- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة على العنف الذي أعقب انتخابات موزمبيق
(مترجم)
الخبر:
وفقاً لمركز موزمبيق للديمقراطية وحقوق الإنسان ووكالة رويترز، فإنه حتى 2024/11/8، تم الإبلاغ عن إجمالي 34 حالة وفاة، بينما ذكرت مصادر أخرى أن عدد القتلى يزيد عن 50، نتيجة للعنف الذي أعقب الانتخابات بعد إعلان فوز مرشح جبهة تحرير موزمبيق الحاكمة (فريليمو)، دانييل تشابو، بالانتخابات الرئاسية في 24 تشرين الأول/أكتوبر التي ادعت المعارضة أن نتيجتها مزورة.
التعليق:
كان العنف الانتخابي جزءاً من الانتخابات الديمقراطية في جميع أنحاء العالم وظاهرة مألوفة في الدول النامية. وتقدر التقارير العالمية أن العنف يحدث في 19٪ - 58٪ من الانتخابات في أفريقيا. وفي أوائل التسعينات، وصلت إلى 86٪.
بعض الأمثلة على العنف الانتخابي في بعض الدول الأفريقية:
في تنزانيا، منذ أول انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب عقدت عام 1995، كان تجدد العنف بعد الانتخابات متتالياً ومتواصلاً كل خمس سنوات.
الأمر الأكثر إزعاجاً هو ما حدث بعد انتخابات عام 2000 حيث قُتل بالرصاص أكثر من 40 من أتباع المعارضة (الجبهة المتحدة المدنية) في زنجبار - الجزر شبه المستقلة - وأصيب أكثر من 600 شخص وفر ما يقدر بنحو 2000 شخص إلى كينيا المجاورة، عندما فتحت أجهزة الدولة النار على حشد يحتج على نتائج الاقتراع.
في الفترة من كانون الأول/ديسمبر 2007 إلى شباط/فبراير 2008، قُتل في كينيا أكثر من 1200 وشُرد ما يصل إلى 350 ألف شخص، وفي ساحل العاج عام 2010 قُتل ما يقدر بنحو 3000 شخص، وفي السنغال عام 2012 قُتل نحو 15 شخصاً، وفي أعمال العنف المستمرة في موزمبيق عام 2024 قُتل أكثر من 50 شخصاً، وكل هذا على سبيل المثال لا الحصر.
إن السبب الرئيسي للعنف الانتخابي في موزمبيق وأفريقيا والعالم بشكل عام هو بلا شك الطبيعة الأولية لعقيدة الرأسمالية التي نشأ عنها النظام السياسي الديمقراطي. إن الأساس الرأسمالي للعلمانية يدافع عن وجهة نظر شريرة وغير منطقية للفصل بين الدين والحكم والتي تؤدي إلى حرمان الإنسان من الشعور بالقيم الروحية، ودفعه بدلاً من ذلك إلى الانخراط في قدر كبير من الجشع في المكاسب المادية.
علاوة على ذلك، تسيطر الدول الغربية على الأحزاب السياسية في الدول النامية بهدف ممارسة نفوذها ومصالحها السياسية والاقتصادية من خلال الاستعمار الجديد في تلك البلدان. وبالتالي، في جميع الحالات، فإن المنافسة والعنف بين الأحزاب السياسية بالمعنى الحقيقي هو بين الدول الاستعمارية الرأسمالية على حساب الأبرياء.
ناهيك عن أن التعاملات الرأسمالية في السياسة أو غيرها تستخدم نهجاً مكيافيلياً في الصراع للوصول إلى الهدف والغرض المطلوبين بأية وسيلة أو طريقة يتم استخدامها.
في هذه الحالة، يستخدم السياسيون الديمقراطيون في معظم الحالات وسائل وحشية للغاية لتحقيق مكاسبهم السياسية. فعلى سبيل المثال، في عام 1992، يُعتقد أن الرئيس الكيني آنذاك موي قتل 1500 شخص وأجبر ما يقرب من 250 ألفاً من السكان على النزوح في وادي ريفت ومنعهم من التصويت للمعارضة.
إن الوضع المؤلم الحالي في موزمبيق في هذه المرحلة الخطيرة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص بما في ذلك شخصيتان معارضتان كبيرتان هو من بين العديد من أعمال العنف التي ترتكبها الدول الاستعمارية الرأسمالية لتبرير استغلال ثرواتها وكميات هائلة من الموارد الطبيعية.
من المحزن أن موزمبيق كانت تتمتع ذات يوم بحياة سلمية عندما عاشت في ظل الإسلام عندما كان الجزء الشمالي من مقاطعة كابو ديلجادو الغنية الآن جزءاً من دولة كيلوا شبه الإسلامية العظيمة في شرق أفريقيا في عام 1505 حتى الغزو الاستعماري في عام 1700. ولم يجلب الغزو البرتغالي والاستعمار اللاحق سوى العنف المستمر والقتل والاستغلال وكل الشرور لشعبها.
لقد حان الوقت لشعب موزمبيق للعودة إلى ما منحهم السلام في المرة الأولى وهو الإسلام، من خلال العمل على إقامة دولته (الخلافة) والتي من شأنها أن تجلب السلام والازدهار وتوحد جميع البلاد الإسلامية وتقضي على جميع أشكال الاستغلال الاستعماري الرأسمالي والعنف.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا