- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
استثمارات السعودية في الهند أغلى من أعراض المسلمين في كشمير!
الخبر:
أعلن أغنى رجل في الهند موكيش أمباني، عن صفقة تجارية ضخمة أمس، قائلا إن "مستقبل الهند ومستقبل شركته أصبحا أكثر إشراقا".
وقال أمباني إن أرامكو السعودية بصدد الاستحواذ على حصة نسبتها 20% في شركة تحويل النفط إلى "كيماويات" التابعة لشركته "ريلاينس إندستريز" من قيمتها البالغة 75 مليار دولار، وفق موقع "كوارتز إنديا". (العربية 2019/8/13م)
التعليق:
على دماء وأعراض وأراضي المسلمين في كشمير تساوم السعودية لقاء حفنة بخيسة من الاستثمارات في دولة الهندوس المشركين في بلاد الهند، هكذا هي سياسة حكام المسلمين في هذا الزمان الذي صارت فيه المصلحة تبنى والقرارات تتخذ بناء على المادة ومصالح الدول الكافرة المستعمرة.
لقد كانت الهند من ضمن جولات محمد بن سلمان التسويقية حول العالم، وقد كانت نتيجة هذه الزيارة، توسعات لأرامكو في الهند بعشرات المليارات والتي كانت عبر شراكات وبناء محطات للنفط وزيادة في الإنتاج، وكل هذا لمحاولة إنجاح المخطط الرامي إلى بيع شركة أرامكو في أسواق الاكتتاب العالمية كأكبر شركة مساهمة حول العالم، وهو الأمر الذي عبرت عنه قنوات الأخبار السعودية المحلية وموقع قناة العربية عبر أخبار عدة، للتسويق لهذا الهدف، حيث نقلت العربية مؤخرا، وعلى سبيل المثال، المقال الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال حيث جاء في العنوان "صفقة أرامكو "الهندية" تزيد من ثقلها وتمهد للاكتتاب" (العربية 2019/8/13م).
كل هذا وأكثر يجعل حكام السعودية في موقف تذلل للهند بدل أن يردوا عليها بتحريك الجيوش والدفاع عن أعراض المسلمين في كشمير والذود عن أراضيهم، وما ذلك إلا لتقديم حكام آل سعود لمصالحهم الشخصية واستثماراتهم المالية في الهند.
هكذا هي طبيعة العلاقات التي تنشأ على أساس المصلحة النفعية المادية الدنيوية، وهكذا يكون حال من أصبحت دماء المسلمين وأعراضهم وبلادهم أرخص ما يملك.
إن صمت حكام آل سعود في مثل هذه المواقف ليس بالأمر المستغرب، كما أن تخاذلهم عن حماية المسلمين أيضا ليس بالأمر المستغرب، غير أن ما يمكن تسليط الضوء عليه هنا هو: إذا ما كانت استثمارات سعودية في الهند لبضع عشرات من المليارات في مجال النفط تجعل السعودية صامتة أمام انتهاك الهنود المشركين على أهل كشمير المسلمين، فكيف هو الحال اذا ما صارت أرامكو كلها أو جلها في يد المستثمرين العالميين وأصبحت مطروحة في أيدي المضاربين في أسواق البورصة العالمية، فهل بعد ذلك يمكن أن يطمئن المسلمون على أمان الحرمين الشريفين؟!
إن من لطف الله وفضله أن ينفضح هؤلاء الحكام أمام شعوبهم والمسلمين في كافة بقاع الأرض، وذلك في الوقت نفسه الذي يتفاخرون وينافقون فيه أمام العالم بأنهم خدام للمسلمين في موسم الحج! وإن حقوق المسلمين في كشمير السليبة وأهلها المكلومين لن يردها إلا قائد مسلم، تكون حقوق الإسلام والمسلمين أغلى ما يملك وأعز ما يدافع عنه وينتخي له، وإن ذلك لا يكون إلا في كيان سياسي يحكم بالإسلام وتمثله دولة خلافة راشدة على منهاج النبوة، ترفع من شأن الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض، وتسهر بحق على رعاية شؤون الناس بحسب أحكام الشرع الحكم، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين