- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات كاميرون هايلاندز التكميلية:
لا تغييرات كبيرة، ناهيك عن استبعاد المسلمين
(مترجم)
الخبر:
شهدت الانتخابات التكميلية في 26 كانون الثاني/يناير 2019 في كاميرون هايلاندز في ماليزيا نجاح تحالف "الجبهة الوطنية" في الدفاع عن مقعدهم في دائرة كاميرون هايلاندز الانتخابية. وقرر الحزب الإسلامي في ماليزيا عدم خوض الانتخابات وانما التحالف مع "الجبهة الوطنية" للدفاع عن الدوائر الانتخابية من الوقوع في أيدي تحالف الأمل الحاكم. هذا في الواقع أعطى ميزة لتحالف "الجبهة الوطنية" حيث فاز بأغلبية 3.238 صوتاً مقابل 597 في الانتخابات العامة في أيار/مايو 2018.
التعليق:
لن تؤدي نتيجة الانتخابات في كاميرون هايلاندز إلى أي تغييرات كبيرة. من ناحية أخرى، لا يستطيع تحالف الأمل الحاكم جمع الأصوات كما فعل في أماكن أخرى. على الرغم من أن البعض ينظر إلى هذا على أنه رفض لحكم تحالف الأمل الحاكم بسبب تزايد الحقد والكراهية ضده، إلا أن هذا ليس معياراً لاستقبال الشعب للحكومة الجديدة. وذلك لأن دائرة كاميرون هايلاندز فاز فيها بالفعل حزب "الجبهة الوطنية" في الانتخابات العامة في أيار/مايو 2018. الفرق هو أن الحزب الإسلامي الماليزي و"الجبهة الوطنية" بإمكانهم تشكيل تحالف قوي ضد تحالف الأمل الحاكم.
آراء تقول بأن فوز تحالف "الجبهة الوطنية" قد شابته العنصرية والمشاعر الدينية التي استخدمت ضد تحالف الأمل الحاكم. يمكن أن يكون هذا حقيقة مقبولة، ولكن كما تم توضيحه في وقت سابق، بأن الدائرة الانتخابية كانت في الواقع بمثابة معقل لتحالف "الجبهة الوطنية"، الاختلاف الوحيد هو الأغلبية الفائزة الكبرى التي اكتسبوها في هذه الانتخابات التكميلية.
في تقييم الوضع الحالي، يجب على المسلمين مشاهدة هذا في سياق أوسع. في الواقع، لقد واجه المسلمون استياء من حكومة حزب الأمل منذ وصولهم إلى السلطة في العام الماضي. هناك العديد من الوعود الانتخابية التي لم تتحقق من الحكومة الجديدة. وهكذا شكك العديد في مصداقية حزب الأمل الحاكم. كما شهد المسلمون ظهور الكيانات العلمانية والليبرالية في الحكومة الجديدة التي ما زالت تنازع في مكانة الإسلام والمسلمين في البلاد. وقد تسارع صعود الليبرالية والعلمانية منذ سيطرة الحكومة الجديدة.
في الواقع، فإن السياق الذي يجب أن ينظر إليه المسلمون هو أن تغيير النظام من خلال تغيير الوجوه فقط لا يحل المشاكل في البلاد، ولكن ببساطة يزيد من تفاقم الوضع. عدم الرضا عن الحكومة الجديدة ناتج من عدم الاهتمام بالقضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين في البلاد. وهذا يرجع إلى أن المسلمين واعون ولا يستطيعون السماح بالمنكر والفساد الذي يحدث بسبب موقف الأمل الحاكم غير المتوازن.
من ناحية أخرى، وبسبب هذا الاستياء من الحكومة الجديدة، هل يجب على المسلمين العودة إلى النظام القديم؟ في الحقيقة، لم يطبق النظام القديم المخلوع الإسلام خلال فترة حكمه الستين.
في الواقع، وكما عبر عنه حزب التحرير، فإن التغيير الصحيح لا يمكن أن يتحقق بمجرد تغيير في أشخاص النظام، ولكن تغيير شامل في النظام الحاكم. الوضع السياسي في ماليزيا هو دليل حي على هذه الحقيقة. لذا إذا أراد المسلمون تغييراً حقيقياً، فيجب ألا يقتصر الأمر على تغيير رأس النظام فحسب، بل يجب أيضاً تغيير النظام إلى نظام قائم على الشرع، نظام الخلافة. فقط من خلال تطبيق نظام الخلافة، يمكن تحقيق التطبيق الكامل للإسلام ونشر الهدى للعالم كله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد جسمان