تنكّر أبناء سعود لوالدهم

الخبر:

أجرت وزارة التربية والتعليم في السعودية سلسلة من التعديلات على كتب التاريخ المدرسية التي غيرت التاريخ الذي يتعلق بالدولة العثمانية وحكمها السابق على أجزاء من شبه الجزيرة العربية، حيث كانت المناهج السابقة تذكر الحكم العثماني بالخلافة العثمانية، بينما يصف المنهج الجديد حكم الدولة العثمانية "باحتلال" الإمبراطورية العثمانية، ويدرّس ذلك للتلاميذ في المراحل الإعدادية. (ميدل إيست مونيتور)

التعليق:

يتكهن البعض ما إن كانت أسرة آل سعود من المنشقين عن الخلافة العثمانية أم لا، فبعض المخطوطات المتوفرة على الإنترنت تنفي سلطة الخلافة العثمانية على نجد، ووقفت عند حدود شبه الجزيرة باستثناء نجد، ومثل هذه المناقشات تضفي نوعاً من الشرعية على حكم آل سعود، بمعنى أن الأرض التي لم تكن خاضعة لحكم الخلافة كانت تخضع لحكم آل سعود، وهذه المناقشات أبعد ما تكون عن الحقيقة!

وباختصار، فقد ظهر آل سعود في شبه الجزيرة العربية لأول مرة في منتصف القرن الثامن عشر، في زمن محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وكان ذلك عندما تمردوا على الحكم العثماني وأخضعوا منطقة صغيرة في نجد لسيطرتهم. وفي أوائل القرن التاسع عشر قضى الخليفة العثماني على وجودهم بالكامل. وفي أوائل القرن العشرين عاد عبد العزيز بن سعود من منفاه في الكويت، وحارب وهزم الدولة العثمانية في عهد والي نجد ابن راشد، وتبع ذلك تأسيس المملكة العربية السعودية.

وفي أعقاب معركة عبد العزيز بن سعود وانتصاره على الحاكم العثماني الوالي ابن راشد في عام 1901، كتب عبد العزيز رسالة إلى السلطان العثماني (الخليفة) يطلب موافقته وتأييد تعيينه كوالٍ على نجد. وقد أرسلت هذه البرقية بتاريخ ٢٥ كانون الثاني/يناير ١٩٠٥ عبر والي مكة. وتذكر البرقية حديث عبد الرحمن سعود عن رغبته في أن يكون والي نجد، ويذكر "الفظائع" التي ارتكبها سلفه ابن راشد، ويؤكد استعداده للتدقيق من لجنة السلطان في هذه المطالبات، وقد ورد في البرقية "أقدّم التماسي المتواضع لعرش صاحب الجلالة الإمبراطوري، صاحب السيادة الكريمة، أمير المؤمنين، خليفة رسول رب العالمين: أنا واحد من عباد الله المخلصين، من الأسرة التي ضحت بالغالي والنفيس في الخدمة المجيدة للخليفة، وليس لي أي طموح إلا إصلاح الحكم، وسأظل ملتزماً بدفع الضرائب الإمبراطورية في موسمها، وفي خدمة القوات التي تقاتل في سبيل الله".

إنّ الطريقة التي تعامل بها عبد العزيز بن سعود مع الخليفة آنذاك تجسد علاقة الحكم بعد مرور مائة عام، لذلك كانت الخطوة التي قامت بها وزارة التعليم السعودية التابعة للعائلة المالكة السعودية هي غباء كبير، فإما أن أبناء عبد العزيز اليوم ينكرون ما قام به والدهم أو يكذبونه، ندعو الله أن يكشف الغمة عن المسلمين.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رياض بن إبراهيم