الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الاهتمام بالأعراق الصغيرة أداة رخيصة يستخدمها الحكام العلمانيون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الاهتمام بالأعراق الصغيرة أداة رخيصة يستخدمها الحكام العلمانيون

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أدان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشدة العنف ضد الأقليات في بنغلادش بينما انتقد إدارة منافسه جو بايدن وكمالا هاريس في رسالة له، وقد كتب ترامب على منصة إكس: "أدين بشدة العنف البربري ضد الهندوس والمسيحيين والأقليات الأخرى الذين يتعرضون للهجوم والنهب من قبل الغوغاء في بنغلادش، والتي لا تزال في حالة من الفوضى العارمة" وأضاف "لم يكن ليحدث هذا أبداً في عهدي". (دكا تريبيون)

 

التعليق:

 

جاءت تصريحات دونالد ترامب بشأن بنغلادش في وقت تواجه فيه البلاد انتكاسات اقتصادية وسياسية شديدة ناجمة عن السياسات العلمانية المدفوعة بالمصالح، والتي ثبت بشكل قاطع أنها لا تتمتع بالكفاية كنظام حاكم، وفي ظل تدخل أمريكا وبريطانيا والهند في صراعهم الجيوسياسي على غنائم بنغلادش. ومع ذلك، هناك عدة نقاط تجب ملاحظتها في هذا الصدد:

 

أولاً: إن الادعاء بأن الهندوس والنصارى والعرقيات الصغيرة الأخرى يتعرضون للهجوم والنهب من الغوغاء المسلمين في بنغلادش هو تحريف للحقائق، فهناك بعض الحالات التي تم التبليغ عنها، ولكن جميع الحوادث كانت ضد المستفيدين منها منذ حوالي عقدين من القمع وسوء حكم حكومة حسينة الساقطة، والتي كان عدد قليل جداً من تلك الحوادث ضد هذه العرقيات.

 

ثانياً: هذه الملاحظة هي جزء من الدعاية المنظمة التي أطلقتها الهند الهندوسية بعد سقوط حكومتها العميلة في بنغلادش في 5 آب/أغسطس 2024 وبسبب احتمال قوي لصعود الإسلام في بنغلادش.

 

ثالثاً: قول ترامب "ما كان ليحدث هذا أبداً في عهدي"، هو خطاب أجوف ودون أي دليل. ويسعى ترامب ورؤساء أمريكا وكأنهم حراس الشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم؛ ومع ذلك، فإن الأمر عكس ذلك تماماً وهم سبب كل فساد في هذا العالم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾.

 

وعلى الرغم من أن الهند الهندوسية كانت تدق ناقوس الخطر الكاذب بشأن العرقيات الصغيرة في بنغلادش بعد الخامس من أغسطس/آب، فإن الحقيقة هي أن هذه لعبة قذرة منها لإنقاذ الخائنة حسينة. ومع السقوط المفاجئ لحسينة، كانت الهند على وشك فقدان السيطرة في بنغلادش بسبب الهزة الشديدة وتهجير عملائها في الحكم والبيروقراطية والمثقفين في بنغلادش. ومن الواضح أن العرقيات الصغيرة لم تكن يوما آمنة قط في الهند تحت حكم الحكام العلمانيين (المسلمون في الهند تحت حكم مودي: الأقلية المهمشة). كما يتعرض الهندوس من الطبقة الدنيا مثل الداليت للاضطهاد لفترة طويلة في الهند (فهل حياة الداليت لا قيمة لها؟: مقتل فتاة مراهقة في الهند). وهذا ينطبق أيضاً على أمريكا، حيث ارتفعت معدلات التمييز ضد المسلمين فيها بنسبة 56% منذ عام 2022. وفي السياسة الرأسمالية العلمانية، فإن الاهتمام بالأعراق الصغيرة هو في الواقع أداة تلاعب رخيصة للحكام، الذين يستخدمون هذه الورقة الرابحة في حالة الاحتياجات العرضية؛ مثل الانتخابات الوطنية أو البرجوازية الجيوسياسية.

 

دولة الخلافة فقط هي التي وفرت الحماية لحياة جميع رعاياها وممتلكاتهم وأعراضهم. إن تاريخ الخلافة الذي امتد لـ1300 عام، مليء بالأمثلة والأدلة على ذلك. وبصراحة، لا يوجد مفهوم الأغلبية والأقلية في دولة الخلافة، بل كل من يحمل تابعيتها يُعتبرون رعايا ويتمتعون بحقوق متساوية، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. والرعايا غير المسلمين يعتبرون من أهل الذمة ويحظون بامتيازات خاصة من حيث الحماية، قال رسولنا الحبيب ﷺ: «مَنْ قَذَفَ ذِمِّيّاً حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِياطٍ مِنْ نَارٍ، فَقُلْتُ لِمَكْحُولٍ: مَا أَشَدُّ مَا يُقَالُ، قَالَ: يُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ الْكَافِر» رواه الترمذي والبخاري بلفظ مختلف. وحدها الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي ستضمن العدالة لجميع الأديان وتحبط محاولات مودي وترامب وأمثالهما لاستخدام ورقة الأعراق لمصالحهم الشريرة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ريسات أحمد

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع