- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تطلب والسعودية تحشد في قمم مكة
الخبر:
شن الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، خلال القمة الخليجية الطارئة المنعقدة في مكة المكرمة، هجوما لاذعا على إيران، واتهمها برعاية "الإرهاب" في المنطقة وتهديد الأمن الدولي.
التعليق:
أمريكا هي التي تتزعم دعوى التهديدات لإيران وليست السعودية، فأمريكا هي التي أعلنت بداية شهر أيار 2019 عن تهديدات للقوات الأمريكية في المنطقة، فقامت وعلى الفور بإرسال جنودها وطائراتها وحاملة طائرات كبيرة للمنطقة بحجة التهديد الإيراني. ولأن الأمر منسق جيداً من أمريكا وأتباعها إيران والسعودية، فقد قامت جهات قيل إنها محسوبة على إيران بتفجير سفن في الإمارات، وقام الحوثيون بطائرات مسيّرة بقصف لمنشآت نفطية سعودية مهمة.
وبهذا التصعيد الذي نسقته أمريكا بين أتباعها فقد طلب من الملك السعودي زيادة التصعيد، فأطلقت السعودية التصريحات الرنانة المعادية لإيران، وبادلتها إيران بنفس التصريحات، ثم دعت السعودية لعقد قمم خليجية وعربية و(إسلامية) لتداول المسألة، أي أنها تحشد لأمريكا ضد "أتباع" أمريكا الإيرانيين الذين ينسقون شؤون العراق اليومية مع السفارة الأمريكية في بغداد، وكانوا يقاتلون تنظيم الدولة سوياً في الفلوجة وغيرها.
والخطير في الدعوة السعودية التي علق عليها مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون بكلمات قصيرة (مواجهة إيران)، إذن هذا ما تريده أمريكا. عملية إنهاء للصراع بين المسلمين وكيان يهود، وفتح محاور جديدة للصراع تشرف إيران لأمريكا على محور المقاومة، بينما تشرف السعودية لأمريكا على محور "الناتو" العربي. وهذا خطير للغاية، فهؤلاء الحكام يقدرون الجهود الأمريكية الجليلة لحفظ عروشهم وكراسيهم من شعوبهم المنتفضة أو على عتبة الانتفاضة، فيقومون بكل ما يطلب منهم لقاء رضا أمريكا.
وفي الأثناء فإن أمريكا تكون هي قائدة التحالف الجديد الذي قد تدفعه لحرب إيران حتى ينشغل المسلمون في عداوات طائفية فيما بينهم ويترك كيان يهود يصول ويجول في المنطقة، بل ربما يتم إدخاله في تحالف الخزي الذي تقوم السعودية بتنسيقه خليجياً وعربياً وإسلامياً لأمريكا. وكذلك فإن موارد النفط الاقتصادية المهمة في دويلات الخليج كلها تدفع في سبيل هذا الحشد الجديد، فيتم شراء المعدات العسكرية الأمريكية ودفع ثمن قيادة أمريكا لهذا التحالف.
والذي يجب إدراكه هو أن إيران ليست بريئة على الإطلاق من هذه المخططات الأمريكية، فهي تندفع لتهديد دول الخليج كما يطلب منها أمريكياً، وتندفع لخدمة أمريكا في العراق، وفي الحفاظ على بشار في سوريا عميل أمريكا.
لكل ذلك وجب على المسلمين جميعاً رفض كل ما ينتج عن هذه القمم السوداء التي تعقدها السعودية برعاية أمريكية، وعدم الانخراط في حروب داحس والغبراء التي تخطط أمريكا لدفع المنطقة في أتونها سنوات طويلة تستنفد طاقاتها كلها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام البخاري