- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن ضمان السلام والازدهار في جنوب آسيا إلا بالإسلام
الخبر:
دعا رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إلى تحقيق سلام إقليمي، مشدداً على أن العلاقات الودية بين الهند وباكستان حيوية من أجل تحقيق السلام في جنوب آسيا. وقال رئيس الوزراء في كلمته أمام الجلسة الختامية لمؤتمر مارجالا لعام 2019 حول "السلام والتنمية في جنوب آسيا والشرق الأوسط" قال "بدلاً من قتال بعضنا بعضا، يمكننا نحن في باكستان والهند، مكافحة الفقر وتحديات تغير المناخ والجوع". وﺣﺬّر اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻮﻗﻒ ﺧﻄﻴﺮ تجاه اﻟﺘﻄﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻌﺪوان اﻟﻬﻨﺪي، ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺘﻪ إﻟﻰ أن "هذا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳتدخل ﻓﻴﻪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ؛ وإلا فإن العواقب ستؤثر على العالم بأسره".
التعليق:
إن حكومة باكستان، بقيادة عمران خان، تسعى بكل قوة إلى تطبيع العلاقات مع الهند، منذ أن تولّت السلطة في آب/أغسطس عام 2018. وفي تناقض صارخ، فإن حكومة "مودي" في الهند لم تبد أي بادرة على ضبط النفس، لا في سياسة القمع التي تنتهجها في كشمير المحتلة، ولا في عدوانها المستمر على المسلمين في أزاد كشمير عبر خط المراقبة والحدود. فقد هاجمت الهند باكستان في 26 شباط/فبراير 2019 من خلال إرسال طائراتها المقاتلة على (بالاكوت) داخل باكستان، وقصفت معسكراً مزعوماً للمجاهدين. وفي الخامس من آب/أغسطس من عام 2019، أعلن نظام مودي الضم القسري لكشمير المحتلة إلى الهند، من خلال إلغاء المادة 370 من الدستور الهندي، والتي كانت تعطي لكشمير وضعاً خاصاً، مع درجة محدودة من الحكم الذاتي.
وعلى الرغم من المواقف العدائية المستمرة للهند، فقد قدّم نظام باجوا/ عمران تنازلاً بعد التنازل لإرضاء الهند. وفي 9 من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، افتتح النظام ممر (كارتاربور) لتسهيل عبور السيخ الهنود لزيارة موقعهم "المقدس" في باكستان. ويحاول النظام ترويج كذبة أن التطبيع هو السبيل الوحيد للتقدم الاقتصادي وتحقيق الأمن في المنطقة. ويدّعي نظام باجوا/ عمران أنه يفعل ذلك ليبدو على الصعيد العالمي أنه الصوت العاقل في المنطقة، ولفضح عداء مودي! ومع ذلك، فإنه سادر في طاعته العمياء لترامب، فإن نظام باجوا/ عمران يسترضي المعتدي، وهو بهذه السياسة يشجّعه على القيام بالمزيد من العدوان، كما كان ذلك واضحا في العقود السبعة الماضية. بينما في الإسلام، فإنه لا يوجد سلام دائم مع أي دولة كافرة. وعلاوة على ذلك، كيف لنا العيش بسلام، بينما تقوم دولة الهندوس في كشمير بذبح إخواننا فيها؟! وكيف يمكننا أن نستريح، بينما يعيش ملايين الهنود المسلمين في فقر مدقع في ظل الدولة الرأسمالية؟!
لقد حقق الإسلام العدالة والأمن والازدهار للبشرية جمعاء، وليس فقط للمسلمين. ولا يمكن أن يتحقق للمنطقة الازدهار الاقتصادي ما لم يتم التخلي عن النظام الاقتصادي الرأسمالي واستبدال النظام الاقتصادي في الإسلام به. كما أن الجوع والفقر السائدين في جميع أنحاء المنطقة هما من ثمار تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي. وقد تسببت الرأسمالية في إيجاد الطبقية في حيازة الثروة في العالم، مما أدى إلى توسيع الهوة بين الأغنياء والفقراء في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لدراسة صدرت عن مجموعة حقوق الإنسان "أوكسفام" في عام 2017، فإن أغنى أغنياء الهند بنسبة 1٪ لديهم 58٪ من إجمالي الثروة في البلاد، مما يشير إلى تركز كبير للثروة. وهذه النسبة أعلى من الرقم العالمي البالغ حوالي 50٪. كما أن 57 مليارديراً في الهند يملكون ثروة قدرها 216 مليار دولار، وهو ما يمثّل ثروة 70٪ من سكان البلاد.
لم تنعم شبه القارة الهندية بالسلام والازدهار إلا عندما كان يحكمها المسلمون بما أنزل الله سبحانه وتعالى، فالإسلام هو الذي حوّل الهند إلى المحرك الاقتصادي للعالم. وفي ظل الحكم بالإسلام عاشت جميع الملل والنحل في شبه القارة الهندية بسلام، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الإقليمي إلى 23 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعندما تغير نظام وشكل الحكم فيها، غرقت المنطقة في الفقر. عندما حكمت بالاحتلال البريطاني، النظام القمعي الرأسمالي، وكما فعلت جميع الأنظمة المتعاقبة في باكستان، منذ "استقلال" باكستان في عام 1947. ولكن من خلال هيمنة الإسلام، ومن خلال الخلافة على منهاج النبوة وحدها، فإنه سيتم القضاء على الاضطهاد والظلم والفقر الذي انتهجه النظام الرأسمالي. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان