارية من الطراز الأول، تستخدمها الدول الغربية، ولا سيما أمريكا كذراع لها في تكبيل الشعوب وإغراقها في الديون وإفقارها وتحقيق تبعيتها.
إن الأمة الإسلامية غنية بالثروات، وليست بحاجة لقروض ولا غيره، بل إن حاجتها الملحة الآن هي التغيير الجذري والشامل للأنظمة الحاكمة الجبرية، واستبدال الخلافة الراشدة بها، لتقوم بالعدل والقسط ولتستعيد الثروات المنهوبة، وتقوم بتوزيعها بالعدل.
نسأل الله العلي القدير أن يعجل بنصره
كتبه للإذاعة: أبو باسل