الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق عاصفة الحزم ما تزال تعصف بالمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:‏


مجلس الأمن الدولي يتبنى قرارًا بفرض عقوبات على المتمردين الحوثيين بينها حظر الأسلحة (وكالة ‏الأنباء السعودية 2015/04/14).‏


مجلس الأمن يؤيد قرار الملك سلمان في دعم الشرعية باليمن (صحيفة الرياض 2015/04/14).‏

 

التعليق:‏


كان هذا خلاصة ما يريد الإعلام السعودي الرسمي تصويره لأبناء الحرمين، حتى يزين لهم الخيانة ويقلب ‏لهم الحق باطلًا، ويغيّب عنهم الحقيقة، فلم يتطرق هذا الإعلام إلى تفاصيل ما جاء في قرار مجلس الأمن مما ‏يكشف حقيقة هذه الحرب وتآمر المشاركين فيها، فلم يذكر الإعلام الرسمي أن مما جاء في النص الكامل للقرار ‏‏(والذي ورد في بضع وسائل إعلامية منها جريدة الدستور الأردنية) مثلًا "يؤكد في جملة أمور على ضرورة ‏استئناف عملية الانتقال السياسي في اليمن بمشاركة جميع الأطراف اليمنية" و"وإذ يرحّب باعتزام مجلس ‏التعاون الخليجي عقد مؤتمر في الرياض، بناءً على طلب من رئيس اليمن، تشارك فيه كل الأطراف اليمنية من ‏أجل مواصلة دعم عملية الانتقال السياسي في اليمن"، "يدعو كلّ الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيون، إلى ‏الالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، وبنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس ‏الأمن ذات الصلة، واستئناف وتسريع المفاوضات الشاملة لجميع الأطراف التي تجري بوساطة من الأمم ‏المتحدة، والتي تتناول أمورًا من بينها المسائل المتعلقة بالحكم، وذلك من أجل مواصلة عملية الانتقال السياسي ‏بهدف التوصّل إلى حلّ توافقي"، "يطالب جميع الأطراف اليمنية بالالتزام بتسوية الخلافات عن طريق الحوار ‏والتشاور"... وغيرها من النقاط التي تدعو جميع الأطراف للعودة إلى الحوار، وعندما يتحدث عن جميع ‏الأطراف فهو يشمل إذن أنصار علي صالح المخلوع وحكومة نظامه الحالي بقيادة نائبه السابق عبد ربه ‏منصور، ويشمل الحوثيين، وإلا فمن يقصدون بـ "جميع الأطراف"!.. فهل كانت الحرب كلها من أجل العودة ‏للحوار والتشاور من أجل الوصول إلى "حل توافقي" يؤدي إلى انتقال سياسي "بمشاركة جميع الأطراف"!؟ لقد ‏كان هذا بالفعل ما قاله السفير السعودي في أمريكا قبل أيام في مقابلته مع سي إن إن "سنقوم بتدمير الحوثيين إذا ‏لم يعودوا إلى صوابهم وإلى طاولة المفاوضات لحل القضية"!..‏


جاء في قرار مجلس الأمن أيضًا "وإذ يدين تزايد عدد ونطاق الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في شبه ‏الجزيرة العربية، وإذ يعرب عن القلق إزاء مقدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الاستفادة من ‏تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن".. لقد تحول الحديث هنا عن تنظيم القاعدة، الأمر الذي ينسف ما ‏يحاول أن يصوره بعض المشايخ من أن الحرب هي لنصرة العقيدة، فالحرب إذن لا تميز بين مسلم سني ومسلم ‏شيعي، بل تقتل هنا وتقتل هناك، وهذا ما أكده أيضًا عادل الجبير في المقابلة نفسها حين قال: "نحن لا ننظر إلى ‏القضية على أنها سنة بمواجهة شيعة،... لقد ألحقنا أضرارًا كبيرةً بالحوثيين والجماعات الأخرى (ويقصد هنا ‏القاعدة أيضًا) خلال ضرباتنا الجوية وسنواصل هذا المجهود لتدمير هذه الجماعات وإنهاء خطرها ليس علينا ‏فحسب، بل على العالم أيضًا" فالحرب إذن ليست على الحوثيين ولا من أجل السنة أو العقيدة.. وهل يتصور ‏عاقل أن جهادًا من أجل العقيدة ينطلق بأمر أمريكي ومن ديار أمريكا راعية الحرب على الإسلام! وهل يتصور ‏عاقل أن نصرة العقيدة تنطلق بتنسيق متواصل مع أمريكا كما قال الجبير في المقابلة المذكورة "أمريكا تلعب ‏دورًا بالغ الأهمية ونحن ممتنون لها، فهي توفر المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي والسياسي، ونحن ‏ننسق معها دقيقة بدقيقة"؟!‏


هل نسينا أن أمريكا هي راعية احتلال فلسطين وتدمير العراق وتقتيل أهل الشام وبورما وأفغانستان؟! وهل ‏يكون الجهاد تحت مظلة مجلس الأمن وهيئة الأمم التي ما أنشئت إلا لتثبيت أنظمة الكفار وبسط نفوذهم ‏وسيادتهم على بلاد المسلمين؟! أولم ير من له بصر ماذا فعلت أمريكا ومجلس أمنها بباقي بلاد المسلمين وماذا ‏تريد أن تفعل في اليمن؟! فمن لم ير، ألم يسمع أو يقرأ ما قاله الجبير في المقابلة نفسها "لقد دمرنا قدراتهم الجوية ‏وصواريخهم الطويلة المدى وأسلحتهم الثقيلة ودفاعاتهم الجوية ومراكز القيادة والسيطرة لديهم"؟ أليست هذه هي ‏مقدرات المسلمين ومقومات بلادهم التي كان من المفترض أن تستخدم في جهاد أعدائهم الحقيقيين؟! وهل يكون ‏الجهاد بأن يقتل المسلمون بعضهم بعضًا فيما يأتمرون بأمر عدوهم ويتركون كيان يهود الغاصب يحتفل ‏بانتهاكاته لمقدسات المسلمين المحتلة! هل هذا هو جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلفنا ‏الصالح!؟ فهل يعيش مشايخنا على الأرض حقًا أم في كوكب آخر حينما يؤيدون مثل هذه المؤامرات أو يقفون ‏في صف هذه التحالفات؟! أم أنهم استمرؤوا دفن رؤوسهم بالتراب رغم أن الحقيقة ساطعة كما الشمس في جوف ‏السماء، أولم يخطر في بال من يتعاون مع أمريكا في تدمير اليمن كما دمرت العراق والشام وغيرها من قبل، ‏ومن يزين هذا التعاون وينظم فيه الأشعار، ألم يخطر بباله لوهلة أن من سيكون التالي على أجندة التدمير ‏الأمريكية التي لا ترقب في مؤمن إلًا ولا ذمة بعد أن تدمر مقومات الدولة في اليمن كما فعلت في العراق ‏والشام!؟..‏


‏ قبل أيام أعلنت الحكومة السعودية مقتل ثلاثة ضباط، ليصبح المجموع المعلن هو ستة والله أعلم بالعدد ‏الحقيقي، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في 2015/04/07 "قتل 540 شخصًا على الأقل وأصيب 1700 ‏بجروح في اليمن منذ 19 آذار/مارس... وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‏‏(يونيسف) إن 74 طفلًا على الأقل قتلوا وأصيب 44 بجروح منذ 26 آذار/مارس." (DW العربية) والعدد ‏الحقيقي أكبر بلا شك، ويزداد كل يوم.. فهل هذا هو الجهاد يا شيوخنا؟ ومن ذا الذي منح النظام السعودي الحق ‏بأن يرسل أبناءنا ليَقتلوا المسلمين بأيديهم أو ليُقتلوا بأيدي المسلمين، مع أن رسول الله صلىوسلمي يقول في الحديث ‏المتفق على صحته: «إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ ...».‏


إننا من بلاد الحرمين الشريفين نعلن براءتنا من هذا الجرم المسمى الحزم، ومن كل المشاركين في الاقتتال ‏بين المسلمين في البلدين، ونرسل رسالتنا لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، من كل الأطراف ‏المشاركة في قتل المسلمين هنا وهناك، أن يقف في وجه هذا الجرم، ويقول للظالم كفى، وأن يسعى لتوحيد بلاد ‏الحرمين الشريفين مع بلاد اليمان والحكمة في دولة راشدة واحدة على منهاج النبوة بدلًا من إشعال الحرب ‏بينهما، وأن يعمل على إعادة بوصلة الجهاد إلى مسارها الصحيح، جهادًا لدفع الكفار ونشر دعوة الإسلام بدلًا من ‏قتل المسلمين وتدمير بلادهم، والله نسأل أن تصل رسالتنا هذه لمن يعيها فيسعى للعمل بما فيها، وما ذلك على ‏الله بعزيز ولا حول ولا قوة إلا بالله..‏

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين

 

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع