الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إنها أمانة أيتها الوزيرة وليست للمتعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إنها أمانة أيتها الوزيرة وليست للمتعة

 

 

 

الخبر:

 

اعترفت وزيرة المالية السودانية المكلفة هبة أحمد علي، بارتفاع كبير لمستوى التضخم في السودان، وقالت إن راتبها الشهري لا يكفي لنهاية الشهر وبالتالي تتفهم أن المواطنين يعانون في مقابلة ضروريات الحياة. جاء ذلك في معرض المؤتمر الصحفي الذي عقدته على هامش إطلاق برنامج (سلعتي) يوم الثلاثاء الموافق 2020/09/08م، ونقلت الوزيرة اعتذارها للقوات النظامية لتأخير صرف رواتب شهر آب/أغسطس حتى يوم 8 أيلول/سبتمبر وتعهدت بمعالجة تأخر الرواتب.

 

التعليق:

 

تحدثت الوزيرة عن أن راتبها لا يكفيها حتى نهاية الشهر! علما بأن مرتبها المعلن عنه هو حوالي 150 ألف جنيه بالإضافة إلى المخصصات التي من المعهود أن تكون أضعاف أضعاف المرتب، علما بأن مرتب هذه الوزيرة يعادل خمسين مرة ضعف الحد الأدنى للأجور الذي وضعته وزارتها بعد تعديلات الأجور الأخيرة، والذي يعادل 3 آلاف جنيه للشهر، وهو يعادل أقل من مرتب الوزيرة ليوم واحد! والسؤال للوزيرة، كيف يعيش أصحاب الحد الأدنى للأجور إذن؟! وكأن رد الوزيرة هو قولها (إنها تتفهم معاناة الناس لمقابلة ضروريات الحياة)! وماذا يغني الناس من تفهمها لمشاكلهم، وكونها تتفهم الأمر فهذا شأنها ولا يؤثر على حياة الناس ومعاشهم! وكذا، ومن دون أدنى حياء، تقول إنها تعتذر لتأخر مرتبات القوات النظامية.

 

أولاً: لماذا القوات النظامية بخاصة دون سواهم؟ ألا يمكن أن يفسر هذا السلوك مع القوات النظامية كونها جزءاً من الصراع بين المكون العسكري والمدني، ويزيد الحال سوءاً على ما هو عليه؟!

 

ثانياً: هل الوزيرة وزمرتها من الوزراء انتظروا حتى يصرف كل الناس مرتباتهم، أم أن مرتبات الوزراء ومخصصاتهم تنزل بشكل تلقائي في حساباتهم ولو مات الآخرون جوعا؟!

 

إن الذي تفعله هذه الوزيرة ليس بدعة، فالناس تتهدم بيوتهم، ويفقدون ممتلكاتهم، وأرواحهم، وآلاف منهم تشردوا ويفترشون الأرض، ويلتحفون السماء من جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخراً، ولا حياة لمن تنادي، وقد درج هؤلاء الحكام، وعلى مدى عشرات السنين لا يرقبون في الناس إلا ولا ذمة، يتجرع الناس الآلام، ويلعقون جراحهم، وذلك لسبب بسيط هو أن الحكم في النظام الوضعي الديمقراطي العلماني إنما هو للاستمتاع وإشباع حاجات الحكام ورغباتهم، وليس أمانة، ومسئولية، ورعاية لشئون الناس كما في نظام الإسلام.

 

إن الحاكم في الإسلام خادم للأمة، فهو أول من يجوع، وآخر من يشبع، كما فعل ذلك قدوتنا وأسوتنا الرسول ﷺ، وكيف أن الجوع أخرج رسولنا عليه الصلاة والسلام، هو ووزيريه في الحكم أبا بكر وعمر، عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّه ﷺ ذاتَ يَوْمٍ - أَوْ لَيْلَةٍ - فَإِذا هُوَ بِأَبي بَكْرٍ وعُمَرَ رضي اللَّه عنهما، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُما هذِهِ السَّاعَةَ؟» قَالا: الجُوعُ يَا رَسولَ اللَّه، قالَ: «وَأَنا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لأَخْرَجَني الَّذِي أَخْرَجَكُما». وقصة سيدنا عمر المشهورة وكيف تصرف في عام الرمادة، فهو أول من جاع، وآخر من شبع.

 

هذه المواقف تحكي عن الفرق بين حكم الإسلام في ظل دولته؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، إذ الحكم أمانة، وبين الحكم الوضعي الذي هو من أجل الاستمتاع وإشباع شهوة السلطة. اللهم عجل لنا بفتح من عندك.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس حسب الله النور – الخرطوم

آخر تعديل علىالسبت, 12 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع