- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
سفر إسحاقوف يعتقد أن التصعيد الجمركي من طرف كازاخستان مؤقت
الخبر:
في 3 تشرين الثاني 2017 ألقى رئيس حكومة قرغيزستان سفر إسحاقوف خطابا في الاجتماع الدوري لرابطة الدول المستقلة لرؤساء حكوماتها، وتطرق إسحاقوف في خطابه إلى الوضع الجمركي مع كازاخستان حسب ما نشره مركز الإعلام لإدارة حكومة قرغيزستان.
وقال إسحاقوف: «للأسف بسبب عدم التزام بعض الدول في رابطة الدول المستقلة بمبدأ المرور الحر للبضائع لا نستطيع أن نقول إن منطقة التجارة الحرة تعمل بنشاط فاعل».
وأعلن إسحاقوف أن «نظام كازاخستان منذ 2017/11/10 بدأ يقوم بوضع العقبات الحدودية للممرات بين البلدين أمام رعايا قرغيزستان وكازاخستان وأمام النقل بين قرغيزستان والدول الخارجية، مستخدما أفضليته المرورية الجمركية».
وقد شهد كل محيط الحدود بين قرغيزستان وكازاخستان أزمة لسيارات الشحن بسبب تعسر المرور الجمركي. كل يوم تشكل الأزمة بين 500-600 سيارة، ولا تستطيع أي سيارة أن تمر من الجمرك إلا بعد خمسة أيام... إلا بضائع «Carnet TIR» فيتم تفتيشها بسهولة.
وأفاد إسحاقوف «بروز حالة تدل على شأن توقيف جمارك كازاخستان وتفتيشها لعربات القطار الإجباري، والتي تجيء إلى قرغيزستان من البلدان الأخرى على أساس العقود التجارية العالمية». وختم رئيس الوزراء كلامه بأن قرغيزستان «تأمل أن تكون هذه التدابير التصعيدية لكازاخستان مؤقتة، وستحصل حكومة قرغيزستان حلولا إيجابيا تتم حسب حسن الجوار والأخوة بين البلدين».
التعليق:
فضلا عن آمالها المذكورة فإن قرغيزستان كتبت رسالة للاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية، اشتكت فيها من نقض كازاخستان لقرارات المنظمات المتعلقة بالترتيبات الجمركية، معتبرة أن كازاخستان أيضا تشارك في المنظمة. ولكن لا يزال أي جواب أو عمل جدي من الاتحاد أو المنظمة غير موجود.
وفي الواقع فإن المنظمات الدولية؛ من مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية على علم مسبق بمثل هذه الحوادث، ولا تحتاج لرسائل الشكوى لتتدخل بسبب نقض القانون. لأن الواجب على المنظمات الدولية أن تحافظ على قواعدها وقوانينها بنفسها؛ لأنه قد تم تشكيلها جميعها أي المنظمات الدولية لتأمين الخدمات وتسهيل علاقاتها فيما بين البلدان. وكل هذه المنظمات تقريبا تتحمل الالتزام بتأمين شروط ذات حقوق متساوية للدول الأعضاء فيها.
إلا أن الواقع هو غير ذلك. فإن كل هذه المنظمات الدولية تابعة للدول الكبرى التي أسستها. فمثلا منظمة الأمم المتحدة تتم إدارتها من قبل أمريكا، وهذه أكثر تأثيراً بين المنظمات بسبب قوة نفوذ أمريكا. وهي بالطبع تسعى إلى ما يحقق مصالح أمريكا، وتحاول توجيه المبادئ العالمية والسياسات الدولية، وتقوم بتأمين الطريق لمستعمرات أمريكا الجديدة. ومن بين أعضاء الأمم المتحدة رابطة الدول المستقلة ذات قوة كبيرة. وأمريكا تجعلهم تابعا لها من خلال إعطائهم امتيازات كثيرة في السياسة الدولية. ولا يهم أمريكا أن تكون أعمالهم الاستعمارية قذرة وأن تمارس من خلالهم سياسات خبيثة ضد الدول الضعيفة التابعة لهم، رغم كونهم ينقضون قرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.
بدأت قرغيزستان تشتكي من كازاخستان للمنظمات الدولية، وكان يمكن للمنظمات الدولية أن ترد على كازاخستان ولو بالطريق الرسمي من خلال مذكرة احتجاجية. ولكن كازاخستان تعتبر دولة ذات أهمية لروسيا وتتعزز منها وهي أقوى من قرغيزستان في نواحٍ عدة وتتضاعف في القوة الاستراتيجية. وعليه فإن كل المنظمات تتخذ موقفا بالنسبة لها، أي كازاخستان، بسبب هذه الاعتبارات، أو تعامل قرغيزستان بالشكلية.
ويمكن أن نضرب أمثلة كثيرة لهذه المواقف الدولية. فمثلا احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان، واقتراف روسيا المجازر في سوريا، وعدم اهتمام السلطة الفلسطينية مئات من الشكوى في نيل اليهود من أهل فلسطين، وإبادة جيش ميانمار لمسلمي الروهينجا! كل ذلك يجري تحت أنظار الأمم المتحدة ولا تهتم بأي منها. لأن كل هذا الإجرام والاحتلال تقترفه الدول العظمى أو الدول ذات القوة في السياسة الدولية!!
إن السياسة الدولية وجدت نفسها اليوم في مأزق. وانزلق محور الحكم العالمي للمبدأ الرأسمالي الديمقراطية عن الطريق وبدأ يدنَّس قيمه بيديه. أي أن محور الحكم العالمي فشل في إدارة العالم بفكرته. ظهور البون الشاسع في الامتيازات ومستوى عيش الناس بين الغرب والدول الأخرى وانحلال أساس المساواة في الحقوق وتعزز المظالم بحد كبير، كل ذلك راجع إلى فساد عقيدتهم ومبدئهم وأفكارهم التي انبثقت منها وعدم صلاحيتها، وهم يحاولون تغطية ذلك الحال.
إذن، فسبب مشكلة الجمارك بين قرغيزستان وكازاخستان لا يرجع إلا إلى وجود الحدود والجمارك، أي الفصل بين البلاد الإسلامية بهذه السدود والحدود! فإن لهذه الحدود دورا مهما في إخضاع الدنيا من قبل النظام الكافر لرأسماليته التي بدأت تتفسد وتتعفن. ونحن نرى عدم التوافق والنزاع بين قرغيزستان وكازاخستان ورجوعهما إلى المنظمات الدولية الكافرة للحل. فلذلك يمكن أن نتوقع أن تصطنع الدول العظمى أية مشاكل حدودية بين الدول في بلاد المسلمين، بل أن توقع بينهم فتن الحروب العسكرية في أي وقت تشاء، في محاولة منهم لتحقيق مصالحهم.
أما رئيس قرغيزستان ورئيس كازاخستان فإنهما يزيدان مشاكل شعوبهما ويعززان إخضاع بلديهما لمبدأ الكفر بعد أن لم يستطيعا كبح كبريائهما وطموحات نفسيتهما الآنية!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرزاق (أبو عبد الله)