الأمم المتحدة ومنظماتها تقتل القتيل وتمشي في جنازته

الخبر:

حذرت الأمم المتحدة من أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجلة رسمياً في اليمن ارتفعت خمسة أضعاف في غضون أسبوع. ويعاني اليمن من نظام صحي متهالك دمرت الحرب على مدار أكثر من خمس سنوات نصف منشآته الطبية. (قناة بي بي سي الفضائية).

التعليق:

يأتي تحذير الأمم المتحدة بعد أن أوصلت الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني والصحي في اليمن إلى ما وصل إليه، وذلك برعايتها للصراع الدولي وإدارته عبر مبعوثيها المتعاقبين، وكذلك السماح لمنظماتها بالعبث في البلاد على كل المستويات، والتي تظهر حرصها ورحمتها وأعمالها الخيرية للبلدان وهي في حقيقة الأمر وحش كاسر مفترس في صورة حمل وديع ينهش في جسد الأمة وعقيدتها.

وكنتيجة للنظام الرأسمالي الذي يطبق على اليمن من خلال حكامه، نجد أن منظمة الصحة العالمية تصدر مساء الخميس 2020/5/15م، تحديثها اليومي بأعداد المصابين بفيروس كورونا في اليمن، إذ بلغ عدد الحالات المؤكدة المصابة بالفيروس باليمن 87 حالة، وشفاء حالة واحدة، و13 حالة وفاة، وفي المقابل نجد تعتيماً إعلامياً وتكتيماً شديداً على أعداد الحالات المصابة التي تزيد بعشرات عما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية، وبالذات في مناطق سيطرة الحوثيين، وذلك لأسباب سياسية.

ليس كورونا وحده من يهدد أهل اليمن، فهناك العديد من الأوبئة تفعل ذلك أيضا، ومنها الكوليرا والتي كشفت منظمة الصحة العالمية في إحصائية صادمة عن حالات الاشتباه بها في اليمن السبت 2020/5/17م، حيث رصدت نحو 113 ألف حالة يشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا، منذ مطلع العام 2020م، بالإضافة إلى أوبئة وحميات كالضنك والشيكونغونيا (يطلق عليه محلياً المكرفس)، والدفتيريا، والتي تفتك بآلاف من أهل اليمن منذ بداية الحرب قبل نحو 6 سنوات.

إن هذه الأنظمة وحكامها وباء وبلاء فوق الوباء والبلاء الذي أصاب البشرية، وذلك بفشله الذريع في مواجهة ومعالجة مشاكل العالم ومنها تلك الأوبئة التي تفتك بالناس لظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيديهم، نتيجة بعدهم عن شرع ربهم. وسيبقى ذلك النظام السيئ جاثماً على صدر الإنسانية جمعاء، ما لم يتم اقتلاعه من جذوره، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة لتنشر الحق والعدل في أنحاء المعمورة. ولذلك ندعو أهل اليمن عسى أن يلبوا النداء.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله القاضي – ولاية اليمن