الأحد، 27 صَفر 1446هـ| 2024/09/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خطاب إلى الأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطاب إلى الأمة الإسلامية

 

 

 

 أي إسلام تريدون؟ إسلام السلطة، أم الإسلام المتشدد كما يدعون، أم إسلام الكتاب والسنة أو المعتدل كما يسمونه؟

 

الإسلام هو الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)) وهو نظام متكامل للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من أنظمة الحياة التي تنظم شؤون الناس.

 

فإسلام السلطة أو المعتدل كما يسمونه إسلام عجيب يتلون بلون السلطان ويلبس جلبابه ويحمل صولجانه واختامه، فإذا كان السلطان يطبق النظام الاشتراكي كان الإسلام المعتدل اشتراكيا يقول بالمساواة ويتحدث بآيات الإنفاق، ولذا كان السلطان يطبق النظام الرأسمالي بكل احتكاراته وظلمه وعمالته لأنظمة الغرب الكافر فلا نسمع من معتنقيه إلا تأويلات للآيات والأحاديث لتتماشى مع ما يطلب منهم هذا السلطان ويحقق له المنافع والبقاء في السلطة.

 

وإذا كان السلطان يعادي اليهود كانت الأبواق تنادي بأنهم شر خلق الله، أما إذا كان يدعو إلى سلمهم والصلح معهم كان اليهود هم أبناء العم وأهل الإيمان وأصبحت السياسة عندهم ((وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) وكان اليهود هم الذين قال الله تعالى فيهم ((وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)) وباختصار فإن الإسلام المعتدل له رجال يتزينون بزي الدين يصنعون الفتاوى للسلاطين بما يناسب أذواقهم وأهواءهم ويفصلون لهم من الدين أثوابا على قياسهم.

 

أما الإسلام المتشدد الذي يدعوه معتنقيه فهو معاكس تماما لمعتنقي الإسلام المعتدل يكفرون من خالفهم ويهددونهم بالقتل ويجابهونهم بالسلاح وهذا فكر قديم نشأ بين المسلمين عندما اختلفوا ووقع السيف بينهم وأشكل على كثير منهم معرفة الحق والصواب.

 

أما إسلام الكتاب والسنة ليس هذا كله، إنه إسلام مهتد ينطق بالحق ولا يبرر الواقع ويصدح بالنص كما يريده الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولا يلوي عنق النصوص ليوافق أهواء الناس أنه الإسلام الكامل الذي أنزله الله تعالى لا يجامل أحدا فرجاله وحاملوه لا يجاملون السلطان ويتملقونه ولا يقولون إلا كلمة الحق التي يرضى عنها ساكن الأرض والسماء ولا يخافون في الله لومة لائم، فأعزهم الله وتواضعوا له فرفعهم وأخلصوا نياتهم فأشرقت قلوبهم بنور الوحي فعرفوا طريقهم وأرشدوا الحائر ومن ضل الطريق وصبروا على إساءة الظالم طمعا في هداية الخلق ورغبة في ثواب الخالق، فأي إسلام تريدون؟ 

آخر تعديل علىالخميس, 24 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع