الأحد، 15 محرّم 1446هـ| 2024/07/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾

 


الخبر:


قال الرئيس التونسي قيس سعيّد إن الظروف دفعته لاتخاذ "تدابير استثنائية"، وإنه حريص على تطبيق الدستور، في حين أبدى رئيس البرلمان راشد الغنوشي استعداده للتنازل من أجل استعادة الديمقراطية، ملوحا بدعوة الشارع للدفاع عن ديمقراطيته إن لم تُشكل حكومة.


وصرح الرئيس التونسي أن الدولة ليست دمية تحركها الخيوط، وأن هناك "لوبيات" وفاسدين يحركون الخيوط من خلف الستار، معتبرا أنه لا مجال للتلاعب بالدولة أو تقسيمها أو تفجيرها من الداخل.


وقد تم إعلان الجريدة الرسمية التونسية صدور أمر رئاسي بتعليق اختصاصات مجلس النواب ورفع الحصانة عن الأعضاء لمدة شهر، مضيفة أن هذه المدة قابلة للتمديد. (الجزيرة نت)

 

التعليق:


إن ما يحدث في تونس أمر مفاجئ، حيث تم قطع الطريق على جميع الأطراف، وجعل السلطات جميعها بيد الرئيس.


إن ما حدث لو كان انقلاباً حقيقياً لقلبِ الطاولة على الجميع والعودة إلى حبل الله الوثيق لفرحنا فرحا كبيرا، ولكن نجد أن الرئيس سعيد يحرص على تطبيق القانون الرأسمالي ويجمع جميع السلطات بيده، ويبعد كل أشكال الإسلام وإن كان ما يسمونه "الإسلام المعتدل" كالغنوشي وغيره، وذلك للحفاظ على تونس القومية.


إن ما يحدث اليوم هو من مشكاة ما حدث سابقا نفسها، فالانقلاب على تونس نفسها وسحبها إلى السلطة الواحدة التي يديرها رئيس مكبل بخيوط رؤسائه، وهذا الموقف يعيدنا إلى زمن سابق والذي يعيد الحراك في تونس إلى الصفر، ولكن اليوم يدار الحراك إدارة دقيقة وبعناية فائقة لتكون العلمانية الخبيثة هي الحاكمة وتعود بالبلاد إلى أيام ما قبل الثورة.


نعم إن ما يقوم به الغنوشي من تنازلات لا يمثل به الإسلام ولا يحق لنا أن ندافع عنه بصفته يمثل الإسلام بل نحن نعلم أن الصراع في تونس اليوم لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، بل هو صراع على جميع السلطات وجعلها في قبضة واحدة ليسهل على المتحكم الرئيسي في البلاد عملية إنقاذ سلطاته بشكل ناعم لا وجود للعقبات أمامه.


إن الانقلاب على الديمقراطية لإحقاق الديمقراطية، ويا للعجب عن أي ديمقراطية نتحدث! الديمقراطية تأتي بأشكال غربية ما عدا المعنى الحقيقي لها، وإن كنا نرفض معناها الأصلي لمخالفتها للإسلام.


إن الحل الحقيقي هو قطع جميع العلاقات مع الغرب بشكل قطعي وليس ذلك فقط بل أن نستبدل به شرع الله الذي فيه منجاة للأمة برمتها، فلا يكون حلا إطلاقا قطع أحبال جهة معينة للتمسك بأحبال غربية من جهة أخرى، وليس جمع السلطات لحرمان آخرين منها!


إن ما يحدث في تونس اليوم هو انقلاب لا علاقة له بدستور ولا بديمقراطية ولا أعمال أخرى سوى جمع السلطات في قبضة الرئيس بشكل كامل حتى تدار الدفة كما يحلو لهم.


وبذلك نجد أن ما نحن فيه هو عودة أشكال الحكم كما كانت قبل الثورة وذلك بعد تشويه الإسلام السياسي بمن قُرّبوا إلى مناطق السلطة، واليوم يتم سحقهم وإبعادهم عن السلطة مع أنهم لا يحملون من الإسلام إلا اسمه.


إن الطريق المؤدي إلى تغيير المجتمع من مجتمع رأسمالي إلى مجتمع إسلامي يحكم فيه بكتاب الله وسنة رسوله لا تأتي عبر النظام الرأسمالي ولا بدستوره ولا بأشكاله، فكل متابع لهذه الأحداث أصبح متيقنا أن جميع هذه الأحزاب بكل أشكالها ومسمياتها باءت بالفشل، فيجب علينا قلب الطاولة وإلغاء كل أشكال النظام الرأسمالي من الحكم وتطبيق أحكام الإسلام التي هي شرع الله وليست من وضع البشر، فهي طوق النجاة الحقيقي لهذه الأمة بل للبشرية جمعاء.


يا أبناء الأمة الإسلامية في تونس وفي العالم كله، آن لنا أن ندرك أين هو طريق الخلاص، آن لنا أن نعي على كل هذه الأحداث المتلاحقة لتشويه الإسلام وإقصائه عن الحكم، فكونوا مع العاملين لإقامة الشريعة في سدة الحكم وإعلاء دين الله في الأرض لأنه بإذن الله قريبا ستلفظ الأمة كل هؤلاء الحكام الرويبضات وتلقي بهم إلى هاوية سحيقة.


قال تعالى: ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 03 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع