معضلة العنف المنزلي الذي تواجهه النساء المعزولات مع شركاء عنيفين
(مترجم)

الخبر:

خلال أشهر حظر التجول فإن العنف ضد النساء قد ارتفع بشكل حاد حول العالم. وقد ناقشت محطات الأخبار مثل بي بي سي في 13 آذار/مارس، الوسائل المختلفة التي تم اعتمادها لمساعدة النساء المجبرات على عزل أنفسهن مع شركاء مؤذيين. ففي إيطاليا تم تنكيس الأعلام إلى النصف في البلدة الإسبانية ألماسورا حدادا على موت امرأة تُدعى كارينا، حيث قتلها زوجها في منزلهم أمام أعين أطفالها. وفي إيطاليا أيضا، امرأة أخرى وهي طالبة طب تُدعى لورينا كوارانتا تعرضت للقتل أيضا. وقد أصدرت أمريكا كلمات لتكون شيفرة تستخدمها النساء في الصيدليات، وعرضت بريطانيا 2 مليون جنيه إسترليني على شكل مساعدات لمساعدة آلاف النساء اللاتي يواجهن خطرا. إلا أن الناشطات ضد العنف ضد النساء مثل فيونا دوير، الرئيسة التنفيذية لـ"سولاس ويمين إيد"، وهي أكبر مزودة لخدمات العنف المنزلي في لندن، مستاءة من عدم كفاية المشورة التي تقدمها الحكومة.

التعليق:

إن مشكلة العنف المنزلي كانت متفشية قبل الضغط الإضافي الذي ولده فيروس كوفيد-19 على العائلات. فالرجال العنيفون والذين يفتقدون للحس الأخلاقي في التعامل مع أفراد الأسرة باحترام يملكون قوة أكبر على الأفراد الضعفاء، حيث إنهم مجبورون على البقاء في المنزل ولا يملكون سوى خيارات محدودة للهرب. إضافة إلى ذلك، فإن مشكلة قلة الحركة تضخم السرية وظروف السجن التي تواجه النساء الضعيفات. فجوهر المشكلة ليس قضية أن تنفق الحكومة أموالها دون هدف، وتتصرف كمنظمات لا تملك أية سلطة للتصرف في البيوت الخاصة. إن كلمات الشيفرة لا تحمي حياة النساء اللواتي يتعرضن للضرب والطعن والترهيب. فالتصرف الحيواني لا يمكن أن توقفه الشرطة التي لا تملك أية وسيلة للتدخل. إن الظروف المجتمعية للرجال والحرية التي يستخدمونها كأسياد على كل شيء هي منبع القضية. ففي الإسلام، الرجل حام لبيته، والله سبحانه وتعالى يصرّح بكل وضوح أن على الرجل أن يكون رحيما لينال رحمة الله سبحانه، أما الظالمون فسيعاقبهم الله سبحانه وتعالى بشدة. ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾.

إن هذه الآية توضح أيضا أن المفهوم الرأسمالي للنساء والرجال كمنافسين لبعضهم البعض يجب أن يُزال، وبدلا من ذلك، فإن المودة والاحترام المتبادل هو أمر رباني مباشر واضح في أحكام النظام الاجتماعي في الإسلام. ففي دولة الخلافة، فإن بعض المبالغ المالية وكلمات الشيفرة ليست حلا مقبولا أو معتمدا لحماية حياة وأمن النساء، حيث إن هذا واجب حقيقي لا مجال فيه لأي خطأ. فيجب أن يقام نظام الحكم النبيل هذا الذي سيمكن كلّ النساء من تلقي الحماية المناسبة التي يستحقينها.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عمرانة محمد

#كورونا | #Covid19 | #Korona