- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بريطانيا تنتصر لخاشقجي!
الخبر:
أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب اليوم الثلاثاء أن بلاده "ملتزمة" بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد إعلان واشنطن عقوبات جديدة على مسؤولين سعوديين.
وقال راب - في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية - إن المملكة المتحدة "لن تتخلى عن التزاماتها في مجال حقوق الإنسان"، لافتاً إلى أن بلاده قامت فعلياً العام الماضي بمعاقبة 20 شخصاً كانوا "مسؤولين بشكل مباشر عن مقتل خاشقجي".
وأكد أن استهداف المملكة المتحدة للمسؤولين عن مقتل خاشقجي "جاء قبل صدور التقرير الأمريكي الأخير"، لكنه شدد على بقاء الرياض شريكاً مهماً لبلاده في عدة مجالات وقضايا، في إطار أمن واستقرار المنطقة ككل. (الجزيرة، 2 آذار 2021)
التعليق:
تستبيح قوى الغرب العراق وتفتح منشآته العسكرية للتفتيش عن أسلحة مزعومة للدمار الشامل.
تدخل أمريكا بغداد وتطيح بصدام حسين ونظامه.
تعاقب أمريكا الخرطوم لأجل تأديب عمر البشير.
تفرض أمريكا على طهران حصاراً جائراً.
واليوم ترفع قوى الغرب "الخيّرة" قميص خاشقجي، وتلوّح بالعقوبات على مقترفي جريمة قتل الرجل وتقطيعه.
بالطبع، إن الشخص السوي لا يرفع رأساً ولا يذرف دمعاً على المجرمين والطغاة، ولكن المزعج في مثل هذه المواقف من دول الغرب الكافر المستعمر في التعامل مع قضايا المسلمين هو في محاولة تكريس الاستعلاء الحضاري والسياسي لها على أمة الإسلام. والمؤلم أن تطيل بريطانيا وأمريكا وسواهما من دول الكفر ألسنتها بالتنظير بقضايا حقوق الإنسان المزعومة والدفاع عن حقوق الشعوب وأصحاب الرأي، والضغط على الأنظمة القمعية، وكأن دول الغرب هذه بريئة من سفك الدماء وإبادة شعوب وتدمير مدن والاحتلال والاستعمار وتمكين الأنظمة المستبدة؟! ما أوقحهم!
المشهد معقد ودقيق، وتفكيكه يتطلب التحلي بنفسية «الْإِسْلَامُ يَعْلُوَ وَلَا يُعْلَى عَلَيْهِ»، والتأكيد على أن نيل حقوقنا والانتصار لمظلومينا يكون بأيدينا نحن لا بأيدي أعدائنا، فلا نكون كالذي يستجير من الرمضاء بالنار!
نعم، إن الأمة تعيش في حالة استضعاف وتخلف مادي ومشاكل لا حصر لها، ولكننا نملك الدين الحق وسوانا على الباطل وإن وصل المريخ، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا﴾. وإن الأيام دول، وسيعود بإذن الله للمسلمين تفوقهم الحضاري وستعود عزتهم ودولتهم؛ خلافة على منهاج النبوة، ترفع رأس أبنائها لا أن تقطعها!
قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت