السبت، 19 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول   (ح 84)  كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (9)

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول

 84)

كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (9)

 

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أما بعد:

 

أيها المؤمنون:

 

 

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"وقفات تأملية مع كتاب الشخصية الإسلامية - الجزء الأول". وَمَعَ الحَلْقَةِ الرابعة والثمانين، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "كيف نشأت مسألة القضاء والقدر (9)".

 

يقول الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله -: "والخلاصة أن مسألة القضاء والقدر أخذت دورًا هامًا لدى المتكلمين، وكانوا جميعاً يجعلون موضع البحث هو فعل العبد وما تولّد من هذا الفعل من خاصيات أي الخاصيات التي يحدثها العبد من فعله في الأشياء، ويجعلون أساس البحث هو هل فعل العبد والخاصيات التي يحدثها العبد من فعله قد خلقه الله وخلقها أم أن ذلك من خلق العبد، وهل ذلك حصل بإرادة الله أم بإرادة العبد؟

 

وسبب وجود هذا البحث هو أخذ المعتزلة لهذه المسألة عن الفلسفة اليونانية كما هي باسمها ومسماها (القضاء والقدر) أو (حرية الإرادة) أو (الجبر والاختيار) وبحثهم لها من وجهة نظر رأوها تتفق مع ما يجب لله تعالى من صفة العدل، فأدى هذا إلى قيام الجبرية وأهل السنة يردون على المعتزلة آراءهم على نفس الصعيد وعلى ذات الأساس، وبحثوها جميعاً من ناحية صفات الله لا من ناحية موضوعها وحده، فسلطوا إرادة الله وقدرته على فعل العبد وعلى الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء وصاروا يبحثون: هل هي بقدرة الله وإرادته أم هي بقدرة العبد وإرادته؟

 

فالقضاء والقدر إذن هو أفعال العباد وخاصيات الأشياء التي يحدثها الإنسان من فعله في الأشياء. فالقضاء هو أفعال العباد والقدر هو خاصيات الأشياء. أما كون القضاء هو أفعال العباد فظاهر من بحثهم له وخلافهم فيه، أي من قولهم أن العبد يقوم بالفعل بقدرته وإرادته، وقول من ردّ عليهم أن فعل العبد يُوجَد بقدرة الله وإرادته لا بقدرة العبد وإرادته، وقول من ردّ على الاثنين أن فعل العبد يوجد بخلق الله للفعل عند قدرة العبد وإرادته لا بقدرة العبد وإرادته فهذا يدل على أن معنى القضاء هو أفعال العباد". 

 

ونقول راجين من الله عفوه ومغفرته ورضوانه وجنته: يتابع الشيخ تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حديثه عن بيان الكيفية التي نشأت بها عند المتكلمين مسألة القضاء والقدر، وذلك من خلال الأفكار الآتية: 

 

بعد أن عرض الشيخ تقي الدين - رحمه الله - آراء الجبرية، والمعتزلة، وأهل السنة، والجماعة المتعلقة بأفعال العباد، وما تولد عنها من أعمال ذكر خلاصة البحث، فقال:

أولًا: "والخلاصة أن مسألة القضاء والقدر أخذت دورًا هامًا لدى المتكلمين، وكانوا جميعًا يجعلون موضع البحث هو فعل العبد، وما تولّد من هذا الفعل من خاصيات أي الخاصيات التي يحدثها العبد من فعله في الأشياء، ويجعلون أساس البحث هو هل فعل العبد والخاصيات التي يحدثها العبد من فعله قد خلقه الله وخلقها أم أن ذلك من خلق العبد، وهل ذلك حصل بإرادة الله أم بإرادة العبد؟".

 

ثانيًا: بين الشيخ - رحمه الله - السبب الحقيقي في وجود هذا البحث فقال: "وسبب وجود هذا البحث هو أخذ المعتزلة لهذه المسألة عن الفلسفة اليونانية كما هي باسمها ومسماها (القضاء والقدر) أو (حرية الإرادة) أو (الجبر والاختيار).

 

ثالثا: ذكر الشيخ - رحمه الله - أن المتكلمين بحثوا هذه المسألة من وجهة نظر رأوها فقال: "وبحثهم لها من وجهة نظر رأوها تتفق مع ما يجب لله تعالى من صفة العدل، فأدى هذا إلى قيام الجبرية، وأهل السنة يردون على المعتزلة آراءهم على نفس الصعيد، وعلى ذات الأساس".

 

رابعًا: ذكر الشيخ - رحمه الله - أن المتكلمين بحثوا هذه المسألة من ناحية صفات الله فقال: "وبحثوها جميعًا من ناحية صفات الله لا من ناحية موضوعها وحده، فسلطوا إرادة الله وقدرته على فعل العبد وعلى الخاصيات التي يحدثها العبد في الأشياء وصاروا يبحثون: هل هي بقدرة الله، وإرادته، أم هي بقدرة العبد وإرادته؟"

 

خامسًا: وضح الشيخ - رحمه الله - ما يعنيه المتكلمون بالمصطلحات الآتية:

 

  1. مصطلح (القضاء، والقدر): هو أفعال العباد وخاصيات الأشياء التي يحدثها الإنسان من فعله في الأشياء.
  2. مصطلح (القضاء) هو أفعال العباد.
  3. مصطلح (القدر) هو خاصيات الأشياء.

 

سادسًا: بين الشيخ رحمه الله أن معنى القضاء عند المتكلمين هو أفعال العباد، فقال: "أما كون القضاء هو أفعال العباد فظاهر من بحثهم له، وخلافهم فيه على النحو الآتي:

  1. أي من قولهم: إن العبد يقوم بالفعل بقدرته وإرادته.
  2. وقول من ردّ عليهم: إن فعل العبد يُوجَد بقدرة الله وإرادته لا بقدرة العبد وإرادته.
  3. وقول من ردّ على الاثنين: إن فعل العبد يوجد بخلق الله للفعل عند قدرة العبد وإرادته لا بقدرة العبد وإرادته.

فهذا يدل على أن معنى القضاء هو أفعال العباد.

 

أيها المؤمنون:

 

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ محمد النادي

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع