- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
رِيَاحُ الانتِخَابَاتِ العِراقِيَّةِ جَرَتْ بمَا لا تَشْتَهِيْ سُفُنُ العُمَلاءِ وَالأذْنَاب
الخبر:
دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى عقد جلسة نيابية طارئة يوم السبت المقبل لمناقشة نتائج الانتخابات بحضور مفوضية الانتخابات للنظر في عمليات التلاعب والتزوير التي رافقتها، والعزوف الواسع عنها. وقد جاءت الدعوة بناءً على طلب أكثر من 80 نائباً لبحث ما وصفوه: "بالنتائج الكارثية التي أفرزها التزويرُ وتحريفُ الحقائق، وخوفا من دخول البلاد في المَحظور، واتخاذِ قرارٍ حاسمٍ يُنقذُ العراقَ مما يَمرُّ به خدمة للصالح العام. (الشرقية نيوز في 17 أيار 2018 بتصرف يسير).
التعليق:
لقد جاءت عملية الانتخابات هذهِ، وما رافقها من خُروقٍ فاضِحةٍ كالتزويرِ وبيع الأصوات علناً، وتعطيل أجهزة العدِّ والفرز التي أرهقت ميزانية البلد الخاوية أصلاً.. لمنعِ شرائح معيَّنَةٍ من الشعب من الإدلاء بأصواتها، لا سِيَّما في كركوك والموصل والأنبار وإقليم كردستان. واستخدامِ مليشيات ترهِبُ الناخبينَ، بل وضرب مناطق معيَّنةٍ من حزام بغداد بالهاونات لمنع أهلها من المُشاركة، وغيرُ ذلك كثيرٌ.. فجاءت الانتخابات مُخَيِّبَةً لآمالِ عملاءِ أمريكا من حيثُ غيابُ الشفافيَّةِ والنزاهةِ، ومن حيث نِسَبُ المُشاركة في عُمومِ محافظات العراق.
فأمَّا التزوير، فلم يَعد خافياً على أحَدٍ، بل اعترف بهِ - ضِمناً - رُؤساءُ كتلٍ وأحزابٍ، واتَّهَم نُوابٌ من كُتَلٍ مُختلفة مُفَوَّضِيَّةَ الانتخاباتِ بالتَّسَتُّرِ على عَمليَّاتِ التزوير الفاضِحَةِ، وأكَّدوا - في مؤتمَرٍ صحَفيٍّ - "أنَّ طبيعة المنافسة غير الشريفة لدى بعض الجهات وصلت إلى حَدِّ بَيع وشراء الأصوات داخلَ القائمة نفسِها، وذلك في أكبر فضيحة تُنذِرُ بعَمليَّةٍ سِياسِيَّةٍ هي الأشدُّ فسَاداً وسُوءًا أكثر من أيِّ وقتٍ مَضى". (الشرقية نيوز). كما أمَرَ رئيسُ الوُزراءِ العباديُّ بإحالةِ ملفَّاتٍ تخصُّ المفوضية إلى هيئة النزاهة حول خرق المفوضية لالتزاماتها بشأن فحص أجهزة العَدِّ والفَرز الإلكترونيَّة. (الشرقية نيوز). وأكَّدَ عُضوُ مَجلِس المُفوَّضِينَ، في المفوضية المذكورة سعيد الكاكائيُّ، وهو "شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا" بأنَّ هناك شكوكاً وخروقاً كثيرة بشأن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية. (شبكة أخبار العراق).
وليس هذا فحسبٌ، فقد بلغَ حَجمُ التَّزوير والتَّلاعُبِ في انتخابات العراق/تصويت الخارج حداً خطيراً، الأمر الذي دعا الكثيرَ من المراقبين الدَّوليِّينَ والمَحليِّين وجهاتٍ رَسميَّةٍ وغير رَسميَّةٍ إلى إلغَاءِ تلكَ الانتخابات..! أكَّدَ ذلك تيارُ الحِكمَةِ بزعامة الحكيم مُطالِباً بإلغَاء نتائجِ انتخابات الخارج، واصِفاً إيَّاها بأنها وبالٌ على العراق..!
وأما نِسبَةُ المُشاركة الشعبيَّةُ فقد مَثَّلتْ صفعةً قَوِيَّةً لأذناب أمريكا الذين حكموا العراق بعد العام 2003.. وبيان ذلك - بحَسْبِ ما أعلنَتْهُ المفوضية - أنَّ نفوسَ الشعبِ العراقيِّ بلغتْ 39 مليوناً، وعددَ من يَحِقُّ لهمُ التَّصويت 24 مليوناً، وعدد الناخبينَ الذينَ استلموا بطاقات الانتخاب 11 مليوناً. وبحسابٍ رياضِيٍّ بسيطٍ بطريقة النِّسبَة والتَّناسُبِ يصبِحُ عدد المُصَوِّتِينَ 4،8 مليون. وتبعاً لذلكَ يتبيَّنُ أنَّ نِسبَةَ المشاركةِ الحَقيقيةَ هيَ 20% فقط..! ولعلَّ هذا التغيير يُبَشِّرُ بالخير - إنْ رافقهُ وعيٌ بفسَاد ما فعلتهُ أمريكا الكافرة - وبالتالي فشلُ مَشروعِها التَّدميريِّ للعراق من جِهَةٍ، وقلب الطاولةِ على عُمَلائِها من جهةٍ أخرى. ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق