الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا منهاج فلسطينياً ولا منهاجَ المحتل بل منهاجُ دولة الخلافة الراشدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا منهاج فلسطينياً ولا منهاجَ المحتل

بل منهاجُ دولة الخلافة الراشدة

 

 

 

الخبر:

 

إضراب في مدارس مدينة القدس ووقفات احتجاج رفضاً لمحاولات الاحتلال فرض منهاجه.

 

التعليق:

 

في تصريحات لبعض المحتجين أمام المدارس المهددة بالإغلاق لرفضها قبول منهاج كيان يهود قالوا: "نحن نقف اليوم لنرفض أي تهديد تتعرض له مدرستنا وندافع عنها من تهديد الإغلاق وفرض مناهج محرفة ونرفض أن يفرضوا علينا ما نعلمه لأولادنا، ومن حقنا أن نختار منهاجاً يحافظ على وطنية أولادنا وهويتهم".

 

وقال أحدهم في تعليق آخر: "مهمتي في الحياة ليس فقط أن أربي أبنائي بل أن أعلمهم مبادئ أن يحافظوا على قوميتهم وهويتهم".

 

هذه بعض التعليقات من الأهالي الكرام في مدينة القدس المحتلة الذين وقع عليهم الظلم والقهر والذين يعبرون عن رفضهم لفرض منهاج يهود داخل مدارسهم.

 

ولعل من واجبنا هنا النصيحة كما أوصانا رسولنا الكريم ﷺ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» وأن نبيّن للمسلمين أن هناك مفاهيم خطرة ذكرها الأهل الكرام في تعليقاتهم قد تكون أكثر خطورة من منهاج يهود ومنهاج السلطة الفلسطينية مجتمعين! والتي لا يخلو كل منهما من التحريف والدسائس والتشويه، فأركان الإيمان خمسة في منهاج السلطة، والأرض المباركة مشتركة مع الكيان في منهاجه!

 

إن ما ذكره الأهل الكرام فيما يخص المحافظة على الوطنية والقومية لهي مفاهيم خطرة ومناقضة للإسلام يجب الوقوف عليها بقوة وبيان حقيقتها وأنها سمٌ زعاف، ويجب أن يوجد التناسق بين فكر المسلمين وبين شعورهم وأن تكون ثقافتهم على أساس المبدأ، فالوطنية فكرة استعمارية خبيثة أفسدت الجو الإسلامي وبلبلت الفكر لدى المسلمين بلبلة ظاهرة في مختلف نواحي الحياة، وأفقدتهم المركز الذي يدور حوله تنبههم الطبيعي، وجعلت كل يقظة تتحول إلى حركة مضطربة متناقضة تشبه حركة المذبوح تنتهي بالخمود واليأس والاستسلام!

 

إن ما ذكره المحتجون من مفاهيم الوطنية والقومية لهو أشد خطورة على الأمة الإسلامية من هذه المناهج كلها على ضعفها وفسادها، فهذه المفاهيم الفاسدة لا تصلح لتوحيد البشر، وهي رابطة عاطفية تنشأ عن غريزة النوع عندما يتم الاعتداء على البشر وتختفي في حالة الاستقرار، والقومية رابطة أدت منذ هدم دولة الخلافة إلى التطاحن والنزاع والصراع بين الأمم على السيادة، وهي رابطة فارغة لا تحمل عقيدة وهي بلا أنظمة حياة ولا تصلح للإنسان ولا تُعالج مشاكله وهي غير مبدئية وتجعل الشعب هو المشرع.

 

إن الإسلام بوصفه مبدأ خالٍ تماماً من هذه الأفكار السامة الخبيثة المتناقضة، والرابطة التي تربط المسلمين إنما هي العقيدة الإسلامية والأخوة الإسلامية، بمعنى أنه إذا كانت مناهج السلطة أو مناهج كيان يهود ضارة فإن المطالبة بالوطنية والقومية هلاك!! وهو كمن يطلب السّمّ ليعالج به ألم الرأس! إذن ففكرة القومية والوطنية داء لا يصلح أن يكون دواء.

 

أما الأصل فهو أن نرفض وجود سلطةٍ نعلم حقيقتها وأنها ما وجدت إلا للتفريط بالأرض المباركة ونرفض ما تضعه من مناهج ذات محتوى متدن وفيها من التحريف والتشويه ما فيها!

 

ناهيك أن الأصل أيضا ليس رفض منهاج كيان يهود فحسب بل رفض وجود هذا الكيان المسخ جملة وتفصيلاً، وأن نطالب جميعاً باجتثاثه من جذوره واجتثاث من يعملون لخدمته وتثبيت وجوده، بالمطالبة بالحل الأصيل لقضية الأرض المباركة ومطالبة المخلصين في جيوش المسلمين بالتحرك لتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين من العابثين، والعمل مع العاملين لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي سترسخ العقيدة الإسلامية في نفوس أبنائنا وتُنقي عقولهم من كل المفاهيم الدخيلة وتزيل الأتربة عن الجذور.

 

إن المصائب التي تتابعت على الأمة الإسلامية منذ هدم الخلافة إلى يومنا هذا تكمن بالفكر الرأسمالي الذي يطبقه حكامها، وعلى الأمة الإطاحة بهؤلاء الحكام وأعوانهم عن طريق جيوشها، فتقام دولة الخلافة الراشدة وتسحق كل تلك المناهج الفاسدة وتقلب الواقع رأساً على عقب، من الانحطاط إلى الرقي ومن الذل إلى العزة ومن التبعية إلى التحرير ومن الفرقة إلى الوحدة ومن البؤس والشقاء إلى السعادة والاطمئنان ومن الظلمة إلى نور وعدل الإسلام.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذة رولا إبراهيم

آخر تعديل علىالخميس, 22 أيلول/سبتمبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع