الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الزيادة السكانية قوة هائلة ولا يراها أزمة إلا العملاء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الزيادة السكانية قوة هائلة ولا يراها أزمة إلا العملاء

 

 

الخبر:

 

نقلت القاهرة 24 على موقعها الخميس 2023/3/16م، قول الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن مصر منذ 40 سنة مضت كان عدد سكانها أقل من 45 مليوناً ولكن اليوم تجاوز العدد 105 ملايين نسمة، يعني في 40 سنة زدنا أكثر من 60 مليون نسمة، وبالتالي حجم الأراضي التي كانت متاحة من 40 سنة بقى فوقها أكثر من 50 إلى 60 مليون نسمة زيادة محتاجين أكل وإنتاج.

 

التعليق:

 

هكذا ينظر النظام المصري للزيادة السكانية ويعدّها عبئاً يجب التخلص منه بينما هي طاقة هائلة وأهم الموارد الحقيقية التي يجب أن يعتني بها ويرعاها، فحتى من وجهة النظر الرأسمالية هم أداة الإنتاج والمستهلكون للسلع ودافعو الضرائب، وإليكم ما قالته سبوتنك عربي في 2017/10/16، "البشر أهم الموارد الكونية، إذا أحسن استخدامها تقدمت وتطورت الأمم وسادت أرجاء الكون، وفي حالة إساءة استخدام هذا المورد الرئيسي تحول إلى مشكلة معقدة وصداع مزمن في رأس الحكومات"، وتابعت "تحققت تلك المخاوف في دول العالم الثالث، بعد أن فرض عليه الحصار التكنولوجي ومنع من امتلاك وسائل التطور، فأصبحت الزيادة السكانية غير مدروسة وغير موجهة، بل تحولت تلك القوة إلى عبء ثقيل قد تنفق عليه تلك الدول المعدمة نصف ميزانياتها للحد منه"، أي أن تلك القوة ليست هي سبب الأزمة بل السبب هو ما فرض على تلك الدول من منع لامتلاك الوسائل التي تمكنها من استغلال تلك القوة والمورد الأهم والقادر على النهوض بها وأجبرت على الإنفاق بشكل موسع للحد من تنامي قوتها البشرية.

 

نعم فالبشر هم المورد الأهم وهم القوة الهائلة التي تسيّر قطار أي نهضة وأي نمو، وزيادة السكان لا يراها عبئا إلا من يرى بعيون عدوه ويحمل مشروعه فيراهم خطرا يهدد تبعية بلاده ووجود سادته في الغرب وبقاء هيمنتهم على موارد بلاده ونهبهم لثروتها وضياع ما يمنحه السادة من مال وألقاب ورتب.

 

إن من يسعى للنهوض بمصر حقا ويريد صناعة إنجازات حقيقية ترعى أهلها، إن عليه أولا أن يتخلى عن مشروع الغرب الرأسمالي لكي يرى الأمور بعيون جديدة، بعيون الإسلام ومشروعه الحضاري الذي أتى ليخرج الناس من ظلمات الأنظمة الوضعية وجورها وما تصنعه من ضيق وظلم إلى نور الإسلام وعدله ورحمته وسعته، حينها لن يرى تلك الزيادة السكانية عبئا، أولا لأنها تأتي برزقها والله عز وجل خلق الأرض وقدر فيها أقواتها وأقوات الناس فيها إلى يوم القيامة، فالرزق مكفول بكفالة الله عز وجل، ما نحتاجه فقط هو بذل الوسع في السعي لتحصيله توكلا على الله عز وجل الرزاق الكريم، قال ﷺ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً»، عندها ستبذل الدولة وسعها في توعية الناس واستغلالهم بوصفهم طاقة منتجة تزرع وتصنع وتنتج الثروة من مواردها بدلا من التفريط فيها لشركات الغرب الرأسمالية، ومصر غنية بالموارد والثروات وتملك تنوعا فريدا وهائلا في تلك الموارد وفي منابع الثروة، تحتاج فقط إلى من يمكّن الناس من الهيمنة على موارد بلادهم وإنتاج الثروة منها واستغلال أراضيها ومناجمها ومسطحاتها المائية بما يعود بالنفع على البلاد والعباد، وهو ما يستحيل أن يقوم به عملاء يسعون لقتل الأجنة في بطون أمهاتهن دون أن يرف لهم جفن بعد أن دهسوا شباب مصر قتلا وحرقا في الميادين الثائرة.

 

يا أهل الكنانة: إن هذا النظام ليس من جنسكم ولا يرقب فيكم إلا ولا ذمة وينظر إليكم بعيون سادته في الغرب ويرى بلادكم مزرعة للسادة، وما أنتم إلا عبيد لديهم تنتجون الثروة وتمنحونها للغرب مقابل لقيمات لا تسد جوعكم بل طعام مسموم لا تعلمون مصادره ولا ما يوضع لكم فيه، وصرتم فيها لا تملكون حتى بيوتكم التي فيها تسكنون ومعرضون للطرد منها والتشريد لو رأى النظام أنها تصلح للبيع أو الاستثمار أو رغب فيها السادة المانحون ومن تبعهم، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، يا الله متى ينتهي هذا الظلم؟!

 

أيها المخلصون في جيش الكنانة: إن مصر أمانة الله لكم وأهلها أمانة في أعناقكم ستسألون عنها أمام الله عز وجل، ولا عذر لكم أمام ما يحيق بمصر وأهلها من ظلم وجور، وقد أوجب الله عليكم حماية الناس من بطش عدوهم في الغرب وعملائه من الحكام الخونة، فأروا الله منكم ما يحب، غضبة تقتلع هذا النظام وتحمل للناس مشروع الإسلام وتقيم له الدولة التي تطبقه من جديد؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة، جعلكم الله من أهلها وجندها وأنصارها، اللهم آمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالسبت, 18 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع