- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
اتحاد جمهوريات الموز الأوروبية
الخبر:
حكومات الولايات الألمانية تشدد من مناصرتها لدولة يهود دون قيد أو شرط، وتطلب من المؤسسات الإسلامية وروابط المساجد الإسلامية إعلان التأييد لهذا القرار في مؤتمر شامل لإدانة حركة حماس. (وكالات أخبار ألمانية)
التعليق:
لم تكتف الحكومة الألمانية الاتحادية في برلين بالإعلان عن دعم دولة يهود بكل قوتها وكل إمكاناتها السياسية والمالية والعسكرية، وتجريم كل حركة أو همسة أو تغريدة باتجاه إدانة كيان يهود على جرائمه المستمرة، بل بالتهديد بالطرد لكل من يحمل أي رمز من رموز التضامن مع أهل فلسطين... لم تكتف بهذا كله، بل أوعزت لحكومات الولايات، ولكل مؤسسة سياسية أو اجتماعية أو ما دون ذلك، أن يُجمعوا أمرهم على دعم كيان يهود دون قيد أو شرط، دعما منقطع النظير، وأن يضغطوا على كل المؤسسات والمنظمات لاتخاذ الموقف نفسه، وإدانة ما يسمونه بالأعمال الهمجية لحركة حماس. وذلك تحت طائلة المحاسبة القانونية، دون الاستناد إلى أي قانون مدون أو شبهة قانون، ما خلا اختباءهم وراء ما يسمونه "عداء السامية، وكراهية الشعوب"! ويقصدون به العداء ضد يهود دون تفريق من الناحية القانونية والسياسية بين كيان يهود أي ما يسمى (إسرائيل)، واليهود كأشخاص، ويروجون لهذه القضية بشكل مبتذل رخيص حتى أصبحت الكوفية، وألوان العلم الفلسطيني مهددة لهم ولليهود في ألمانيا، وكذلك الحال أيضا في بقية البلاد الغربية، كفرنسا وبريطانيا. وبناء على هذه المخاوف المزعومة منعوا المظاهرات، وباشروا بتكثيف الحراسة على معابد يهود ومساكنهم. والإعلان عن حالات اعتداء على أفراد يهود أو معابدهم، ولا نستبعد أن يكونوا هم أو يهود أنفسهم من يقوم بالاعتداء أو التهديد ورسم نجمة داوود على أبواب منازلهم وجدران مقابرهم للترويج إعلاميا أن تهديدا حقيقيا يجب الحذر منه، ولبثّ الرعب في قلوب يهود ليسوغوا للشعب سوء سياستهم وحماقة ساستهم الذين يخربون مجتمعاتهم بأيديهم من خلال بث الفرقة بين أفراد المجتمع وتكميم أفواه بعض الناس ومنع المظاهرات التي لا تتوافق مع منهجهم، ووصف كل من يدين كيان يهود مهما كان جنسه أو مركزه السياسي أو الاجتماعي بمعاداة السامية ويهددون بمحاكمته، وإن كان من اللاجئين الجدد يطرد ولا يقبل طلب لجوئه، وإن كان من المقيمين يهددونه بسحب الإقامة، بل حتى الحاملون لجنسيتين يهدَّدون بسحب الجنسية الألمانية، والتسفير!
هذا كله يقومون به دون غطاء قانوني، ورغم أن القضاء الإداري أدان هذه الإجراءات وأمرهم بالسماح بالمظاهرات، وعدم اعتراضها، إلا أن الشرطة تضايق المتظاهرين وتصورهم وتحتجزهم بالشبهة وتقيد أسماءهم، وغير ذلك من أعمال القمع السياسي وتقييد حرية الرأي والحرية الشخصية، ما يذكرنا حقيقة بجمهوريات الموز، ودكتاتوريات أفريقيا، والحكومات العربية.
وتحت وطأة هذه التهديدات، وبتأثير من هذا الترويع يريدون إجبار الأئمة والاتحادات الإسلامية، والجمعيات وغيرها من المنظمات المجتمعية، على اتخاذ الموقف الذي يُملونه عليهم من حيث إدانةُ حماس وتجريمُ المقاومة وعدمُ الاعتراض على دعم كيان يهود وما يدّعونه من حق كيان يهود في الدفاع عن نفسه، وغض النظر عن الجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان يهود بأسلوب ممنهج، ومن خلفه أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مجتمعين.
أتمنى، بل وأطلب من المنظمات والاتحادات الإسلامية أن لا تخضع لطلباتهم المهينة وأن لا يعطوا الدنية في دينهم، وأن لا يسكتوا عن إعلان الحق وكشف الجرائم التي يرتكبها يهود وأعوانهم، بل وإدانة الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي على دعم الشر وغض النظر عن جرائم كيان يهود، وهم يرونها بأعينهم. فهذا المنهج واهٍ، وهذه التهديدات ليست قانونية، وليس هذا فحسب، بل هي مخالفة لمبادئهم وحرياتهم التي يتغنون بها. وهم يدينون أنفسهم بتخليهم عنها، وإسقاطها من الاعتبار، وهذه بشارة بانهيار هذا المبدأ العفن المبني على الكذب، والدجل، والاستغلال، والعنف، والجريمة، والإبادة الجماعية.
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة