- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
باكستان تُسلم كشمير للهند
الخبر:
في 24 من شباط/فبراير 2021م، اتفقت باكستان والهند على إنهاء الانتهاكات الدائرة على خط السيطرة بحسب الهدنة التي تم التوصل إليها بين البلدين في عام 2003. ونصّ البيان على أن الجانبين قد "اتفقا على معالجة القضايا والاهتمامات الأساسية بين بعضهما بعضاً، والتي من شأنها زعزعة السلام وتؤدي إلى العنف". (المصدر)
التعليق:
يتعارض نص اتفاقية وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الجيشان بشكل واضح مع مطالب عمران خان في كوتلي في السادس من شباط/فبراير 2021. وفي الاجتماع العام، كان خان مصمماً تماماً على أنه يجب على الهند عكس خطواتها في الخامس من آب/أغسطس 2019، قبل حصول أي حوار حول كشمير. وقال: "تعالوا لحل هذا النزاع على كشمير معنا... أول شيء يجب عليكم فعله هو إلغاء المادة 370...". فما بدا للوهلة الأولى هو وكأنه زلة لسان من نظام باجوا/ خان، حيث تحوّل سريعاً إلى الاعتراف بقانون إعادة تنظيم كشمير الذي قام به مودي، وتم تمريره في عام 2019 والذي حوّل بموجبه جامو وكشمير إلى إقليم اتحادي. ووصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي وقف إطلاق النار بأنه "خطوة مهمة" لدعم السلام الإقليمي. وموافقة قريشي على وقف إطلاق النار تعني ضمناً أن حكومة باجوا/ خان كانت منخرطة بعمق في إعداد نص الاتفاق ويضفي مصداقية على تقارير دبلوماسية على القناة الخلفية بقيادة مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال.
لقد أصبح خداع نظام باجوا/ خان أكثر بشاعة عندما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحفيين "نرحّب بخطوات إعادة إقليم جامو وكشمير إلى الوضع الطبيعي الاقتصادي والسياسي الكامل بما يتفق مع القيم الديمقراطية للهند". ووصف أمريكا إقليم جامو وكشمير على أنه إقليم اتحادي يمهّد الطريق أمام تسوية قضية كشمير التي تميل إلى حد كبير لصالح الهند، ويتجاهل تطلعات الكشميريين ويرفض رغبة الباكستانيين الشديدة في رؤية كشمير محررة. ويعتبر الاستسلام الشامل لنظام باجوا/ خان خيانة عظمى لقضية كشمير، وهذا بالضبط مثل الذي قامت به الولايات المتحدة لمساعدة دولة يهود للضغط على أهل فلسطين بدعم من الدول العربية العميلة لإنجاز "صفقة القرن" التي وضعها ترامب. حيث رفض يهود الصفقة لأنهم أرادوا المزيد من التنازلات، وهناك احتمال كبير أن تفعل الهند الشيء نفسه.
إن العودة إلى اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 2003 دون إلغاء الهند للمادة 370 هو خطأ فادح يرتكبه نظام باجوا/ خان، ويحمل تداعيات استراتيجية خطيرة على أمن باكستان. فهي تمكّن أمريكا من صياغة تسوية سياسية لصالح الهند، حيث يصبح خط السيطرة حدوداً دائمة. وفي أسوأ السيناريوهات، فإنه من المرجّح أن تُحفّز الهند على المطالبة باستمرار تمتعها بحدود ناعمة مع باكستان، مما سيؤدي إلى اتحاد كونفدرالي مع الهند ومساعدة القوميين الهندوس على تحقيق حلمهم في "الهند الكبرى".
لذلك، يتحتم على المسلمين في باكستان معارضة تعاون نظام باجوا/ خان مع أمريكا لتقوية الهند على حساب باكستان. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي