الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 1 تعليق
28 رجب... الخلافة وحزب التحرير أخوان توأمان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

28 رجب... الخلافة وحزب التحرير أخوان توأمان

 

 

 

الخبر:

 

فعاليات متعددة أقامها حزب التحرير في أصقاع شتى من العالم بمناسبة ذكرى هدم الخلافة، رصدها المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير في تغطية شاملة في موقعه على الشبكة العالمية.

 

التعليق:

 

دأب حزب التحرير على تذكير الأمة بهذه المناسبة الأليمة؛ فاجعة هدم الخلافة في 28 رجب لعام 1342هـ، ليس بكاءً وندباً بل حثّا على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي هي فرض ربنا ومبعث عزنا.

 

وفي الحقيقة، فإن قضية الخلافة ارتبطت اليوم بحزب التحرير ارتباطاً وثيقاً لا تخطئه العين المراقبة الموضوعية. فكيف حصل هذا؟

 

باختصار أقول إنه في عام 1953م  ظهر حزب التحرير في الأمة، وتحديداً في بيت المقدس، وذلك استجابةً لقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾، وما لبث الحزب أن انتشر إلى باقي بلاد العرب ومن ثم إلى العالم أجمع.

 

ظهر حزب التحرير وقد أدرك أن قضية المسلمين المصيرية اليوم هي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وحينما حدد أن القضية مصيريةٌ ترجم ذلك عملياً بأن قدم التضحيات الجسام والتي وصلت بالعديد من أعضائه لأن يفقدوا حياتهم تحت تعذيب جلاوزة الطغاة.

 

ظهر حزب التحرير وقد أدرك التصور الصحيح للإسلام بأنه مبدأ؛ عقيدة سياسية روحية ينبثق عنها نظام. هذا التصور للإسلام عصم الحزب من حصر الدين في زاوية الوعظ والإرشاد، وميزه بالوعي السياسي على أحداث العالم من خلال زاوية العقيدة. وأدرك الحزب في الوقت ذاته المعنى الصحيح للسياسة أنها رعاية شؤون الناس بأحكام الإسلام. وانطلق بهذا الإدراك كحزب سياسي مبدؤه الإسلام.

 

فلم يكن العمل السياسي عند الحزب نفاقاً وميكافيلية وخذ وطالب وبراغماتية، ولم يكن العمل السياسي لدى الحزب، أبداً، تعاوناً واستعانة بأجنبي، بل اعتبر الحزب أن الاتكال على الأجنبي - أياً كان جنسه - تسميم أجنبي، وخيانة للأمة، ولو عن حسن نية. العمل السياسي لدى الحزب هو بيان رعاية مصالح الأمة بأحكام الإسلام ومكافحة الحكام بأحكام الإسلام وصراع الاستعمار بأحكام الإسلام.

 

ونعم، إن اعتناق العقيدة يضمن الإخلاص، وفهم الإسلام كمبدأ يضمن الوعي. والحركة بغير إخلاص طريق إلى حضن الأجنبي، وبغير وعي طريق إلى المجهول! والقيادة لا يستحقها خائن أو جاهل.

 

هذا، وقد سعى الحزب لتبني ما يراه ضرورياً لإقامة دولة الإسلام، فوضع ثقافة عريضة عميقة، هي فعلاً لا تليق إلا بدولة الخلافة. فكان الدستور (191 مادة) وأسبابه الموجبة، وكانت كتب "نظام الحكم في الإسلام" و"النظام الاقتصادي في الإسلام" و"النظام الاجتماعي في الإسلام"، و"أسس التعليم المنهجي في دولة الخلافة" و"الأموال في دولة الخلافة" وغير ذلك الكثير الكثير...

 

ولم تكن تلك الثقافة مجرد حبر على ورق، بل كانت هي مادة تكوين عقليات ونفسيات أعضاء الحزب، الشيء الذي جعل تلك الثقافة حية وحيوية، تتحرك بين الناس بياناً وكفاحاً وإنزالاً على الواقع والمستجدات المعاصرة. وشكلّت تلك الثقافة ذخيرة حية لنقض، على سبيل المثال، الدستور الإيراني (حكم الخميني) والدستور المصري (حكم مرسي) والدستور اليمني والدستور السوداني، وذخيرة حية لبيان أزمة الأسواق المالية في شرق آسيا ونقض النظام الديمقراطي، وذخيرة حية لنقض القانون المدني وبيان الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام وحتمية صراع الحضارات، وغير ذلك الكثير...

 

أما في الفهم السياسي فلطالما كشف الحزب المؤامرات التي تحاك ضد المسلمين، ولطالما فضح أعمال حكام الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي وارتباطها بالكافر المستعمر. وها هي مفاهيم الحزب ونظراته السياسية ينطق الواقع بصحتها؛ كفهمه للموقف الدولي ودوافع الصراع بين الدول، أو فهمه لواقع قضايا العالم الكبرى، أو إدراكه لأسباب شقاء العالم (فكرة الأسرة الدولية، الاستعمار، تحكم الدول الكبرى وتسلطها)، وغير ذلك من مفاهيم سياسية...

 

في النهاية أقول، نعم، لم يأت الارتباط العضوي بين الخلافة وحزب التحرير من فراغ؛ بل نتج عن عقود طويلة من الكفاح والصراع، والفهم ودقة الوعي. وهذا شرف أيما شرف، أن يرتبط الحزب بتاج الفروض، ولله الحمد والمنة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام/ الكويت

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 17 نيسان/ابريل 2018م 23:29 تعليق

    ثبت الله أمير وشباب الحزب وأيدهم بالنصر والتمكين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع