- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من كتاب نظام الإسلام
(ح1)
بين يدي كتاب نظام الإسلام
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا أحْكَامَهُ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: سَنَكُونُ مَعَكُمْ عَلَى مَدَارِ حَلْقَاتٍ عِدَّة, بِقَدْرِ مَا يَفتَحِ اللهُ بِهِ عَلَينَا فِي هَذَا الكِتَابِ الَّذِي عُنوَانُهُ: "بُلُوغُ المَرَامْ مِنْ كِتَابِ نِظَامِ الإِسلامْ" نَتَأَمَّلُ فِيهِ وَإِيَّاكُمْ كِتَابَ "نظامُ الإسلام" لِمُؤَلِّفِهِ مُؤَسِّسِ حِزْبِ التَّحرِيرِ العَالِمِ الجَلِيلِ, وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ المُلْهَمِ, الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ, الذي مَلأَ عِلْمُهُ الآفَاقَ, وَطَبَّقَ أَرجَاءَ المَعمُورَةِ - رَحِمَهُ اللهُ - رَحمَةً وَاسِعَةً وَجَمَعَنَا وَإِيَّاهُ فِي مُستَقِرِّ رَحمَتِهِ, مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّديقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا!!
كِتَابُ "نظامُ الإسلام" هُوَ وَاحِدٌ مِنْ سِلْسِلَةِ كُتُبٍ قَيِّمَةٍ نَفِيسَةٍ, كَتَبَهَا وَألَّفَهَا الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ بِهَدَفِ إِنهَاضِ المُسلِمِينَ مِنْ سُقُوطِهِمْ إِلَى المُنحَدَرِ السَّحِيقِ الَّذِي أوقَعَهُمْ بِهِ الكَافِرُ المُستَعْمِرُ بَعْدَ أنْ هَدَمَ دَولَتَهُمْ, وَفَرَّقَ كَلِمَتَهُمْ, وَأزَالَ وَحْدَتَهُمْ, وَمَزَّقَ جَمْعَهُمْ, وَشَتَّتَ شَمْلَهُمْ, وَغَزَاهُمْ غَزْوًا فِكْرِيًّا, أفْسَدَ بِهِ عُقُولَهُمْ, وَعَكَّرَ صَفْوَ عَقِيدَتِهِمْ, وَأضْعَفَ فَهْمَهُمْ لِكِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ, وَلَمْ يُمَكِّنْهُمْ مِنْ تَطبِيقِ أحْكَامِ دِينِهِمْ, عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يُرضِي رَبَّهُمْ, ثُمَّ لَمْ يَكتَفِ بِهَذَا, بل نَهَبَ ثَروَاتِهِمْ, وَحَرَمَهُمْ مِنَ الانتِفَاعِ بِخَيرَاتِ بِلادِهِمْ, وَنَصَّبَ عَلَيهِمْ حُكَّامًا تَآمَرُوا عَلَيهِمْ مَعَ الكَافِرِ المُستَعْمِرِ, فَسَامُوهُمْ سُوءَ العَذَابِ, فَأذَلُّوهُمْ, وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ, وَأبقَوهُمْ خَاضِعِينَ لأعدَائِهِمْ, وَحَالُوا بَينَهُمْ وَبَينَ نَهضَتِهِمْ, وَوَقَفُوا سَدَّا مَنِيعًا أمَامَ إِعَادَةِ بِنَاءِ دَولَتِهِمْ.
أدْرَكَ كُلَّ ذَلِكَ العَالِمُ الأزْهَرِيُّ الشَّيخُ الجَلِيلُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ- رَحِمَهُ اللهُ - بِعِلْمِهِ الوَاسِعِ, وَبِفْكِرِهِ الثَّاقِبِ, وَبِوَعيِهِ الكَبِيرِ المُستَنِيرِ, وَأدْرَكَ أيضًا حَاجَةَ أمَّتِهِ إِلَيهِ ... أدْرَكَ حَاجَةَ الأُمَّةِ المَاسَّةَ إِلّى التَّغيِيرِ الجَذْرِيِّ, فَعَمِلَ عَلَى تَأسِيسِ حِزْبِ التَّحرِيرِ, وَقَامَ بِتَألِيفِ تِلْكَ السِّلْسِلَةِ مِنَ الكُتُبِ النَّفِيسَةِ, الَّتِي تَلْزَمُ حَامِلِي الدَّعْوَةِ أثنَاءَ سَيرِهِمْ فِي حَمْلِهَا, وَهُمْ يَرفَعُونَ لِوَاءَ التَّغيِيرِ الانقِلابِيِّ الشَّامِلِ لِهَذَا الوَاقِعِ الفَاسِدِ, وَيَعمَلُونَ لإِنهَاضِ المُسلِمِينَ بِإقَامَةِ دَولَةِ الخِلافَةِ, الَّتِي تُطَبِّقُ الإِسلامَ فِي الدَّاخِلِ عَلَى مَنْ يَحمِلُونَ التَّابِعِيَّةَ, وَتَحْمِلُهُ إِلَى الخَارِجِ بِالدَّعوَةِ وَالجِهَادِ رِسَالَةَ هُدىً وَنُورٍ إِلَى العَالَمِ أجْمَعْ.
كِتَابُ "نظامُ الإسلام" هُوَ الكِتَابُ الأَوَّلُ الَّذِي يَتَلَقَّاهُ الدَّارِسُ فِي "حِزْبِ التَّحرِيرِ" تَلَقِّيًا فِكْرِيًّا مُرَكَّزًا فِي حَلْقَاتٍ, وَمَهْمَا كَانَتْ دَرَجَتُهُ العِلْمِيَّةُ فَلا بُدَّ مِنْ أنْ يَبدَأَ بِمَوضُوعِ "طَرِيقِ الإِيمَانِ" وَهُوَ البَحْثُ الأَوَّلُ مِنْ أَبْحَاثِ العَقِيدَةِ الإِسلامِيَّةِ الَّتِي أرَادَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ تَرسِيخَهَا فِي عُقُولِ وَنُفُوسِ أعْضَاءِ حِزْبِهِ الَّذِينَ حَمَلُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ مَسؤُولِيَّةَ النُّهُوضِ بِأُمَّةِ الإِسلامِ وَتَحْرِيرِهَا مِنَ العُبُودِيَّةِ لِلكَافِرِ المُستَعْمِرِ, وَمِنْ أفكَارِهِ وَمُعتَقَدَاتِهِ وَمَفَاهِيمِهِ العَفِنَةِ إِلَى أفكَارِ العَقِيدَةِ الإِسلامِيَّةِ الَّتِي تُقَدَّمُ لَهُمُ نَقِيَّةً صَافِيَةً مُبَلْوَرَةً لا تَشُوبُهَا شَائِبَةٌ, غَضَّةً كَمَا أُنزِلَتْ عَلَى نَبِيِّنَا الكَرِيمِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيهِ, وَكَمَا فَهِمَهَا صَحَابَتُهُ الكِرَامُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأرْضَاهُمْ أجْمَعِينَ, فَيُعْطَى الشَّابُّ الدَّارِسُ فِي حِزْبِ التَّحرِيرِ صُورَةً مُجْمَلَةً, وَخُطُوطًا عَرِيضَةٍ عَنِ الإِسلامِ العَظِيمِ, ذَلِكَ الدِّينُ الكَامِلِ الشَّامِلِ, الَّذِي يَحْوِي فِي نُصُوصِهِ الشَّرعِيَّةِ المُتَعَلِّقَةِ بِعَقِيدَةِ التَّوحِيدِ, وَالأحكَامِ الشَّرعِيَّةِ المُنبَثِقَةِ عَنهَا, إِجَابَاتٍ مُقْنِعَةً لِكُلِّ التَّسَاؤُلاتِ, وَحُلُولاً وَمُعَالَجَاتٍ عَمَلِيَّةً لِجَمِيعِ المُشْكِلاتِ, الَّتِي تُوَاجِهُ الإِنسَانَ بِوَصفِهِ إِنسَانًا, أينَمَا حَلَّ, وَحَيثُمَا وُجِدَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَفِي كُلِّ زَمَانٍ, مَا كَانَ مِنْهَا فِي المَاضِي, وَمَا يَكُونُ فِي الحَاضِرِ, وَمَا سَيَكُونُ فِي المُستَقبَلِ؛ لأنَّهَا أتَى بِهَا نَبِيُّنَا الكَرِيمُ, عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ, مِنْ لَدُن عَلِيمٍ خَبِيرٍ, هُوَ خَالِقُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ, وَخَالِق الكَونِ وَالحَيَاةِ وَالإِنسَانِ.
كِتَابُ "نظامُ الإسلام" هُوَ وَاحِدٌ مِنْ سِلْسِلَةِ كُتُبٍ, يَدرُسُهَا وَيَتَلَقَّاهَا الشَّابُّ المُنتَمِي لِحِزْبِ التَّحرِيرِ تَلَقِّيًا فِكْرِيًّا فِي حَلْقَاتٍ أُسبُوعِيَّةٍ, وَنَعنِي بِالتَّلَقِّي الفِكْرِيِّ أخْذَ أفكَارِ الإِسلامِ بِوَصْفِهَا مَفَاهِيمَ رَاسِخَةً تُؤَثِّرُ فِي السُّلُوكِ العَمَلِيِّ لِلإِنسَانِ, وَلَيسَ لِمُجَرَّدِ التَّرَفِ الفِكْرِيِّ وَلا لإِظهَارِ التَّفَوُّقِ وَالذَّكَاءِ العَقْلِيِّ, فَبِالتَّلَقِّي الفِكْرِيِّ تَنْبنِي في المُتَلَقِّي العَقْلِيَّةُ الإِسلامِيَّةُ, وَالنَّفسِيَّةُ الإِسلامِيَّةَ لِيُصبِحَ شَخْصِيَّةً إِسلامِيَّةً, تَنسَجِمُ عَقلِيَّتُهُ مَعَ نَفسِيَّتِهِ, بِمَعنَى أنَّ أفكَارَهُ وَمَقَايِيسَهُ وَقَنَاعَاتِهِ وَمُعتَقَدَاتِهِ كُلُّهَا إِسلامِيَّةٌ, هَذَا مِنْ نَاحِيَةِ العَقلِيَّةِ. أمَّا مِنْ نَاحِيَةِ النَّفسِيَّةِ فَنَعنِي بِهَا أنْ تَكُونَ مُيُولُهُ وَرَغَبَاتُهُ وَمَشَاعِرُهُ وَأحَاسِيسُهُ كُلُّهَا إِسلامِيَّةً, فَلا يُحِبُّ وَلا يَرْغَبُ وَلا يَمِيلُ إِلاَّ إِلَى مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ, ولا يَكرَهُ وَلا يَبغُضُ وَلا يُعرِضُ إِلاَّ عَمَّا يُغضِبُ اللهَ وَرَسُولَهُ, فَيُصبِحُ كَأنَّهُ إِسلامٌ يَدُبُّ عَلَى الأرْضِ.
كِتَابُ "نظامُ الإسلام" هَذَا يُشِيرُ فِي بَعْضِ صَفحَاتِهِ إِلَى أنظِمَةٍ فَرعِيَّةٍ تُشَكِّلُ مَنظُومَةَ الإِسلامِ الكَامِلِ, وتَندَرِجُ تَحْتَ مُسَمَّى "نِظَامُ الإِسلامِ" الأسَاسِيُّ العَامُّ الشَّامِلُ. وَهَذِهِ الأنظِمَةُ الفَرعِيَّةُ هِيَ: نِظَامُ الحُكْمِ, وَالنِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ, وَالنِّظَامُ الاجتِمَاعِيُّ, وَنِظَامُ العُقُوبَاتِ, وَسِيَاسَةُ التَّعلِيمِ, وَالسِّياسَةُ الخَارِجِيَّةُ, وَغَيرُهَا مِمَّا تَحتَاجُهُ الدَّولَةُ.
لَقَدْ أوصَى الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - أنْ يَدْرُسَ الشَّابُّ أفَكاَر َالإِسلامِ, وَأنْ يَتَلَقَّاهَا تَلَقِّيًا فِكْرِيًّا مُؤثِّرًا فِي نَفسِهِ تَأثِيرًا قَوِيًّا, وَهُوَ يَعنِي أنْ لا يَنتَقِلَ المُشرِفُ مَعَ الدَّارِسِ مِنْ نُقطَةٍ إِلَى أُخرَى إِلاَّ بَعدَ أن تَتَّضِحَ الفِكرَةُ الأُولَى تَمَامَ الوُضُوحِ, وَأنْ تَأخُذَ حَقَّهَا مِنَ الشَّرحِ, وَحَظَّهَا مِنَ البَحْثِ؛ كَي تَرسَخَ فِي عَقْلِ المُتَلَقِّي, وَيَكُونَ قَادِرًا عَلَى إِيصَالِهَا لِغَيرِهِ؛ لأنَّ فَاقِدَ الشَّيءِ لا يُعطِيهِ, وَإِنَّ مِمَّا قَالَهُ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ - رَحِمَهُ اللهُ - وَمِمَّا سَمِعنَاهُ شَفَوِيًّا مِنْ شُيُوخِنَا الأفَاضِلِ, الَّذِينَ سَارُوا فِي حَمْلِ الدَّعْوَةِ مُنذُ تَأسِيسِهَا, فَسَمِعُوا مِنَ الأمِيرِ المُؤَسِّسِ, وَنَقَلُوا إِلَينَا مَا سَمِعُوهُ مِنهُ فِي هَذَا الشَّأنِ حَيثُ قَالَ: "لا بُدَّ أنْ يَتَلَقَّى الشَّابُّ الثَّقَافَةَ الإِسلامِيَّةَ تَلَقِّيًا فِكرِيًّا بِحَيثُ لَوْ هَلَكَ جَمِيعُ إِخوَانِهِ مِنَ شَبَابِ حِزْبِ التَّحرِيرِ, وَلَمْ يَبقَ مِنْهُمْ أحَدٌ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ إِلاَّ هُوَ وَحْدَهُ, أنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى إِعَادَةِ بِنَاءِ وَتكوِينِ الحِزْبِ مِنْ جَدِيدٍ".
وَيَقُولُ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي كِتَابِ الشَّخصِيَّةِ الإِسلامِيَّةِ: "وَمِنْ هُنَا كَانَ مِنَ المُحَتَّمِ عَلَى الشَّخصِ أنْ يَتَلَقَّى الكَلامَ تَلَقِّيًا فِكْرِيًّا سَوَاءٌ قَرأهُ أو سَمِعَهُ, أي أنْ يَفهَمَ مَعَانِي الجُمَلِ كَمَا تَدُلُّ عَلَيهِ مِنْ حَيثُ هِيَ لا كَمَا يُرِيدُهَا لافِظُهَا أو يُرِيدُهَا هُوَ أنْ تَكُونَ, وَأنْ يُدْرِكَ فِي نَفْسِ الوَقْتِ وَاقِعَ هَذِهِ المَعَانِي فِي ذِهْنِهِ إِدْرَاكًا يُشَخِّصُ لَهُ هَذَا الوَاقِعَ حَتَّى تُصبِحَ هَذِهِ المَعَانِي مَفَاهِيمَ".
وَيَقُولُ - رَحِمَهُ اللهُ – أيضًا: "إِنَّ هَذِهِ الثَّقَافَةَ فِكرِيَّةٌ عَمِيقَةُ الجُذُورِ, يُحتَاجُ فِي دِرَاسَتِهَا إِلَى صَبْرٍ وَتَحَمُّلٍ؛ لأنَّ التَّثقِيفَ بِهَا عَمَلِيَّةٌ فِكرِيَّةُ تَحتَاجُ إِلَى بَذْلِ جُهْدٍ عَقْلِيٍّ لإِدْرَاكِهَا؛ لأنَّ الأمرَ يَحتَاجُ إِلَى فَهْمِ جُمَلِهَا وَإِلَى إدرَاكِ وَاقِعِهَا, وَرَبطِهَا بِالمَعلُومَاتِ الَّتِي يُفهَمُ بِهَا هَذَا الوَاقِعَ؛ وَلِذَلِكَ لا بُدَّ أنْ تُتَلَقَّى تَلَقِّيًا فِكرِيًّا".
وَقَبلَ أَنْ نُوَدِّعَكُمْ مُستَمِعِينَا الكِرَامَ نُذَكِّرُكُمْ بِأَبرَزِ الأَفكَارِ التِي تَنَاوَلهَا مَوضُوعُنَا لِهَذَا اليَومِ:
- كِتَابُ "نِظَامُ الإِسلامِ" وَاحِدٌ مِنْ سِلْسِلَةِ كُتُبٍ ألَّفَهَا الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ النَّبهَانِيُّ بِهَدَفِ إِنهَاضِ المُسلِمِينَ مِنْ سُقُوطِهِمْ إِلَى المُنحَدَرِ السَّحِيقِ الَّذِي أوقَعَهُمْ بِهِ الكَافِرُ المُستَعْمِرُ.
- كِتَابُ "نِظَامُ الإِسلامِ" هُوَ الكِتَابُ الأَوَّلُ الَّذِي يَتَلَقَّاهُ الدَّارِسُ فِي "حِزْبِ التَّحرِيرِ" تَلَقِّيًا فِكْرِيًّا مُرَكَّزًا فِي حَلْقَاتٍ مَهْمَا كَانَتْ دَرَجَتُهُ العِلْمِيَّةُ.
- التَّلَقِّي الفِكْرِيِّ أخْذُ أفكَارِ الإِسلامِ بِوَصْفِهَا مَفَاهِيمَ رَاسِخَةً تُؤَثِّرُ فِي السُّلُوكِ العَمَلِيِّ لِلإِنسَانِ.
- "نِظَامُ الإِسلامِ" الأسَاسِيَّ يَشمَلُ أنظِمَةً فَرعِيَّةً هِيَ: نِظَامُ الحُكْمِ, وَالنِّظَامُ الاقتِصَادِيُّ, وَالنِّظَامُ الاجتِمَاعِيُّ, وَنِظَامُ العُقُوبَاتِ, وَسِيَاسَةُ التَّعلِيمِ, وَالسِّياسَةُ الخَارِجِيَّةُ, وَغَيرُهَا مِمَّا تَحتَاجُهُ الدَّولَةُ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم,
وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.