الأحد، 15 محرّم 1446هـ| 2024/07/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أيُعقل بعد كل هذه النعم أن يجوع سكان هذا البلد؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


تم تدشين برنامج \"الاستجابة الإنسانية لعام 2015\"، بالعاصمة السودانية (الخرطوم) والذي تشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة بالتعاون مع حكومة الخرطوم، ويستهدف توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين الأكثر احتياجًا بمناطق الصراعات والاشتباكات المسلحة بالسودان. وقال منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية فى السودان المصطفى بلمليح،- في مؤتمر صحفي بالخرطوم بمناسبة تدشين خطة العمل الإنساني للعام الحالي- أن حاجة السودان إلى المشاريع الإنسانية عالية، نظرًا لوجود نحو خمسة ملايين وأربعمائة ألف شخص، يمثلون 15% من عدد السكان، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، منهم 4 ملايين يعيشون بإقليم دارفور - غرب السودان - بحاجة إلى مساعدات إنسانية تقدر بمليار و300 مليون دولار. وأضاف بلمليح، إن المنظمات الإنسانية في السودان تسعى للحصول على أكثر من مليار دولار لتمويل المشاريع الإنسانية، التي سينفذها 112 من شركاء العمل الإنساني لمقابلة احتياجات هؤلاء الأشخاص. وقال \"إن السودان مواجه بأزمتين، الأولى تتمثل في النزوح الناتج عن النزاعات والصراعات القبلية، والاشتباكات المسلحة، حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في مخيمات النازحين بعيدًا عن مساكنهم، وتكون إمكانية حصولهم على الخدمات الأساسية وسبل الحياة محدودة، أو منعدمة\". وأضاف بلمليح، أن الأزمة الثانية تتمثل في نقص الغذاء وسوء التغذية، الذي يؤثر على نحو 4 ملايين و200 ألف شخص، في كل أنحاء السودان في أي وقت، وأن سوء التغذية الحاد يؤثر على نحو 550 ألف طفل في السودان.

\n

 

\n

التعليق:

\n


معلوم أن السودان يملك الأرض الزراعية والثروة الحيوانية والمياه والثروة الغابية وغيرها، مما يؤهله لإنتاج غذائه، وذلك لتوفر إمكانات ضخمة في هذا الجزء من بلاد المسلمين.

\n


لكل ولاية في السودان ميزات إنتاجية خاصة بها في إنتاج الغذاء تبعًا للمناخ الذي تتمتع به كل ولاية؛ فمثلًا الولاية الشمالية تتمتع بميزة نسبية في زراعة القمح والمنتجات البستانية عمومًا، إضافة إلى وجود زراعة القمح والأعلاف والفاكهة والخضار والصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي. وولاية الجزيرة في وسط السودان؛ والتي يوجد بها مشروع الجزيرة العملاق، يعد أكبر المشاريع الزراعية المروية، ويفترض أن ينتج العديد من المحاصيل الزراعية التي تسد الاحتياج المحلي وتفيض. أما ولاية النيل الأبيض فتمتاز بزراعة محاصيل قصب السكر والقطن وصناعة اللحوم والألبان ومشتقاتها. وولاية البحر الأحمر بأقصى شرق السودان، توجد بها سلع الصادر، وتقدم خدمات الوارد. وتزخر ولاية النيل الأزرق بموارد طبيعية وثروة حيوانية هائلة لتوفر مساحات واسعة وتدفق المياه، وتوجد بولايتي شمال وجنوب كردفان محاصيل زراعية ومنتجات غابية وثروة حيوانية كبيرة بجانب المنتجات الحيوانية، ناهيك عن المعادن في ظاهر الأرض وباطنها.

\n


وإجمالًا فإن هذه المزايا يمكن أن تجعل من السودان أكثر الدول إنتاجًا للمواد الغذائية، ويمكن القول إن موقع السودان الجغرافي المميز والفريد بالنسبة لأفريقيا والعالم العربي، ومجاورته لعدد من الدول التي بها مئات الملايين من البشر، يساعد على إيجاد أسواق ضخمة للمنتجات. إضافة لانغلاق عدد من هذه الدول وارتباط السودان مع بعض جيرانه بطرق برية وحديدية ونهرية. هذه الهبات الربانية تحتاج فقط لقرار سياسي قويم، ليفجرها، فيعيش الناس في بحبوحة من أمرهم.

\n


أيعقل بعد كل هذه النعم أن يجوع سكان هذا البلد؟ إنه لأمر غريب عجيب!

\n


أليس غريبًا وعجيبًا مع كل هذه الإمكانيات أن نجد برنامجًا للاستجابة الإنسانية من الأمم المتحدة، الذي هو في جوهره ضرب من ضروب التسول، يدشن بالخرطوم بالتعاون مع حكومة تأبى لنفسها وأهلها إلا أن تستجدي ملياراً وثلاثمئة مليون دولارٍ لمساعدات إنسانية تنزع السيادة وتجعل السيد عبدًا مطيعًا طوع أمر من يدفع، في مشهد ترفَّع عنه من عاش في الجاهلية فقال لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

\n


إن حال السودان يشبه تمامًا ما قاله الشاعر:

\n


كالعيس في البيداء يقتلها الظما        والماء فوق ظهورها محمول

\n


إن الواجب على من يحكم الناس أن يرعى شؤونهم ويحمل همهم، لا أن يسلم قوتهم لعدوهم، كما قال عمر بن عبد العزيز حين دخلت عليه زوجته فاطمة وهو يبكي، فسألته عن سرِّ بكائه، فقال: \"إني تَقَلَّدْتُ من أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام أسودها وأحمرها، فتفكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذوي العيال الكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد عليه الصلاة والسلام، فخشيتُ ألا تثبتَ لي حجة عند خصومته فرحمت نفسي فبكيتُ\".

\n


هكذا هم حكامنا بالأمس، خلفاء المسلمين، وإنا لننتظر عودتهم بنهاية هذا الحكم الجبري؛ الذي أوشكت شمسه على المغيب، قال عليه الصلاة والسلام: «ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار - أم أواب

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع