- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تجويع غزة متواصل مع اقتراب شهر رمضان
(مترجم)
الخبر:
وفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من مستويات متفاوتة من انعدام الأمن الغذائي، تتراوح بين الأزمة أو الطوارئ أو الكارثية. وقد انتشرت صور على وسائل التواصل الإلكتروني تظهر الناس، لا سيما في شمال غزة، وهم يأكلون الحشائش والأعشاب الضارة وأعلاف الحيوانات. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير العديد من مرافئ الصيد والأسواق والدفيئات الزراعية والحقول.
إن خطر المجاعة يتفاقم يوما بعد يوم بسبب استمرار الأعمال القتالية واستمرار الحصار المفروض على غزة. وقالت منظمة العمل ضد الجوع للعربي الجديد إن معظم الأسر الفلسطينية في غزة تفوّت وجبات الطعام يوميا، مضيفة أن بعض العائلات تقضي أياما وليالي دون تناول الطعام. وأدى تدمير المنشآت الأساسية المعنية بإنتاج الأغذية وتوزيعها وتقييد الواردات التجارية إلى الحد من فرص الحصول على الأغذية. (العربي الجديد، 20 شباط/فبراير 2024)
التعليق:
وسط الدعوات إلى وقف إطلاق النار وإغاثة سكان غزة، فإن شهر رمضان المبارك سيحل في غضون أيام قليلة. إن التجويع والمجاعة كلها من إنتاج وإقرار الدول الصناعية السبع، بقيادة الولايات المتحدة التي تتصدر المشهد بالفيتو ضد وقف إطلاق النار الدائم.
في ظل عدم القدرة على الوصول الآمن إلى المنتجات الطازجة أو البروتينات، يضطر سكان غزة إلى تخطي وجبات الطعام وغالبا ما يقضون أياماً دون تغذية مناسبة ما يعرضهم للمعاناة من الأوبئة والأمراض المختلفة. وقالت كيتلين بروكتر، الباحثة في معهد جنيف للدراسات العليا التي أمضت سنوات عدة في القطاع، وتجمع شهادات يومية من سكان غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023: إن سكان مخيم جباليا للاجئين شمال مدينة غزة، يقومون "بجمع الأعشاب والبذور من جميع الأنواع، واستخدامها للبقاء على قيد الحياة. لكن، في الغالب، الناس لا يأكلون. في كثير من الأحيان، يقضون عدة أيام دون وجبة واحدة". (لوموند)
لقد لجأ بعض سكان غزة من يأسهم إلى أكل علف الحيوانات الذي يطحن لصنع الخبز، ما ينتج آثاراً سلبية على جسم الإنسان ما يجعله يعاني من آلام حادة في المعدة والإسهال. لم تتوقف القسوة عند هذا الحد، فقد منع كيان يهود منتجات الأعلاف الحيوانية هذه من دخول قطاع غزة. لقد أصبح الحصول على المواد الغذائية الأساسية أكثر صعوبة، كما أنه يتم استغلالها عند وقوعها في أيدي الجشعين والفاسدين. إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يطعمهم من الأوراق الخضراء الطبيعية التي نبتت بعد هطول الأمطار الغزيرة في الأسابيع القليلة الماضية.
إن رمضان المبارك هو شهر الصيام والعبادة للمسلمين كما أمر الله سبحانه وتعالى. ولكن هناك أمر لله سبحانه يتم تجاهله عمدا وهو وجوب نصرة إخوتنا وأخواتنا المسلمين وحمايتهم من الإبادة الجماعية والمجاعة. يجب على أهل القوة والمنعة القيام بدورهم لتبرئة أنفسهم من خطايا حكامهم العملاء الذين لا يكتفون بالمشاهدة فحسب، بل إنهم يتواطؤون مع كيان يهود المجرم بتزويده بالمواد الغذائية والمنتجات الطازجة وغيرها من الإمدادات عبر جسر بري من الإمارات والأردن ومن تركيا.
ها هو شهر رمضان المبارك يقترب، وإننا نضرع إلى الله سبحانه بالدعاء من أجل الإغاثة الفورية لأهلنا في قطاع غزة. نأمل أن يكون رمضان هذا العام وقت التحرير العاجل لقطاع غزة وكل فلسطين من الاحتلال المجرم وإنهاء الإبادة الجماعية.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر