الجمعة، 25 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
«إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

«إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»

 

 

 

الخبر:

 

قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن الهجمات التي تشنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد المدن والقرى (الإسرائيلية) القريبة من قطاع غزة، تشكل تصعيدا خطيرا وجسيما، وفق نص البيان. وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تعازيها لأسر الضحايا، وأكدت على ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع... (الجزيرة نت، 2023/10/09م)

 

التعليق:

 

للأسف في الوقت الذي تختفي فيه الخيانة عند الدول والشعوب ويندر ظهورها، إلا أنها في بلادنا قد تعززت وتعمقت تحت مسميات وعناوين تسويقية، فلا غرابة في ما تحدثت به وزيرة الدولة الإماراتية حين تلفظت بأن "هجمات حماس بربرية"، فلسان حالها ينطق بلسان حال الحكام العرب جميعاً.

 

إن فشل حكام يهود في التطبيع مع شعوبنا الإسلامية، جعلهم يستعينون بحكام يفرضون التطبيع على الشعوب بالقوة. إن هذه الخيانة خرجت علينا بصورها الجلية خصوصا من الجزيرة العربية في وقت يتطاول فيه يهود وأعوانهم بقصف إخواننا المسلمين في غزة، ليتعرضوا إلى أبشع إبادة جماعية، فالأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والدور والآمنين يتعرضون لقصف يهود تحت أنظار مجلس الخزي والعار، مجلس الخيانة (مجلس الأمن)، وحكام الذل والخيانة من أبناء جلدتنا يتفرجون صامتين كأن شيئا لم يكن!

 

يجب أن تفهم شعوبنا أن إلغاء الهوية الإسلامية هو وصمة عار في جبين كل من ينتمي إلى هذه الأمة، ليقف صامتاً أمام مذبحة يهود لإخواننا المسلمين في غزة، إن سكوت حكامنا حكام الذل والعار عن قضايا الأمة ومغازلتهم لأمريكا ومقايضتها، هو الذي مكّن يهود مِنّا وضيع فلسطين.

 

أما آنَ لهذه الشعوب أن تقتنع أنه لا عزة ولا كرامة ولا حياة كريمة بدون دولة تدافع وتحمي الحقوق وتصون الكرامة؟! عليهم أن يعرفوا أنه لا جزرة أبداً في مهادنة حكام خونة، بل عصا غليظة لنزع شرعيتهم عن الحكم. إن ما يحصل اليوم في غزة هو ثمن تطبيع حكام الذل والعار، ليدفعه إخواننا في غزة وأهل فلسطين كافة.

 

جروحنا كشعوب هي في داخل حمانا، لأنها مستعمرات بالوكالة تدير هذه الشعوب، كذلك علينا أن نفهم بأن جيوشنا يقودها عسكريون يساسون من قبل الصهيو أمريكية، وأنها مرتزقة على رأس كل منها خائن، وأن قدر هذه الشعوب أن تكون في مواجهة هذه الجيوش، إذا أرادت أن تنشد طريق التغيير والانعتاق من هيمنة الكافر المستعمر.

 

فقد تخرج الشعوب للشارع تطالب بالخبز، ولكن ليس فيهم من يطالب بتخوين وتجريم حكام التطبيع، والأمثلة على ذلك كثيرة، فهذه السودان خرج الشعب فيها يطالب بحكم المدنيين دون الإشارة لخيانة العسكر.

 

ربما قضية فلسطين وغزة قد وحدت مشاعرنا كجماهير من مختلف الأقطار، وحدتنا الهوية الإسلامية، ولكن هذا لا يكون الطريق الكافي للنجاة، بل إن إفشال مخطط أعداء الإسلام مرهون أولاً بوعي الشعوب، وهي قادرة على ذلك، وإنه لمن العار والنفاق أن لا تتصدى هذه الشعوب لحكامها الخونة لتكشفهم وتجرّمهم وتخلعهم عن كراسي الحكم التي باعوا ضمائرهم من أجلها.

 

نعود إلى نبع الخيانة؛ فقد كانت السعودية مركزها الأول حين تآمر حكامها على الدولة العثمانية وتعاونوا مع أعداء الإسلام من أجل هدم صرح المسلمين، فهي لا زالت تتمتع بهذا الدور الخسيس سراً وجهراً، أما مشايخ أعراب الخليج فهم يعيشون على نفاقهم في الدين، فعبدوا المال وسلّموا ضمائرهم للمستعمرين، كذلك حكام الإمارات وما حولها من دويلات كرتونية، فهم يجاهرون بكفرهم وولائهم ليهود دون أدنى حياء، ليخضعوا للابتزاز الغربي حتى تحولوا إلى دوابّ ليهود مستخدمين مردود نفط الصحراء لذبح المسلمين.

 

نقول والأسى يملأ قلوبنا لما يحصل لإخواننا المسلمين: إنه من يريد حياة حرة كريمة وعودة حميدة ميمونة، وشمعة مضيئة ترسم لنا معالم الطريق في هذه الفترة المظلمة، عليه أن يلتحق بركب الرائد الذي لا يكذب أهله، ليكون من حملة اللواء، ومن العاملين في طريق الحق، طريق يوم يأذن الله له بالعودة، طريق العزة والكرامة، طريق الأمة المنشود.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مؤنس حميد – ولاية العراق (الانبار)

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع