- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجوم الكيماوي على دوما
(مترجم)
الخبر:
تَحَدث رئيس الجمهورية وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان في مؤتمر حزبه في ولاية سيرت، وقال في خطابه الموجه للغرب لافتاً الانتباه إلى الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية: "لقد جعلوا أطفال الغوطة الشرقية اليوم شهداء مرة أخرى، وما زال هناك من يدافع عن هذا النظام في سوريا. نحن نتمرد على هذا النفاق الذي لا يرحم. أيها الغرب متى ستلتفتون إلى هؤلاء الذين يستشهدون في الغوطة الشرقية؛ حتى نقول لكم إنكم تتصرفون بعدل". (خبر ترك)
التعليق:
إن الكفار يعملون بما يقتضيه كفرهم، ولا يهمهم المقدسات، خاصة إذا كان القتلى مسلمين، فهؤلاء في نظرهم ليسوا سوى أرقام إحصائية، ولهذا السبب أنذرت أمريكا نظام بشار في السابق عند استخدامه الأسلحة الكيماوية واعتبرته خطاً أحمر، وكأنها تقول: يمكنك قتل المدنيين والأطفال بكافة أنواع الأسلحة إلا السلاح الكيماوي. لكن ذلك لم يكفهم، فبدأ النظام باستخدام السلاح الكيماوي، ففي تاريخ 21 آب/أغسطس 2013 تم تنظيم هجمات بالغازات السامة في الغوطة الشرقية بالشام أدت إلى استشهاد أكثر من 1400 شخص. فامتصت أمريكا غضب الرأي العام العالمي، وحالت دون العقوبات الدولية بمناورة اتفاقية بين واشنطن وموسكو كانت من نتيجتها موافقة نظام بشار المجرم على تسليم مخزونه من الأسلحة الكيمائية، وأشرفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الحائزة على جائزة نوبل ومقرها لاهاي؛ على عملية استلام الأسلحة الكيماوية الموجودة في سوريا بشكل تدريجي وتدمير ما يقارب 1300 طن من مخزون هذه الأسلحة. على أن تنتفي بذلك قدرة النظام السوري على استخدام الأسلحة الكيميائية مرةً أخرى. لكن نظام بشار المجرم استخدم الأسلحة الكيماوية بعد ذلك عشرات المرات، إذ عجز عن تركيع الثورة بالمذابح الكبرى التي لم تتوقف منذ بداية الثورة. واستخدم السلاح الكيميائي في مدينة دوما بتاريخ 2018/04/08. وتناقلت الأنباء بأن 70 مدنياً استشهدوا، وتضرر المئات منهم في هذا الهجوم الكيماوي.
واكتفت أمريكا في تصريح لها بالإعلان عن قلقها حيال هذا الوضع، ومن يعلم كم هو عدد المرات التي تعاقب فيها مثل هذا القلق. وأدان الرئيس الأمريكي ترامب الذي قصف حفل تكريم حفظة القرآن الكريم في أفغانستان الأسبوع الفائت على حسابه على تويتر؛ الهجوم على دوما، وقال: "إن الأسد سيدفع الثمن غالياً مقابل هذا الهجوم". وصرح إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس أردوغان: "يجب على الدول التي لها تأثير على النظام السوري أن تتخذ الخطوات اللازمة. ويجب على النظام السوري أن يدفع ثمن هذه الهجمات التي لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال". أي قال بصريح العبارة لا تنتظروا منا أي دعمٍ، ورمى الكرة في ملعب ترامب وبوتين، وترك بذلك الإسلام والمسلمين في قبضة أعداء الإسلام. أي ترك الشعب السوري والمسلمين تحت (رحمة!) دولتين قاتلتين.
ورئيس النظام التركي أردوغان الذي لم يصدر منه أي تعليق أو إدانة للعمليات التي قامت بها أمريكا بقتل الناشئة الصغار حفاظ كتاب الله تعالى في أفغانستان؛ يذرف الآن دموع التماسيح على أطفال الغوطة، وكأنه لم يكن هو الذي أعطى صورة السعادة التذكارية مع رؤساء روسيا وإيران حماة نظام بشار المجرم والقتلة المأجورين نيابة عن أمريكا قبل أسبوع مضى. وكأنه لم يكن الشخص الذي يقف إلى جانب بوتين أثناء تصريحه الصحفي الذي قال فيه: "قمنا بعملية (أي مجزرة) لا نظير لها في الغوطة". وكأن الاتفاقية التي عقدها مع روسيا وإيران التي تدير الحرب بالوكالة عن أمريكا لا يعد دعماً للنظام. ثم بعد كل هذا يتحدث عن نفاق الغرب! طبعاً الغرب ذو وجهين، ولكن هل يعتقد رئيس النظام التركي أردوغان أنه يستطيع أن يخفي وجهه الآخر من خلال صيحاته "أيها الغرب"؟ هل يعتقد أنه يستطيع تبرير تعاونه مع أمريكا وروسيا وإيران؟ عجباً هل ينظر إلى المرآة وهو يقول: "إنه لا يزال هناك من يدافع عن هذا النظام"؟ فإن لم يكن ما يقوم به من التعاون مع تلك الجوقة من القتلة الأصلاء والمأجورين هو دفاعاً عن النظام، فماذا عساه يكون؟! إن جميع دول العالم اليوم، ورؤساء الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي خاصة، شركاء في المذابح التي تجري في سوريا. إنهم شركاء في قتل المسلمين بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والكيماوية، وحملهم على الهجرة والتغيير الديموغرافي، ناهيك عن عدم رغبتهم بعودة الإسلام إلى الحياة، وعدم تحملهم سماع المطالب بدولة إسلامية، ناهيك عن خلافة إسلامية راشدة بأي شكل من الأشكال. لكن الخوف لن يغير الأجل! وستستمر الشام في بقائها عقر دار الإسلام، وسيمضي تدبير الله فوق تدبير البشر، وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، وستشرق شمس الخلافة الراشدة على البشرية عما قريب بإذن الله، وسيذوق الكفرة والظالمون من غضب الله في الدنيا على يد هذه الخلافة ما شاء، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان أبو أروى