- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السودان يتمسك بالتفاوض حول سد النهضة،
وإثيوبيا تعتبر شكوى مصر لمجلس الأمن (دون تأثير)
والقاهرة تخشى من التأثيرات السلبية للسد عليها
الخبر:
قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، إن بلاده لا تريد التوجه إلى مجلس الأمن وتفضل الحل التفاوضي بخصوص سد النهضة. وأعلنت الخارجية المصرية، في بيان الجمعة، أنها تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بشأن "تعثر" مفاوضات السد قبل أيام.
وقال وزير الخارجية الإثيوبي، غيدو أندارغاشو: إن سبب التعثر راجع إلى غياب الإرادة السياسية المطلوبة أثناء التفاوض، لأن المسائل الفنية تم التوافق حولها، وبقيت المسائل القانونية، وخاصة مفاتيح القضايا التي تحتاج إلى إرادة سياسية كبيرة وهذه تتعدد فيها الأسباب والتحليلات.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا، فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.
التعليق:
إن الخلافات بين الدول الثلاث على حقوق الانتفاع من مياه النيل تعكس حالة من الشذوذ السياسي التي تعيشه الدول المتشاطئة على هذا النهر العظيم في أفريقيا، تماما كما هو الحال بين الدول المتشاطئة على نهري دجلة والفرات في آسيا (سوريا والعراق وتركيا)، ما يعني وجود الصراع الدائم والمشاحنة المستدامة بين تلك الدول لتضارب مصالحها ومصالح أسيادها، رغم أن غالبية شعوبها مسلمون بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم. وهنا بيت القصيد، إذ إن الله سبحانه قد جعل الأمة الإسلامية أمة واحدة في قوله عز وجل: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾، والرسول ﷺ ألغى التفاضل بين أبناء الأمة بسبب اللون أو العرق أو اللغة أو الموقع الجغرافي أو غير ذلك مما يتفاضل به الناس بينهم في قوله عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع: «يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكُم عزَّ وجلَّ واحدٌ، ألَا وإنَّ أباكُمْ واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعربيٍّ على عَجَميٍّ، ألا لا فَضْلَ لأَسْودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى، ألا قد بلَّغْتُ؟ قالوا: نعم، قال: لِيُبَلِّغِ الشَّاهدُ الغائبَ».
وإنه من نافلة القول التأكيد على أهمية المياه لحياة الناس، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾، فلماذا ينعم به بعض الناس ويُحرم منه البعض الآخر؟! والجواب على هذا السؤال هو التجزئة السياسية لبلاد المسلمين، وما نتج عن ذلك من التجزئة الجغرافية، ومن أهم نتائجها تقطع أوصال الأنهار التي تعتبر شرايين الحياة المائية، إضافة إلى نقاط الحدود التي قطعت الطرق التي تعتبر شرايين الحياة البرية.
فالصراعات اليوم بين دويلات الضرار القائمة في البلاد الإسلامية على المياه راجعة إلى تمزق بلاد المسلمين وغياب وحدتهم، بعد أن هدمت دولتهم، وصارت بلادهم وثرواتهم نهبا للطامعين من الكافرين المستعمرين. ولا حل لحالة التشرذم هذه إلا بإعادة اللحمة السياسية والجغرافية بين بلاد المسلمين حين توحيدها في دولة واحدة، يحكمها نظام واحد، يرعى شؤون الناس ويحرص على مصالحهم، وعندها يتسابق أهل منابع النهر لخدمة أهل مصبّه، وتكون الأجواء السائدة بين الناس هي أجواء الرابح/الرابح دوما، بينما في ظل حكام دويلات الضرار يسود جو الرابح/الخاسر أو الخاسر/الخاسر.
فإلى العمل لإيجاد ذلك الكيان الشرعي الذي يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفهم، ويحسن استغلال مواردهم، ويحل مشاكلهم مهما عظمت، ويقطع دابر المتطفلين والطامعين أيا كانت صفتهم، ويأخذ القوسَ باريها. هذا الكيان هو دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي وعدنا الله سبحانه ورسوله ﷺ، وصدق الله ورسوله.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة رولا إبراهيم
وسائط
1 تعليق
-
خوظو والعبوا بممتلكات الأمة وثرواتها إن موعدكم مع الخلافة الراشدة