- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يمكن إيقاف عجلة التّاريخ وسيعود الإسلام نظاما يسيّر الحياة!
الخبر:
رفض رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) فولفغانغ شويبلة التّصريحات المعادية للإسلام التي أطلقها وزير الدّاخليّة الجديد في بلاده هورست زيهوفر المعادية للإسلام.
وردّا على تصريحات زيهوفر التي قال فيها "إنّ الإسلام لا ينتمي لألمانيا"؛ قال رئيس البرلمان الألمانيّ "لا يمكننا إيقاف عجلة التّاريخ، وعلى الجميع تقبّل حقيقة أنّ الإسلام بات جزءا من بلادنا".
وطالب شويبلة - في مقابلة مع مجموعة فونكه الإعلاميّة الألمانيّة المكوّنة من 13 صحيفة نشرت أمس - مسلمي ألمانيا بأن "يدركوا بوضوح أنّهم يعيشون في بلد ذي طابع مغاير للتّقاليد الإسلاميّة". (الجزيرة نت)
التّعليق:
تتناقض التّصريحات وتتضارب المواقف إزاء المدّ الإسلاميّ الجارف الذي اكتسح ألمانيا إذ بلغ عدد المسلمين في ألمانيا حسب تقديرات سلطاتها 4.7 مليون مسلم. فقد صرّح وزير الدّاخلية الألمانيّ هورست سيهوفر في مقابلة مع صحيفة "بيلد" نشرت الجمعة أنّ الإسلام "لا ينتمي إلى ألمانيا" (فرانس24، 2018/03/16) ولم يمرّ على تصريحه هذا إلّا نصف شهر تقريبا ليقوم رئيس البرلمان الألمانيّ بتفنيده ورفضه ويؤكّد أنّه لا يمكن إيقاف عجلة التّاريخ وأنّ الإسلام بات جزءا من بلاده!!
تتخبّط آراؤهم لتكشف عن رعب تملّكهم ولم يعرفوا للتّغلّب عليه طريقا ولا لمجابهة خطره سبيلا. ظهر الإسلام وامتدّ وانتشر في الرّبوع واشتدّ واحتار هؤلاء أيُحارِبونه أم يُحابُونَه ويحتَوُونه؟
موقفان متّفقان على معاداة الإسلام ورفض سواده في المجتمع الألماني لكنّهما يختلفان في كيفيّة مجابهته؛ فموقف وزير الدّاخلية واضح جليّ معلن، أمّا موقف رئيس البرلمان فموقف دهاء يريد من ورائه احتواء غضب مسلمي ألمانيا وجعلهم يطمئنّون له وينخدعون بشعارات زائفة سرعان ما يتفطّن لزيفها وبطلانها كلّ كيّس فطن... لقد أعلن في تغطية إعلاميّة ضخمة (13 صحيفة) أنّ على المسلمين في ألمانيا "أن يدركوا بوضوح أنّهم يعيشون في بلد ذي طابع مغاير للتّقاليد الإسلاميّة" بمعنى أنّه عليهم أن يذوبوا وينصهروا بتقاليد ألمانيا ولا مكان لتقاليدهم الإسلاميّة...
ما أعلنه وزير الدّاخلية فعجرفة وتكبّر، أمّا ما جاء به هذا البرلمانيّ "المتخابث" فتظاهر بالقبول والتّسليم بأنّ الإسلام جزء من ألمانيا من جهة ومطالبة للمسلمين هناك بالذّوبان في مجتمعه الغربيّ العلمانيّ الكافر من جهة أخرى والتّخلّي عن "تقاليدهم الإسلاميّة".
أيّها المسلمون في بلاد الغرب وفي كلّ مكان، لا تنخدعوا بما يرفعه أعداؤكم وأعداء دينكم من شعارات رنّانة تدغدغ المشاعر وتسقط الألباب في متاهات وغيابات حضارتهم العفنة، واعلموا أنّ الإسلام عقيدة ينبثق عنها نظامها إن طُبِّق علينا عشنا عيشة هنيئة ترضي ربّنا وترضينا ونحيا سادة وقادة، أمّا إن انصهرنا في نظام الرّأسماليّة ورضينا بالعيش في كنفه فإنّنا سنحيا في ذلّ وهوان نسير في ذيل الأمم.
يعلم العدوّ أنّه لا يمكن إيقاف عجلة التّاريخ ويعلم أيضا أنّه ليس بإمكانه عرقلة سيرها... فهو على يقين أنّ الإسلام سيسود وأنّ هذا المارد النّائم بدأ يصحو ويتحسّس الطّريق الصّحيح ليعود لمجده الضّائع المسلوب لهذا يعمل على أن يجعل له فيه من العثرات والعراقيل ما يضمن تأخير ذلك. إنّه يخشى المسلمين وهم أشتات ضعفاء وبلا دولة تحميهم وتذود عنهم وتجيّش الجيوش لنصرتهم ولنشر الإسلام في الرّبوع، فكيف به إن اجتمع هؤلاء تحت راية واحدة وفي دولة واحدة؟؟
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ * الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير
زينة الصّامت