- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حكام نيجيريا بين ذل الهوان والفساد
الخبر:
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة نسخة موسعة من حظر السفر في إطار إعلان رئاسي قال إن واشنطن ستوقف بموجبه إصدار التأشيرات التي قد تؤدي لإقامة دائمة لمواطني إريتريا وقرغيزستان وميانمار ونيجيريا. وأفاد مكتب الرئيس النيجيري في بيان تعقيبا على القرار الأمريكي أن "نيجيريا ما زالت ملتزمة بالحفاظ على أن تكون علاقاتها مع الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الدوليين بناءة، ولا سيما فيما يتعلق بأمور الأمن العالمي". قال وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما يوم الثلاثاء إن بلاده بدأت العمل على المتطلبات المتعلقة بالأمن وتبادل المعلومات اللازمة لرفع حظر سفر فرضته الولايات المتحدة على المهاجرين النيجيريين المحتملين. وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو أن نيجيريا "صدمت" من قرار الولايات المتحدة يوم الجمعة لإضافتها هي ودول أخرى لقائمة موسعة للدول المشمولة في حظر على إصدار التأشيرات. (رويترز، 2020/2/4)
التعليق:
اختلفت أراء المعلقين على خبر القيود الأمريكية على السفر بين متباكٍ على فرصة ضائعة وغضب من إهانة أمريكا لرعايا الدول التي شملها الحظر. وتعجب بعض المعلقين الغربيين من عنصرية النظام الأمريكي التي استهدفت عدة دول في القارة الأفريقية، حتى إن النيويورك تايمز نشرت بتاريخ 2020/2/2 "أن هذا القرار يشمل ربع سكان القارة الأفريقية". إلا أن اللافت في التعليقات على الخبر هو تعالي أصوات من نيجيريا تشير إلى دور الحكومة وتخاذلها، وأن هذه الحكومات الفاشلة آفة تعيق أي تقدم في البلاد. كيف لترامب أن يضع قيوداً على دولة بحجم نيجيريا؛ دولة لديها كل المعطيات لتحتل مركزا يليق بها، دولة لديها أكبر كثافة سكانية في قارة أفريقيا، ثرية بثروات لا تعد ولا تحصى ولها موقع استراتيجي في غرب القارة الأفريقية؟!
وقد تزامن نشر الخبر أعلاه مع استطلاع رأي موسع قامت به وكالة البريميوم تايم في نيجيريا حول مشكلة الفساد المالي والإداري في البلاد، تناول مصداقية ترتيب دولة نيجيريا في مؤشر الفساد العالمي. وكان ترتيب نيجيريا لهذا العام 146 من ضمن 180 دولة وبهذا حافظت نيجيريا عبر سنوات على موقعها ضمن الدول الأكثر فساداً في العالم. وقد أظهر استطلاع البريميوم تايم أن 80% من النيجيريين يرون أن الفساد في ازدياد ملحوظ خلال العام الماضي بالرغم من الحملات الإعلامية للنظام الحاكم وحملة الحرب على الفساد التي أطلقها الرئيس بخاري فور توليه المنصب.
إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع شعوب العالم بعقلية الإقطاعي الذي يمن على رقيقه بدخول قصر السيد ولو للحظة ويمنيهم الأماني بينما الأرض أرضهم والرزق بيد الله عز وجل. يتوقع منهم أن يتوددوا إليه ويملي عليهم الأوامر وما عليهم سوى السمع والطاعة. يطالب الدول بأن تتجسس على رعاياها وتسخّر جنودها لحماية أمن أمريكا ثم تعاقبهم بقيود السفر والإقامة!!
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)