- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تفشي النعرات في المجتمع هو من آفات الرأسمالية
الخبر:
حذرت السلطات القطرية ونبهت من محاولات البعض إثارة النعرات في الأوساط الاجتماعية، وأصدرت وزارة الداخلية القطرية بياناً جاء فيه أن "البعض يتداول عبر الوسائط الإعلامية المختلفة رسائل وعبارات تثير النعرات، وتستهدف مكونات المجتمع بالاستفزاز والتجريح والإساءة، الأمر الذي من شأنه إحداث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد". (صحيفة القدس العربي 2021/09/08م)
التعليق:
إن المشاهد المحسوس في المجتمعات الغربية والتي تشكلها مجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات المنبثقة عن النظام الرأسمالي، والتي يعتبرها البعض قدوة لهم في العيش، إن المشاهد هو أن هذه المجتمعات تعيش حالة من التفكك والتشرذم المطّرد، وانهيار في منظومة القيم، وتدنٍّ في السلوك الأخلاقي، وإثارة للعنصرية والنعرات العرقية والطبقية وغيرها، ناهيك عن الازدياد المفرط في إظهار الحقد والكراهية تجاه المسلمين.
وحتى الأسرة في المجتمع الغربي، التي هي حجر أساس ولحمة في بناء المجتمعات، تقطعت أواصرها ولم يعد لها أي قيمة تذكر، وأوشكت الحياة الزوجية أن تنقرض وتختفي.
كل هذا الانحطاط وأكثر، سببه يرجع للمفاهيم والمقاييس والقناعات الرأسمالية، والنظرة الفردية التي جعلت من المنفعة الشخصية والربح المادي والخسارة، دافعا للقيام بالعمل أو الإحجام عنه. فمقياس الأعمال في الرأسمالية يتمثل في القول المقيت "نفسي ومن بعدي الطوفان"!
وهكذا فإن تفكك المجتمعات وتفشي النعرات فيها وارتفاع مستوى العنصرية القبلية والإثنية، ما هو إلا نتاج لتطبيق المبدأ الرأسمالي ودولته المدنية القُطرية وآفة من آفاته.
أما حال المجتمعات في البلاد الإسلامية اليوم، فهو ليس بأفضل من تلك التي في الغرب، فهو يسير في طريقه إلى الهاوية نفسها، وهذا شيء طبيعي إذ إن البلاد الإسلامية تخضع أيضا للنظام الرأسمالي الذي يفرضه علينا حكام السوء عملاء الغرب بالحديد والنار، ولولا بقية باقية من المشاعر الإسلامية ما زالت حية في النفوس، ولله الحمد والمنة، وتسود بين المسلمين، لكنا سبقنا الكفار المجرمين في الدخول إلى "جحر الضب"!
إن نظرة واحدة لما آلت إليه المجتمعات الغربية والمآل الذي تسير إليه المجتمعات في بلاد المسلمين، لكفيلة بشحذ الهمم وجعل كل مسلم عاقل يشمر عن ساعديه ويعمل مع العاملين الجادين لاستئناف الحياة الإسلامية التي فيها رقي الإنسان والمجتمع.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل