الثلاثاء، 01 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/09/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمة تواقة للجهاد والفتوحات يكبلها حكام رويبضات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أمة تواقة للجهاد والفتوحات يكبلها حكام رويبضات

 

 

الخبر:

 

تناقلت وسائل الإعلام تصريحات للرئيس الأمريكي ترامب يطالب فيها أفغانستان بقاعدة باغرام. وتصدّر رد قائد الجيش الأفغاني بعد ذلك، وسائل التواصل حين قال: "إن الاتفاق حتى على شبر من أراضي أفغانستان مستحيل".

 

التعليق:

 

إن للمسلم عقيدة قوية تجعله يعمل في الدنيا كأنه يعيش أبدا، لكنه في لحظة يكون مستعدا ليترك هذه الدنيا تحت قدميه، لأنه في الدنيا يرى نفسه عابر سبيل، يتزود لأجل الآخرة. ولهذا دائماً ما نرى إقبال الشباب المسلم على الجهاد وطلب الشهادة في سبيل الله، فالمجاهد يحمل روحه على كفه ليبيعها لله مقابل جنة عرضها السماوات والأرض.

هذه العقيدة القتالية هي التي جعلت الأمة الإسلامية تهزم الروم والفرس والصليبيين والتتار، يوم كانت لها دولة توظف هذه العقيدة توظيفا صحيحا في رعاية شؤونها وحمل راية الإسلام. فكانت دفتا الميزان: الدعوة والجهاد، كفيلتين بتحطيم كل العقبات أمامها. فكان الجهاد عقيدة للجيش، وطريقة لنشر الإسلام، وعليه تقوم سياسة الدولة مع أعدائها، فأي اتفاقيات سياسية أو مفاوضات تأتي بعده، تكون تحت ظلال السيوف تفرض فيها الأمة شروطها كاملة وتُخضِع عدوها لها.

 

ولكن مع الأسف منذ هدم دولة الخلافة، وبعد أن نصّب الكافر علينا نواطير عملاء له، لم يعد للجهاد خليفة يقيمه ويسير الجيوش ويعد العدة لنشر الإسلام، بل ظل الجهاد في سبيل الله أعمالاً فردية يقوم بها مخلصون أفراداً وجماعات دون أن تكون لهم دولة تنظمهم وترعاهم وتحميهم وتجعل بأسهم ناراً على الظالمين ونوراً تستضيء بظلاله الأمة. وفضلا عن هذا صارت شؤون المسلمين السياسية تدار من غيرهم، فتضيع تضحيات المجاهدين في دهاليز قصور حكام المسلمين والغرب على السواء. والشواهد كثيرة في فلسطين والجزائر والعراق ومصر وأفغانستان وسوريا.

 

إن الانتصار الذي حققه مجاهدو أفغانستان لدحر الاحتلال، كان يجب أن ينتهي بدولة تحكم بشرع الله، خلافة على منهاج النبوة، فإن قضية المسلمين المصيرية هي إقامة الشريعة وتحكيمها في الحياة كلها؛ في السياسة والحكم والاقتصاد والاجتماع والشؤون الداخلية والخارجية، كما فعل رسول الله ﷺ يوم استلم الحكم في المدينة المنورة. وهذه السبيل هي في الحقيقة التي تقطع أذرع أمريكا وروسيا وغيرهما من بلاد المسلمين. وقد قدّم حزب التحرير لحكومة طالبان خطة عمل مفصلة ودستورا مستنبطا من الكتاب والسنة، وعرض نفسه كصاحب مشروع سياسي إسلامي أصيل كفيل بإنهاض أفغانستان وما جاورها والأمة كلها، لترى أمريكا بحق هل ستتجرأ بعدها على المطالبة بقواعد أم سيكون لها كلام آخر تتوسل فيه دولة الإسلام أن تكف بأسها عنها؟

 

لكنها للأسف أبت، وهي تصر على تحجيم أفغانستان وجعلها إمارة بدل أن تكون منطلقا لدولة كبرى عالمية!

 

وما لفتني في تصريحات قائد الجيش هو في الحقيقة ردود الفعل من عموم المسلمين وابتهاجهم بهذه النسمة من العزة التي ظهرت في كلامه. وأرجو ألا يكون لها بعد ذلك ما يمحوها!

 

أجل الأمة كلها تبتهج بنفحات العزة التي تهب بين الفينة والأخرى، من حركات تتوسم فيها الخير أو أشخاص تظن بهم خيرا فيخدعونها إذ ينكصون على أعقابهم ويخلعون عباءة الإسلام على عتبات القصور.

 

وهذه البهجة هي دليل حياة وتوق شديد في عموم المسلمين واستعداد للتضحية والجهاد بكل غالٍ في سبيل عودة حقيقية ونهضة جذرية تنهي عهد الذل والخنوع وتعود بنا خير أمة نسود الدنيا بالعدل، وما ذلك على الله بعزيز. عساه يكون قريباً فتلتحم دماء المجاهدين الصادقين بقرارات الحكام المخلصين وتضرب الأمة أعداءها بسيف خالدٍ وحكمة عمرَ وأبي بكر رضي الله عنهم أجمعين.

 

فاللهم استعملنا وأقر عيوننا وبشرنا بما يرضينا ويرضيك عنا؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة. يا أكرم مسؤول وخير مجيب.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع