- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب عمران خان في الأمم المتحدة هو إهانة للكشميريين
الخبر:
في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2019، حذر خان من أن "أي شخص يعبر خط السيطرة للمساعدة الإنسانية سوف يعزز من الروايات الهندية". وفي وقت سابق، كان أعطى خان رسالة ذكّر فيها الأمم المتحدة بفشلها في مساعدة الشعب الكشميري. وبالتالي، فإن موقف خان من الحرب واضح تماماً، فهو يتلخص في عدم استفزاز الهند لمهاجمة آزاد كشمير الباكستانية وترك قضية كشمير المحتلة للأمم المتحدة.
التعليق:
يشعر الباكستانيون بالغضب الشديد إزاء موقف خان من عدم قيامه بالحرب، وقد أخذوا على عاتقهم عبور خط السيطرة لمساعدة إخوانهم الكشميريين. كما لا يستطيع الباكستانيون أن يفهموا لماذا انتزع خان قضية تحرير كشمير المحتلة من القوات المسلحة الباكستانية وأسلمها إلى الأمم المتحدة؟!
وماذا فعلت الأمم المتحدة لباكستان؟ فهي لم تتدخل أبداً لمساعدة الكشميريين، بينما سارعت الأمم المتحدة إلى قبول تفكيك باكستان في عام 1971 واعترفت لاحقاً ببنغلادش كدولة منفصلة عن باكستان، وفي أواخر التسعينات دعمت الأمم المتحدة فرض عقوبات صارمة على باكستان.
لكن باكستان ليست البلد الإسلامي الوحيد الذي يقع ضحية للأمم المتحدة. فمنذ نشأة الأمم المتحدة في عام 1945، استخدمتها القوى العظمى وخاصة أمريكا لتعزيز هيمنتها على العالم. ولم يعان أحد من الناس أكثر من الأمة الإسلامية على أيدي الأمم المتحدة، وقد حشد الغرب الأمم المتحدة لتقسيم بلاد إسلامية مثل تقطيع البوسنة وتقسيم إندونيسيا.
لقد استغل الغرب الأمم المتحدة لغرس خنجر في قلب الأمة من خلال إنشاء دولة يهود، ودعم وجودها من خلال إصدار العديد من القرارات أو باستخدام حق النقض الفيتو لحمايتها. كما لعبت الأمم المتحدة دوراً فعالاً في عزل المسلمين عن بعضهم بعضا من خلال فرض عقوبات على العراق وليبيا والسودان وإيران وأفغانستان. لقد تلاعب الغرب بالأمم المتحدة لتبرير اجتياح الصومال واحتلال العراق وأفغانستان.
وبالنظر إلى السجل الإجرامي للأمم المتحدة ضد البلاد الإسلامية وعجزها عن كبح جماح الهيمنة الأمريكية، فإن المراقبين يعتقدون أن خان وغيره من حكام المسلمين يخضعون بشكل أعمى لمثل هذه المؤسسة الدولية. وللمفارقة، افتتح خان خطابه بآية ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ ثم تابع كلامه بطلبه المساعدة من الأمم المتحدة! وقد يكون خطابه قد فاجأ البعض، ولكن الله q قد حذرنا من أمثال هؤلاء، حيث قال q: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾، والمفارقة المريرة اليوم هي أنه في الوقت الذي يلتزم فيه حكام المسلمين بإخلاصهم للأمم المتحدة، تواصل أمريكا حربها العالمية ضد الإسلام خارج حدود القانون الدولي، ومن خلال تشجيع دولة يهود والدولة الهندوسية على احتلال فلسطين وكشمير.
إنّ القوة الوحيدة القادرة على حماية الأمة من عدوان القوى الغربية وأدواتها الإرهابية مثل الأمم المتحدة تكمن في ظهور دولة إسلامية قوية. فقد كان موقف الخلافة العثمانية نحو أوروبا هو الذي دفع الدول الأوروبية إلى إبرام معاهدة ويستفاليا، ووضع القانون الدولي.
وقد وقفت الخلافة العثمانية ضد القانون الدولي بكل قوة، وقد استطاعت لسنوات عديدة إجبار الدول المتحاربة على التوقيع على معاهدات السلام بشروطها ودون التفريط بموارد الأمة وتسليم الأراضي الإسلامية للكافرين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي