- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
«وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً»
الخبر:
أثار منع طلاب مدرسة ثانوية في منطقة الحمامات في تونس من أداء الصلاة في ساحة المدرسة خلال فترة الاستراحة جدلا واسعا بعد أن طلبت مديرتها منهم تأدية صلاتهم في منازلهم، مُبرِّرة ذلك بأن المدرسة مكان للتعليم وليس للعبادة. وبحسب مقطع فيديو متداول، تصاعد الموقف إلى مشادة كلامية بينها وبين الطلاب، حيث عبّر أحدهم عن استيائه بقوله: "هذه أرض ربي، وليست أرضك أنت!"، مؤكّداً تمسّك زملائه بحقهم في أداء الفريضة داخل المدرسة.
التعليق:
تظل تونس مسرحاً للصراع بين العلمانية والحركات النسوية وبين الدين، منذ أن غيّب بورقيبة وبن علي الإسلام عن الأجيال عمداً، وجعلوها دولة علمانية تخضع للقوانين الوضعية المدنية في كل مناحي الحياة حتى الاجتماعية منها والتعليمية. وكانت التعليمات ترفض نشر أي موضوع ديني عبر أجهزة الإعلام الرسمية ومن بينها نقل الصلوات والأذان عبر التلفزيون. وتمنع ارتداء الفتيات الخمار، إضافة إلى منع تعيين المحجبات في الدوائر الحكومية الرسمية. كما كان نظام بن علي يمنع صلاة الجماعة في المساجد إلا بشروط خاصة من المخابرات. وكان يمنع استخدام مكبرات الصوت لرفع الأذان. وكذلك كان يمنع تعدد الزوجات حتى لو كانت المرأة لا تنجب، وكان يفرض قيودا مشددة على الراغبين في الذهاب لتأدية فريضة الحج. وعلى الصعيد التربوي منع إنشاء المدارس الدينية ومدارس تحفيظ القرآن، إضافة إلى منعه تدريس مادة التربية الإسلامية في جميع المراحل...
وبعد الإطاحة بالطاغية بن علي منذ حوالي 12 عاما لم يتغير الكثير، مع الأسف، لأنها لم تكن ثورة قائمة على تحكيم شرع الله في الأرض، ودخلت في أتون الصراعات والخلافات والمصالح. ولكن الناس متعطشون للإسلام وتطبيقه فهو دين الفطرة. ويأتي حادث رفض الطلاب منعهم من الصلاة مثالاً على ذلك. فقد لاقت الحادثة تفاعلا كبيرا خاصة بعد نشر الفيديو عبر الإنترنت، حيث كان عدد الداعمين لموقف الطلبة كبيرا، فالصلاة فرض وحق ديني لا يجب التضييق عليه. بينما علق آخرون أن المديرة محقة في ذلك فالمدارس هي أماكن للتعلم وليست مكانا للعبادة والشعائر الدينية، وأن الصلاة مكانها فقط المسجد أو البيت! وقال آخرون بأنهم إن أرادوا الصلاة فليطالبوا الوزارة تخصيص أماكن لذلك. وأصدر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة بياناً اعتبر فيه أن هذه الحادثة غاية في الخطورة لما تتضمّنه من خلط واضح بين ما هو ديني وشخصي ومقدّس، وما هو مدني وعمومي وقانوني. وشدّد على أنّ المساجد وفضاءات العبادة هي المكان الطبيعي للشعائر الدينية، بينما تبقى المدرسة مخصصة حصرياً للعلم والمعرفة.
يقولون هذه الضلالات وهم في بلد مسلم وشعبه مسلم ودينه الإسلام الذي فيه الصلاة من أهم أركانه ويجب أداؤها في وقتها في أي مكان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾. ويقول رسولنا ﷺ: «وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً»، ولم يترك أداءها حتى في الحرب. ويأتي هؤلاء يمنعون التلاميذ من أداء فريضة الصلاة ويقولون لهم صلوا في بيوتكم! ويقول لهم رب العزة: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾.
ولكن مهما عملوا وحاولوا وفعلوا فإن الإسلام سيعلو كما كان رغم أنف الكفار وأعوانهم، ورغم أنف العلمانيين ومن سار في ركبهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)