السبت، 24 محرّم 1447هـ| 2025/07/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
علماء مصر بين حمل ميثاق الله وأمانته والتزييف السياسي!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

علماء مصر بين حمل ميثاق الله وأمانته والتزييف السياسي!

 

 

الخبر:

 

نقل موقع مصر الآن الأحد 2025/7/13م، كلمة وزير الأوقاف المصري الدكتور أسامة الأزهري التي دعا فيها أهل غزة إلى الثبات على أرضهم "مهما كانت التضحيات بالأرواح والأبناء"، محذراً من مخطط صهيوني يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. وقد جاءت كلماته هذه في سياق حضوره الدورة الإعلامية التاسعة التي تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، كما وجه رسالة تحية للرئيس المصري أشاد فيها بجهود الدولة المصرية بقيادته في دعم القضية الفلسطينية، وإصرارها على إدخال المساعدات لأبناء القطاع، مؤكداً أنه لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

التعليق:

 

يبدو في ظاهر كلمات الأزهري تعاطف وتقدير لصمود أهل غزة، غير أنها تفتقر إلى الأساس الشرعي الصحيح الذي يوجب على العلماء أن يكونوا طليعة المطالبين بتحريك جيوش المسلمين لتحرير فلسطين، وليس فقط دعوة أهلها للثبات وكأنهم أصحاب القرار والسلاح والجيوش! إن أهل غزة ليسوا بحاجة إلى من يذكّرهم بالثبات، فهم مدرسة في الثبات والصمود، وإنما هم بحاجة إلى من يدعو لتحريرهم. ودور العلماء الشرعي في مثل هذه الحال واضحٌ لا لبس فيه وهو قول الحق والمطالبة بتحريك الجيوش لنصرتهم، لا أن يمدحوا الأنظمة التي تحاصرهم وتحمي كيان يهود. فالصمت على حصارهم والامتناع عن تحريض الجيوش على نصرتهم وتحريرهم وخلع من يحول بينهم وبين هذا هو خيانة لميثاق الله.

 

ومن الغريب أن الأزهري في كلمته هذه، قدّم الشكر والثناء للسيسي، وامتدح دوره في دعم غزة، وهو أمر يثير الاستغراب والدهشة، بل الغضب، لأن النظام المصري، كما يعلم القاصي والداني، هو أحد أبرز الأدوات التي تحاصر غزة وتمنع عنها أسباب الحياة والنجاة، فهو الذي يغلق معبر رفح، وهو الذي يمنع دخول السلاح للمقاومة، بينما يُدخل البضائع الخاضعة لرقابة يهود ويمدهم بالبضائع والسلاح ويشتري منهم غاز الأمة المسروق، وينسق أمنياً واستخباراتياً مع كيان يهود وفق اتفاقية كامب ديفيد، ويبني الجدران تحت الأرض وفوقها لقطع أي اتصال بين غزة وعمق الأمة الإسلامية، فهل هذا هو الدعم الذي يُشكر عليه النظام المصري؟! وهل باتت الخيانة تُوصف بأنها حماية؟!

 

يا وزير الأوقاف! إن ما يجب أن تحمله وتدعو له هو وجوب تحريك جيوش المسلمين وعلى رأسها جيش الكنانة لتحرير فلسطين، وليس مجرد الدعاء لهم وحثهم على الثبات والصمود. فالشرع يوجب تحريرها ويجعل الجهاد في سبيل ذلك من أعظم الواجبات بل يجعله بعد الإيمان بالله.

 

إن المسؤولية على العلماء اليوم عظيمة، وإن أخطر ما يُمكن أن يحدث هو أن يُستخدم الدين لتلميع الخيانة، وأن تُصبح الخطب أداة لتغطية الجريمة. فليتقِ الله كل من يتصدر للفتوى، فإن الحساب يوم القيامة لن يكون أمام كاميرات الإعلام، بل أمام ملك الملوك العزيز الجبار. وما يجب أن يصدح به العلماء اليوم هو خطابهم للجيوش بوجوب التحرك فورا لقلع الحدود وتحرير فلسطين كاملة، فمنابر العلماء ليست للتهدئة ولا للمديح، بل منابر للجهر بالحق، والتحريض على الجهاد، وكشف الخونة والعملاء.

 

أما من يقول: "نحن لا نملك إلا الدعاء"، فهذا قول العاجز أو المتخاذل، لأن العلماء يملكون الكلمة، والمنابر، والفتوى، والقدرة على التأثير في الأمة، فإن سكتوا عن تحريك الأمة نحو التحرير، فهم شركاء في بقاء الاحتلال.

 

إن ما يجب عليكم يا علماء الإسلام والذي ما دونه خيانة لله ورسوله ودينه، هو حشد الأمة وجيوشها نحو تحرير كامل فلسطين وإزالة كل ما يحول بين الجيوش وبين هذا الواجب من أنظمة الخيانة والعار التي تحمي كيان يهود وتضمن بقاءه وديمومته حتى صارت هي قبته الحديدية الحقيقية، فتحرير فلسطين يبدأ باقتلاع هذه الأنظمة من جذورها، وصدق من قال إن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير القاهرة، وتحرير القاهرة يعني أن يقتلع هذا النظام وتقام فيها دولة للإسلام تحشد جيشها وطاقاتها لنصرة أهله وتحرير أرضه وتعظيم مقدساته، وحينها لن يجد يهود أرضا تقلهم ولا سماء تظلهم وسيسارع الغرب الكافر الذي يدعمهم اليوم إلى غسل يديه منهم، نعم فهذا هو ما تصنعه دولة الإسلام، اللهم عجل بها واجعل جند مصر أنصارها.

 

﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمود الليثي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع