- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبار هنا وهناك تبث سمومها لتفت في عضد الثورة
الخبر:
حط مسؤول عسكري روسي رفيع المستوى في دمشق قبل يومين، حاملاً رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، تحدد بوضوح نقاط انتشار قوات الحكومة شمال حلب مقابل الجيش التركي، ما يعني ترك عفرين والشمال السوري إلى التفاهمات الروسية - التركية - الإيرانية. "الشرق الأوسط"
التعليق:
إن هذا الخبر وأمثاله من الأخبار والتي تُصور ما يجري في الشام على أنه صراعات دولية، وأن الدول تتقاسم حصصها من الكعكة، ولم يعد بالإمكان أن يكون لأحد من أهل الشام أي قرار فيما يجري؛ تتوالى أمثال هذه الأخبار لتُمهد الطريق أمام جعل الحل السياسي الأمريكي أمراً واقعا لا مفر منه، هذا الحل الذي تسعى أمريكا لفرضه على أهل الشام لتنهي ثورتهم.
إن ما يُحاك لثورة الشام لَمكرٌ كبير، ولن يكون لهذا المكر سبيل على أهل الشام إن هم كانوا واعين على هذا المكر، مُدركين لحقيقة المعركة، متنبهين من الأعداء، حذرين ممن يدعي صداقتهم ويُخفي عداءهم، فلذلك تُنشر مثل هذه الأخبار لتُرسل رسالة مفادها "أن التفاهمات الدولية أكبر منكم، وليس لكم إلا الاستسلام والخضوع، وإذا ما رأيتم قادة الفصائل يُسلمون المناطق الواحدة تلو الأخرى فلا تلوموهم فهذه هي اتفاقات دول كبرى لا قِبل لكم بردّها، وأنتم أيها الثوار في الشمال اطمئنوا فلن يصل إليكم النظام فحسب الاتفاقات الدولية أنتم في مأمن".
والحقيقة أن هذه الرسائل هدفها طمأنة الناس وتخديرها لترضى بتنازلات الفصائل، ليأتيها النظام المُجرم على حين غرّة، فها هي الغوطة وقبلها حلب وحمص وداريا، وبعد الركون للهدن والمفاوضات لم تسلم من هجمات الإجرام، رغم الكثير من الأخبار التي كانت تحمل التطمينات للناس، والكثير منها الذي يركز مفهوم أن ما يجري لا يمكن منعه أو تغيير مساره.
فحذار حذار من مثل هذه الأخبار، ففيها سموم تهدف لإضعاف الثورة ولتعلموا أن ما يجري هو تفاهمات دولية نعم ولكنها للقضاء على الثورة، وإن بمقدوركم إفشال كل ما يُخطط لكم، وإن مؤامرات الأعداء ليست قدراً، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يغيّر أحوال العباد إذا ما قرروا هم ذلك. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منير ناصر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا