الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المليشيا المسلحة: نار تحرق سيدها وسهم تقتل باريها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المليشيا المسلحة: نار تحرق سيدها وسهم تقتل باريها

 

 

 

الخبر:

 

تناقلت الوسائط الإعلامية الكلمة التي ألقاها القائد القبلي من قبيلة الرزيقات العربية موسى هلال في حشد من ضباط وجنود ما يسمى بحرس الحدود في بادية مستريحة التي يتحصن فيها الرجل منذ سنين بعد أن خرج من الخرطوم مغاضبا في أواخر عام 2013، وجاء فيها:

 

- أن الرئيس البشير أنشأ قوات الدعم السريع ليحمي بها نفسه، وأن قانون هذه القوات هو البشير نفسه

- كما ووصف هذه القوات بالمليشيا.

- وتهكم من قائدها المسمى حميدتي قائلا: "تركب كيف دي أن يعطى رتبة فريق وهو بلا كوع ولا بوع؟"

- هاجم نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن مشككا في انتمائه لقبيلة الرزيقات، وواصفا إياه بلص الزيت والعدس.

 

التعليق:

 

موسى هلال هذا قائد قبلي من قبيلة الرزيقات العربية واسعة الانتشار في شمال ووسط وجنوب دارفور، وفي عموم دارفور والأجزاء الشرقية من تشاد بشكل عام، ويوصف بشيخ المحاميد وهي أحد بطون هذه القبيلة. الرجل مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم الحرب في دارفور. يعتبر هذا الرجل مؤسساً لما يطلق عليه جماعات الجنجويد، التي سلحتها حكومة الحركة الإسلامية في الخرطوم في بدايات اندلاع الحرب في دارفور 2003. وفيما بعد حولت لما يسمى بقوات حرس الحدود التي تبعت لاستخبارات الجيش، ومن ثم للقوات البرية في القوات المسلحة السودانية. علاقة الرجل بحكومة الحركة الإسلامية يشوبها الكثير من الغموض وعدم الوضوح. فالرجل ما زال عضوا في البرلمان السوداني عن حزب المؤتمر الوطني، حزب الرئيس البشير، ومنذ تعيينه مستشارا لوزير الحكم الاتحادي في كانون الثاني/يناير 2008، لم يصدر قرارا بفصله أو إقالته من هذه الوظيفة.

 

وبالرغم من هجماته المتكررة على حزبه وبعض قياداته، تتكرر التأكيدات من بعض قيادات المؤتمر الوطني بأن الرجل عضو في الحزب! وإلى الآن لم يتفوه الرئيس البشير بأي كلمة ذم تجاه الرجل بالرغم من الخاشنة الظاهرة منه في كل الاتجاهات الآن وفي الماضي. ولكن الذي يبدو لنا بأن لحظة الحسم مع الرجل بدأت تدنو بخطوات متسارعة، ولذلك بسبب إحساسه بأن الحكومة تسير سيرا حثيثا في التضييق عليه وقصقصة أجنحته كما يبدو. آخر هذه الإجراءات كان إعلان وزير الدفاع بضم قوات حرس الحدود إلى قوات الدعم السريع تحت إمرة محمد حمدان دلقو، المسمى حميدتي. حميدتي هذا كان مساعدا لموسى هلال بقوات حرس الحدود، إلى لحظة إنشاء قوات الدعم السريع والتي جعل على رأسها. وهو ينتمي لنفس قبيلة موسى هلال، الرزيقات.

 

إذن فحكومة البشير أنشأت جماعات مسلحة لمواجهة التمرد في دارفور، ثم قننتها بتسميتها حرس الحدود، وأتبعتها للجيش ووزعت على منتسبيها نُمَراً عسكرية وملأت أكتافهم بالنجوم والرتب العسكرية هكذا من دون تخرج من كليات الدولة العسكرية، ثم لاح لها فيما بعد إنشاء مجموعات أخرى سموها الدعم السريع تأرجحت في تبعيتها لقوات الأمن حينا واستقرت بتبعيتها للجيش ولكنها تأتمر فقط بأمر القائد الأعلى وهو رئيس الجمهورية البشير، مما يجعلها حقا وحقيقة مليشيا تابعة في تمويلها وتجهيزها وتوجيهها لشخص البشير، كما يلاحظ كل متتبع لتصريحات قائدها حميدتي، الذي لا يخفي استهتاره وسخريته بالجيش السوداني وقادته وتنظيمه وطريقة عمله.

 

بعد هذا الضم سارت الحكومة فيما أسمته نزع السلاح من أهل دارفور وكردفان ومن ثم كل أهل السودان وجعله فقط في يد القوات النظامية. هذه الخطوة سارعت في جعل هلال يخرج عن طوره ويتفوه بالحديث السابق ضد نائب الرئيس، وهو رئيس اللجنة العليا لنزع السلاح، وضد حميدتي قائد مليشيا الدعم السريع، كما وأصاب رشاش حديثه الرئيس البشير. ومنذ حينها بدأت نذر مواجهة مسلحة جديدة بين المليشيا السابقة، حرس الحدود بقيادة موسى هلال، واللاحقة، قوات الدعم السريع، بقيادة حميدتي، تلوح في الأفق وتنبئ بشر مستطير سيكتوي بناره أهلنا العزل في دارفور.

 

هذا هو جزء يسير من حصاد حكومة الحركة الإسلامية المر بعد سنوات من الظلم والجور الذي طال كل شيء في أرضنا الطيبة، نار حرب جديدة تضرم من قبل أن تنطفئ النار التي أشعلتها الحركات المتمردة، وزادتها رعونة حكومة البشير حطبا في 2003. اقتتال بين إخوة العقيدة والدم بلا سبب، فالمحرك الرئيس للعداوة بين هلال وحميدتي هو حب السيادة والسيطرة اللذين غزاهما حكم الحركة الإسلامية في الخرطوم. فمنذ متى كانت الدول تجيش رعاياها ضد بعضهم بعضا: قبائل عربية ضد قبائل ذات أصول غير عربية؟ ولماذا لا تسلح الدولة جيشها وتمكنه من القيام بوأد التمرد في مهده؟ ولمصلحة من تثار النعرات الجاهلية بين المسلمين بمختلف أعراقهم في دارفور، بل وبين الإخوة من نفس القبيلة؟ أتدرون لماذا؟ من أجل كرسي حكم معوجة قوائمه!

 

رسالة نختم بها نوجهها للرجال الرجال من أبناء قواتنا المسلحة:

 

البشير ووزير دفاعه، قائد الاستخبارات السابق، سادران في غيهما، بسحب البساط من تحت أرجلكم وتحويلكم لـ"خيال مآتة" تهش به الطيور فقط! فتهميشكم في حسم الصراع ضد المتمردين، وعدم تسليحكم كما يجب، والسماح لمنبتّ كحميدتي بالتقليل من شأن مجاهداتكم، يراد منه هزيمتكم نفسيا وجعلكم تكتفون بصنع المكرونة وبيع البطاطس بدلا من حماية البلاد والعباد والجهاد في سبيل الله لنصرة المظلومين وتمكين شرعة رب العالمين، فهل أنتم راضون؟ وماذا تُراكم ستفعلون؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أبو يحيى عمر بن علي

آخر تعديل علىالسبت, 26 آب/أغسطس 2017

وسائط

2 تعليقات

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الأحد، 27 آب/أغسطس 2017م 13:54 تعليق

    بوركتم وجزيتم خيرا

  • إبتهال
    إبتهال الأحد، 27 آب/أغسطس 2017م 13:30 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع