الأحد، 22 ربيع الأول 1447هـ| 2025/09/14م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اقتبسني لأجيز بحثك!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اقتبسني لأجيز بحثك!

 

 

الخبر:

 

لتحقيق النزاهة العلمية، لا يعرف الباحثون أسماء المحكّمين الذين استعانت بهم الدورية العلمية لتحكيم الأبحاث قبل إجازتها للنشر، لكن ظاهرة "الاستشهاد القسري" التي استشرت في مجتمع البحث العلمي، جعلت من السهولة على الباحثين معرفة أسمائهم.

 

ويسعى المحكمون إلى تعزيز مؤشر "هيرش" الخاص بهم، وهو مقياس يُستخدم لتقييم إنتاجية الباحث وتأثير أبحاثه من خلال الجمع بين عدد الأوراق البحثية المنشورة وعدد الاستشهادات التي حصلت عليها تلك الأوراق، فيطلبون من الباحثين إضافة الأبحاث الخاصة بهم في قائمة المراجع، ويكون تعطيل النشر هو العقوبة المتوقعة لمن يمتنع عن التجاوب.

 

ويبدو أن كثيرين كانوا يخضعون لمثل هذا "الابتزاز الخفي" في النشر الأكاديمي، حيث كشفت دراسة تحليلية شملت أكثر من 18 ألف مقالة علمية منشورة عبر 4 منصات بحثية مفتوحة، أن الأبحاث التي تقتبس من أعمال المراجعين تكون أكثر عرضة للقبول مقارنة بتلك التي لا تفعل ذلك.

 

التعليق:

 

الخبر يشير إلى دراسة أجراها أدريان بارنيت من جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا مؤخرا ونشرت كمسودة بحث أن المراجعين الذين وردت أسماؤهم في قائمة المراجع كانوا أكثر ميلاً للموافقة على نشر المقالات بعد المراجعة الأولى. وفي المقابل، عندما يطلب المراجع من المؤلفين الاستشهاد بأبحاثه الخاصة، ولا يتم ذلك، يكون أكثر ميلاً لرفض البحث أو الموافقة عليه بتحفظات.

 

وتحدث صاحب الدراسة إلى شكاوى من مؤلفين قالوا إنهم يضطرون أحيانا إلى إضافة مراجع بناء على طلب المراجعين فقط، مضيفا أن هذا السلوك قد يحول عملية التحكيم العلمي إلى "معاملة نفعية"، فمراجعو هذه الأبحاث يسعون إلى تعزيز مؤشر هيرش الخاص بهم عبر زيادة الاستشهادات، وهذا بدوره يأتي عليه بمنافع كثيرة.

 

علي البقلوطي أستاذ الرياضيات بجامعة صفاقس التونسية والحاصل على جائزة فايزر المرموقة للبحث العلمي وصف هذا الفعل بعبارة "اقتبسني لأجيز بحثك"، قائلا بأنها مدمرة للبحث العلمي، ومشيرا إلى أنه نادرا ما يوجد باحث لم يتعرض لهذه المقايضة ولكن الاختلاف يكون في طريقة التعامل.

 

هذا البحث هو دليل إضافي على تهالك ما يسمى بالحياد العلمي، ونزاهة الأبحاث العلمية وحرصها على تجلية الحقائق كما هي دون تحيز أو حسابات نفعية ومصلحية سواء لبعض الباحثين أو بعض المراجعين أو المجلات التي تسمى "مجلات محكمة" والتي يفترض أن تكون قدوة في النزاهة المزعومة!

 

والخلاصة أن الهالة التي بناها الغرب حول الطريقة العلمية في البحث وما أحيطت به من وسائل وأساليب لإضفاء المزيد من القدسية، بل أصبحت من المسلمات، فلا يستطيع الباحث أو طالب علم تجاوزها، هذه الهالة تتهاوى كما تتهاوى أفكار ومفاهيم الغرب الرأسمالية.

 

وفي هذا رسالة لمن لا يزال مهووسا بما عند الغرب مقلدا أعمى لهم يحذو حذوهم مغمض العينين؛ أن افتحوا أعينكم - خاصة الباحثين والعلماء - فليس كل ما ترونه ذهبا، وعندكم بصفتكم مسلمين ذهب وجوهر نقي صاف في منهج الإسلام حتى في طريقة البحث وطلب العلم، ولكم في علماء المسلمين الأولين قدوة حسنة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسام الدين مصطفى

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع