- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوزبيكستان: 15 يوما من الاعتقال لتعليم القرآن!
(مترجم)
الخبر:
أيدت محكمة سمرقند الإقليمية القرار المتعلق بأحد السكان المحليين، أصل الدين خودويبردييف، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 يوما لتعليمه الدين بصورة غير قانونية للأطفال القاصرين، بحسب ما أبلغ محاميه عبد الفوخيد ياكوبوف موقع أوزودليك الإعلامي. وكان ضباط من دائرة الشؤون الداخلية في منطقة باختاشي في منطقة سمرقند قد اعتقلوا خودويبردييف خلال مداهمة في 25 أيار/مايو على مسجد خوجا زيف الدين.
ووفقا للمسؤولين، فقد تبين أثناء تفتيش المسجد أن 11 شخصا (خمسة منهم قاصرون) كانوا يتعلمون المعارف الدينية دون إذن من الإدارة المركزية للمنظمة الدينية.
وتمكن أصل الدين خودويبردييف من تصوير المداهمة وتوزيع التسجيل على شبكات التواصل الإلكترونية. ويظهر الفيديو كيف اقتحم العديد من ضباط إنفاذ القانون المسجد وبدأوا في استجواب الأطفال والبالغين الذين يدرسون هناك. حيث يقوم أحد الضباط باستجواب صبي يتراوح عمره بين 9 و10 سنوات حول ما يفعله في المسجد، ويفحص دفتر ملاحظات الصبي ويسأله عما يكتب فيه، ثم يفتش حقيبة الصبي.
ثم يحذر الضابط نفسه الأطفال والبالغين الموجودين في المسجد من خطر الحصول على التعليم الديني "من الملالي غير المتعلمين الذين ليس لديهم ترخيص للقيام بأنشطة تعليمية في مجال التعليم الديني"، وكذلك من خطر الوقوع في الحركات الدينية المحظورة.
وخلال الفيديو، سمع صوت أصل الدين خودويبردييف، وهو يعرب عن استيائه من قيام ضابط الشرطة باستجواب قاصر في مسجد، ويحث الطفل على عدم الإجابة على أسئلته. كما يحاول خودويبردييف أن يوضح أن الأطفال في المسجد لا يتلقون تعليما دينيا، بل يتعلمون الأبجدية العربية ببساطة، وأنه من غير القانوني استجواب طفل في غياب والديه.
وقد ساوى الإمام السابق لمسجد طشقند "أُمينة" فضل الدين باربييف، الذي يعيش حاليا خارج أوزبيكستان، في منشور له بشأن هذه المسألة، ساوى بين أفعال موظفي إنفاذ القانون الذين داهموا المسجد وأعمال الصهاينة الذين هاجموا المسجد الأقصى. حيث قال: "اقتحمت مجموعة من العملاء الصهاينة المسجد، وروعوا الأطفال الصغار واستجوبوهم، وعاملوهم كمجرمين، ومارسوا عليهم ضغوطا نفسية. وكل هذا لم يحدث في القدس، بل في سمرقند، التي تقع في المركز التاريخي للعلماء".
التعليق:
على الرغم من سخافة ما حدث، فإن مثل هذه الغارات بعيدة كل البعد عن الأخبار بالنسبة لشعب أوزبيكستان؛ فقد أحرق إسلام كريموف خلال 25 عاما من حكمه أي مشهد للإسلام بالحديد الساخن. وبعد وفاته في عام 2016، وصل خلفه شوكت ميرزياييف إلى السلطة وأعلن لأغراض شعبوية عن عدد من الإصلاحات، بما في ذلك إصلاحات في المجال الديني. وعلى الرغم من بعض الليونة، بقي توجُّه كريموف للسياسة في المجال الديني قائما، ولا تزال هناك اضطهادات سخيفة حتى بسبب دراسة المعارف الإسلامية الأساسية.
ولا يمكن تفسير ذلك إلا بحقيقة أنه لا كريموف ولا ميرزياييف يتمكنان من اتخاذ قراراتهما الخاصة بشأن ما ستكون عليه السياسة الداخلية لبلادهما تجاه الإسلام. فقد حددت القوى الكبرى سياستها في هذا المجال منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، عندما أفرج عن جمهوريات الاتحاد من الإمبراطورية السوفياتية فقط بشرط إقامة مثل هذه الأنظمة فيها، والتي ستصبح الضامنة بأن الإسلام لن يرفع رأسه في هذه المنطقة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد منصور