- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تركيا تخضع نتيجة الضغط للتحدث ضد القمع الصيني لمسلمي الإيغور
(مترجم)
الخبر:
وفقا لواشنطن بوست: دعت الحكومة التركية الصين إلى إغلاق مراكزها التي تضم أبناء طائفة الإيغور، مما يمثل مثالاً نادراً على بلد مسلم كبير ينضم إلى جوقة دولية متصاعدة تدين اعتقال ما يصل إلى مليون مسلم في منطقة شينجيانج في أقصى غرب البلاد.
ويمثل هذا البيان تحولاً لحزب أردوغان الحاكم، الذي ظل صامتا بشكل خاص إزاء معاملة الصين للإيغور رغم تزايد التغطية الإعلامية الدولية والضغط من أحزاب المعارضة التركية منذ عام 2017.
وفي بيان صدر يوم السبت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أكسوي إن إعادة إدخال معسكرات الاعتقال والاستيعاب المنظم للأتراك من الإيغور يمثل "عاراً كبيراً على الإنسانية".
وقال أكسوي "لم يعد سراً أن أكثر من مليون من الأتراك الإيغور يتعرضون لاعتقالات تعسفية ويتعرضون للتعذيب وغسيل الأدمغة السياسي".
يوضح المقال كذلك: "وناشد ناشطون من الإيغور تركيا للتعبير عن رأيها، لكن الكثيرين يتساءلون لماذا الآن قامت تركيا للدفاع عنهم. وقال طاهر أمين، وهو ناشط في واشنطن، إنه هو والآخرون قدموا وثائق عن احتجاز الصين للإيغور للحكومة التركية منذ أكثر من عام دون رد.
وقال آمين: "نأمل أن تواصل الحكومة التركية دعمها لحقوق الإنسان الأساسية للإيغور، كما يفعل الغرب، وأن تحاول بذل المزيد".
وجاء البيان التركي قبل أسابيع من توجه البلاد إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية على مستوى البلاد.
وضع أردوغان نفسه كزعيم للعالم الإسلامي ومدافع عن الشعوب التركية في العالم. في عام 2009، وصف حملة قمع الصين على الإيغور في أعقاب أعمال الشغب العرقية في شينجيانغ بأنها "إبادة جماعية"، مما أثار غضب بكين.
لكن علاقات تركيا مع الصين تحسنت بشكل كبير بعد عام 2016، عندما واجه أردوغان انقلاباً فاشلاً وفجوة في العلاقات مع الغرب. وفي العام التالي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال زيارته لبكين إن تركيا ستساعد الصين لاعتقال المتطرفين من الإيغور، ونشطاء الإيغور المقلقين والقوميين الأتراك الذين ينظرون إلى الإيغور على أنهم أقرباؤهم الترك.
التعليق:
مما لا شك فيه أن الحملة الإعلامية ضد الصين قد قادها الغرب، الذي يواجه القوة الصينية المتصاعدة وينتهز فرصة فضحها بسبب أعمالها القمعية ضد المسلمين، رغم أن أمريكا وبريطانيا وغيرهما قد ارتكبوا جرائم أكثر وحشية ضد الأمة الإسلامية. إن ولاء أردوغان السياسي الأساسي هو للغرب على الرغم من لهجته الإسلامية، لكن هذا لا يكفي لتفسير سبب قيام حكومة أردوغان بالتحدث الآن ضد الصين. يجب البحث عن الإجابة في الانتخابات المحلية القادمة في تركيا، والمعارضة السياسية الداخلية التي يواجهها الحزب الحاكم، كما هو موضح في مقالة الرأي في صحيفة حريت ديلي نيوز: "كانت حكومة حزب العدالة والتنمية (AKP)، التي كانت تهدف إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين، تتعمد تجاهل التطورات. وكان الدبلوماسيون الأتراك، الذين يحضرون الاجتماعات التي تقودها الأمم المتحدة حول الأتراك الإيغور، يفضلون لغة أكثر ليونة ضد الصين. كان حزب العدالة والتنمية الحاكم هو الذي رفض طلباً برلمانياً قدمه الحزب الجيد في أواخر عام 2018 في محاولة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان الأخيرة التي ارتكبتها حكومة الصين على الأتراك الإيغور.
أثار موقف الحكومة هذا ردود أفعال في الساحة الدولية وداخل تركيا. كان حزب الاتحاد العظيم القومي المتطرف (BBP) وحزب الخير الوطني والأحزاب الصغيرة الأخرى ينتقدون حزب العدالة والتنمية لعدم إبداء صوته بشأن القمع المستمر للأتراك الإيغور.
نظم الـBBP احتجاجاً هائلاً بسبب اضطهاد الأتراك الإيغور في 24 كانون الثاني/يناير، داعين الحكومة إلى العمل من أجل أقاربهم "في تركستان الشرقية". عشرات من الاحتجاجات والاجتماعات المماثلة جرت وتجري منذ فترة طويلة في أنحاء مختلفة من الأناضول في الأشهر الأخيرة، مما زاد الضغط على حزب العدالة والتنمية...
وبالرغم من أنه من الصعب أن نقول إن هذا الإجراء قوي الصياغة ضد الصين ليس له سوى دوافع سياسية داخلية، فإنه من الصعب التكهن بأسباب أخرى."
إذا كان انتقاد تركيا للصين هو للاستهلاك المحلي فقط، فإنه للأسف لا يمكننا أن نتوقع أي تغيير جوهري في العلاقات بين تركيا والصين وسيستمر اضطهاد مسلمي الإيغور. إن الحكومة التركية ليست وحدها من تقف في صف الخيانة للمسلمين الإيغور، فكما قال مقال بلومبيرغ في العام الماضي:
"مع تزايد الدعوات في أمريكا وأوروبا للضغط على الصين لوقف انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة ضد الإيغور، نجت بكين حتى الآن من أي نقد خطير من جانب الحكومات في جميع أنحاء العالم الإسلامي...
تمثل الصين نحو 10% من صادرات النفط في السعودية وثلث صادرات إيران تقريباً، وفقاً لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبيرغ. كما أنها تمثل أعلى مصدر للاستثمار الأجنبي في ماليزيا. كما أنها ضمنت تدفق أكثر من 60 مليار دولار من القروض لمشاريع البنية التحتية الخاصة بالممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني.
يقول عمر كانات، رئيس اللجنة التنفيذية في مؤتمر الإيغور العالمي، وهي مجموعة للدفاع عن الإيغور في الخارج: "إن البلدان الإسلامية لا تريد أن تلحق الضرر بعلاقاتها مع الصين، حيث تعتبر الصين حليفاً محتملاً ضد الغرب وأمريكا، ولذلك فهم يحاولون أن يظلوا صامتين". الكونغرس، مجموعة للدفاع عن الإيغور في الخارج."
هذه هي السياسات ذاتها (البحث عن الكافر الأجنبي) التي أدت لترسيخهم في أراضينا وشؤوننا. لن تتمكن الأمة الإسلامية أبداُ من تجنب أزماتها العديدة حتى يكون لدينا حكام يتولون مسؤولية شؤون المسلمين دون الاعتماد على الكفار الأجانب، سواء من الغرب أو من الشرق. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فائق نجاح