- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أين حكامنا ممن كان يجافي النوم وطيب الطعام حتى يكشف الله البلاء عن رعيته؟!
الخبر:
أعلنت وزارة الصحة العراقية، تسجيل 1463 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وكان عدد حالات الشفاء 563 حالة. أما حالات الوفاة فقد بلغت 83 حالة موزعة على محافظات البلاد. وأضاف بيانها أنه "تم فحص 10578 نموذجا في كافة المختبرات المختصة في العراق لهذا اليوم؛ ليكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق 413966".
وأن مجموع الإصابات بالفيروس بلغ 25717 وحالات الشفاء 11333، وعدد الراقدين الكلي 13528، والراقدين في العناية المركزة 212. أما مجموع الوفيات فبلغ 856. (عين العراق نيوز - الخميس 18 حزيران/ يونيو 2020 - بتصرف يسير).
التعليق:
لا شك أن وباء كورونا الذي ألمّ بالعالم أجمع، قد بلغ مستويات خطيرة وكارثية، فأزهق أرواح مئات الألوف من البشر. فقد تجاوز عدد مصابي كورونا 8 ملايين و377 ألفا، توفي منهم أكثر من 450 ألفا، وتعافى أكثر من 4 ملايين و375 ألفا، وفق موقع "ورلدوميتر"، لغاية مساء الأربعاء 17 حزيران/يونيو 2020. (الجزيرة مباشر). وقدر تعلق الأمر بالعراق - وكأن ما أزهق من أرواح بلغت الألوف منذ احتلال أمريكا اللعين لم يكف - فإن أسباب تفشي الوباء المذكور، يمكن عزوها إلى ثلاثة أسباب:
الأول: الفوضى الإعلامية وتعارض التصريحات التي تراوحت بين متشدد ومتساهل إلى حد التفريط رغم الحقائق المعلنة! ثم وسائل التواصل الإلكتروني التي باتت أشبه شيء بحائط إعلانات يكتب فيه من شاء ما يشاء دون رقابة، الأمر الذي أصاب الناس حقيقة بحالة من التشويش أفقدتهم معايير الصواب والخطأ.
الثاني: تدني الوعي الصحي لدى الناس، ما أفقدهم حسن السلوك، فصاروا يهجمون على مواطن الخطر دون علم بالعواقب، ولم تكن إجراءات الحكومة تنبع من مكمن الإخلاص في نصح الناس، بل كانت أشبه شيء بإسقاط فرض، فنجدهم يضعون الحواجز عند مداخل المدن والحارات فحسب، ويفعل السكان وراءها ما يشاؤون! ما أدى إلى تفشي الوباء، وسقوط أعداد ليست باليسيرة جهلا ودون دراية.
الثالث: الفساد السياسي والإداري المستشري في أجهزة الدولة عموما، والمؤسسات الصحية خصوصا حيث الخزائن خاوية، والأدوية والبحوث العلمية غائبة، وترهل المستشفيات والعاملين فيها... ما أسلم المصابين بالوباء إلى قدر مجهول بين موت شبه أكيد، أو شفاء مرجو، دون شعور بعظم المسؤولية. وهكذا تترك الشعوب، لتواجه الكوارث دون رعاية من الحكام. فأين هذا من مسؤولية الحاكم الصالح شرعا، الذي وصفه رسول الله ﷺ: «...وَإِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ فَإِنَّ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرًا، وَإِنْ قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِنْهُ». (البخاري ومسلم). اللهم عجل لهذه الأمة بخليفة راشد يكون ترسا لرعيته، وسيفا على كل جبار عنيد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – ولاية العراق