- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
غابت الخلافة فرُوِّع المسلمون فأين "والله لا تُروَّع بك مسلمة أبداً"؟
الخبر:
ذكرت الجزيرة يوم الأربعاء 2015/10/21م خبراً مفاده "شيّع آلاف الفلسطينيين اليوم الأربعاء الشهيد عدي المسالمة بمحافظة الخليل التي عمها إضراب عام حدادا على أربعة شهداء قضوا الليلة الماضية برصاص الاحتلال الإسرائيلي". وتناقلت وسائل الإعلام التصعيد العسكري الذي يصب يهود فيه جام غضبهم على أهل فلسطين، من هدمٍ للبيوت وقتلٍ ممنهج تُدبَّر فيه المبررات من قبل. هذا بالتزامن مع ارتقاء العديد من الشهداء في مناطق أخرى في نابلس ورام الله وغيرها.
التعليق:
رحم الله الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني الذي أجاب ثيودور هرتزل حين عرض عليه - وكانت ديون دولة الخلافة العثمانية قد بلغت آنذاك حوالي 252 مليون قطعة ذهبية - بأن يعطيه قرضاً من يهود بمبلغ 20 مليون جنيه إسترليني مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومَنْح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًّا. أجابه بالرد الحاسم الفاصل: "انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملاينيهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن".
أمَّا الآن فقد صال يهود وجالوا في بلاد المسلمين، بل في قلب الأمة ونبضها فلسطين، وما ذاك إلا لغياب سلطانهم وهدم خلافتهم التي تحمي بيضة الإسلام وتحفظ ثغوره وتذود عن ذماره. اليوم تُقتل حرائر فلسطين وشبابها برصاص الحقد اليهودي وتُهدم بيوتهم وتُسلب منهم مقدساتهم دون أي رد. بل إن رئيس السلطة بعد كل هذا الصمت المعيب وتمسكه بالسلام مع يهود يطل علينا ليرد على قتل يهود لمسلمي فلسطين باللجوء للأمم المتحدة التي يصرِّح أمثل ساستها طريقة أنَّه يشعر بالقلق من جراء سقوط القتلى في الأيام الأخيرة!
هذه تحركات نعلمها وحفظناها عن ظهر قلب، لتكرارها حتى صارت مسرحيات ممجوجة فمثل هؤلاء لا يصدر عنهم غير هذه الأفعال. فمتى نرى تحركاتٍ جادةً في الأمة وتصرفات تليق بها، وردوداً شجاعة من رجالها وأهل القوة فيها؟
لقد كانت المرأة المسلمة في ظل دولة الخلافة درةً مُصانة وعقداً لا يُمَّس، وكان لها ولأطفالها الحماية والكرامة والرعاية إذ كان انعدامُ الأمن لها يجعل قتيبة قائد المسلمين يمسك بمن روَّعها ولا يقبل كنوز الذهب والفضة التي عرضها ذلك الشقي لفدية نفسه، بل يرفض قتيبة ذلك ويقول (لا والله لا تروع بك مسلمة أبداً) وأمر به فقتل.
فأين يا جيوش الأمة من يصرخ في يهود: "والله لا تروع بكم مسلمة أبداً"؟ أين من ينتقم لشروق وإسراء وبيان وهديل؟ فيعطي النصرة للمخلصين، ويعلنه حكماً راشداً على منهاج النبوة فيسن سنة رسول الله وخلفائه رحمهم الله فينتصر للحرائر ويحرك الجيوش صارخاً "لبيكِ أمة الله".. ويكون العز فالظفر وتحرير فلسطين كاملة لتعود درة في جبين الأمة؟
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال