- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة "رمضان كريم" كلمات قصيرة
اليوم السابع عشر
ذكرى غزوة بدر الكبرى رفع لهمم المجاهدين في سبيل الله
إِخْوَانَنَا الكِرَامْ.. أخَوَاتِنَا الكَرِيمَاتْ.. مَعَاشِرَ الصَّائِمِينَ، وَالصَّائِمَاتِ: السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ.
الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى، وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَفَى. أمَّا بَعدُ:
إِنَّ مِنْ أعْظَمِ ذِكْرَيَاتِ هَذِهِ الأمَّةِ المُبَارَكَةِ، الَّتِي حَدَثَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، ذِكْرَى غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى، الَّتِي وَقَعَتْ فِي اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنْهُ، وَذَلِكَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِلْهِجْرَةِ، وَقَدْ أبْلَى فِيهَا المُسْلِمُونَ بَلَاءً حَسَناً، فَنَصَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أعْدَائِهِمْ مِنَ المُشْرِكِينَ نَصْراً مُؤَزَّراً، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أنَّهُمْ كَانُوا أقَلَّ عَدَداً وَعُدَّةً مِنَ المُشْرِكِينَ، وَلَمْ يَأخُذُوا لِلَّقَاءِ أهْبَتَهُ وَعُدَّتَهُ.
فَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِلْهِجْرَةِ عَلِمَ رَسُولُ اللهِ r أَنَّ قَافِلَةً تِجَارِيَّةً لِقُرَيشٍ بِقِيَادَةِ أبِي سُفْيَانَ ابنِ حَرْبٍ عَائِدَةٌ مِنَ الشَّامِ إِلَى مَكَّةَ، فِيهَا أمْوَالٌ لِقُرَيشٍ، وَتِجَارَةً مِنْ تَجَارَاتِهِمْ عَلَيْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلاً مِنْ قُرَيشٍ. فَنَدَبَ النَّبِيُّ r المُسْلِمِينَ لِاعْتِرَاضِ هَذِهِ القَافِلَةِ، وَقَالَ لَهُمْ: «هَذِهِ عِيرُ قُرَيشٍ، فِيْهَا أمْوَالُهُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللهَ يُنْفِلْكُمُوهَا». فَخَفَّ بَعْضُ النَّاسِ، وَثَقُلَ بَعْضُهُمْ، وَذَلِكَ أنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أنَّ رَسُولَ اللهِ r يَلْقَى حَرْباً، فَكَانَ مَجْمُوعُ مَنْ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ r ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً. وَكَانَ أبُو سُفْيَانَ حِينَ دَنَا مِنَ الحِجَازِ يَتَحَسَّسُ الأخْبَارَ، وَيَسْألُ مَنْ لَقِيَ مِنَ الرُّكْبَانِ، حَتَّى أَصَابَ خَبَراً أنَّ مُحَمَّداً وَأصْحَابَهُ قَدْ خَرَجُوا لِلِاستِيلَاءِ عَلَى القَافِلَةِ، فَغَيَّرَ طَرِيقَهُ المُعْتَادَ، وَأرْسَلَ إِلَى قُرَيشٍ مَنْ يَسْتَنْفِرَهُمْ لِلدِّفَاعِ عَنْ أمْوَالِهِمْ، وَيُخْبِرَهُمْ أنَّ مُحَمَّداً قَدْ عَرَضَ لِتِجَارَتِهِمْ وَأمْوَالِهِمْ. وَبَعْدَ أنْ نَجَتِ القَافِلَةُ طَلَبَ أبُو سُفْيَانَ مِنْ أبِي جَهْلٍ الرُّجُوعَ، فَقَالَ أبُو جَهْلٍ: "وَاللهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَرِدَ بَدْراً، فَنُقِيمَ فِيهَا ثَلَاثاً، نَنْحَرُ الجَزُورَ، وَنَسْقِي الخَمْرَ، وَتَعْزِفُ عَلَينَا القِيَانُ، وَتَسْمَعُ بِنَا العَرَبُ، فَلَا يَزَالونَ يَهَابُونَنَا أبَداً!". فَوَافُوهَا فَسُقُوا كُؤُوسَ المَنَايَا مَكَانَ الخَمْرِ، وَنَاحَتْ عَلِيهِمُ النَّوَائِحُ بَدَل أنْ تَعْزِفَ عَلَيهِمُ القِيَانُ، وَنَصَرَ اللهُ الفِئَةَ القَلِيلَةَ المُؤْمِنَةَ عَلَى الكَثِيرَةِ الكَافِرَةِ. قَالَ تَعَالَى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). (آل عمران١٢٣) اللَّهُمَّ انْصُرْنَا كَمَا نَصْرتَهُمْ، وَاكْتُبْ لَنَا مِيثَاقَ عِزٍّ وَتَمكِين، تُعِزُّ بِهِ عِبَادَكَ المُؤْمِنِينَ، وَتُمَكِنَّ بِهِ لِدِينِكَ العَظِيمِ، دِينِ الرَّحْمَةِ لِلعَالَمِينَ!!
وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.