- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يخفي دخان حرب يهود وإيران غاية أمريكية؟
الخبر:
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إنه سيتم التوصل قريبا إلى سلام بين كيان يهود وإيران. وذكر في منشور على منصة تروث سوشيال أن إيران وكيان يهود يجب أن يتوصلا إلى اتفاق، وسيتوصلان إليه، تماما كما أنه جعل الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق. وأضاف: "أيضا خلال ولايتي الأولى، كانت صربيا وكوسوفو في صراع شديد استمر لعقود، وكان هذا النزاع الطويل على وشك الانفجار إلى حرب. لقد أوقفته (بايدن أضر بآفاق المدى الطويل ببعض القرارات الغبية، لكنني سأصلح الأمر مرة أخرى)". وتابع أنه "بالمثل، سيكون هناك سلام قريبا بين كيان يهود وإيران. هناك العديد من المكالمات والاجتماعات تجري الآن".
التعليق:
هل تكون حرب كيان يهود وإيران من تلك الحروب الوظيفية لخدمة المشاريع الاستعمارية الكبرى وهنا تحديدا المشاريع الاستعمارية الأمريكية؟!
وهل تكون الحرب الدائرة اليوم بينه وبين إيران على شاكلة حروب أنظمة الاستعمار لتحريك وتسويغ السياسات الخائنة وخدمة مصالح الاستعمار؟ وهل يخفي دخان الحرب ما ينسج في دهاليز السياسة من مؤامرات على الأمة وخيانات لقضاياها؟!
فلقد كانت حروب أنظمة الاستعمار مع الكيان حروبا لتحريك وتسويغ الخيانات وخدمة خطط الاستعمار في تنفيذ مشاريعه وتحقيق مصالحه وتثبيت وتركيز كيانه القاعدة.
فقد كانت حروب عبد الناصر ضد كيان يهود خدمة لمشروع أيزنهاور الذي كان الهدف منه حلول أمريكا لملء الفراغ الاستعماري الذي خلّفه الاستعمار الإنجليزي والفرنسي وتبني أمريكا للكيان القاعدة.
وتضمن هذا المشروع:
تفويض الرئيس الأمريكي سلطة استخدام القوة العسكرية في الحالات التي يراها ضرورية لضمان مصالح المستعمر الأمريكي الجديد، وحماية الكيان القاعدة تحت ذريعة حماية أمن منطقة الشرق الأوسط.
وكذلك تفويض الحكومة الأمريكية عبر اعتماد برامج المساعدات العسكرية والمساعدات الاقتصادية للتحكم والسيطرة في القرار السياسي لدول المنطقة.
كما كانت حرب السادات حرباً لتحريك خيانة مفاوضات كامب ديفيد لإخراج مصر من المعادلة العسكرية وعزل أكبر جيش في الإقليم عن مواجهة الكيان الغاصب، فكانت حرب السادات أوائل سبعينات القرن الماضي حربا لتحريك سياسة التطبيع مع الكيان الغاصب وفتح باب التطبيع أمام أنظمة الاستعمار الأخرى، ومقدمة لمؤتمر مدريد لتصفية القضية الفلسطينية.
واليوم مع إدارة ترامب ونظرته الواسعة لمهام كيان يهود، فهو ينظر له ليس فقط كقاعدة استراتيجية وجيوستراتيجية في قلب البلاد الإسلامية وركيزة أساسية في الحرب الصليبية الصهيونية ضد الإسلام وأمته، بل كذلك يرى فيه قاعدة لمهامه المستقبلية ضد الصين، فهو يسعى لتوظيفه في حربه الباردة الاستراتيجية ضد الصين ويجعله نقطة ارتكاز لخط الحرير الأمريكي الجديد الرابط بين الهند وأوروبا عبر ميناء حيفا بالكيان، والهدف الأمريكي من مشروع الخط الجديد هو تعطيل وشل مشروع الحزام والطريق الصيني أو تقليص جدواه الاقتصادية، والمشروع هو شق في حرب أمريكا التجارية ضد الصين، ويعتبر كيان يهود ركيزة استراتيجية في المشروع الأمريكي. فقد صرح رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو: "يسرني أنّ أزف لمواطني دولة إسرائيل، بشرى تحول إسرائيل إلى مفرق رئيسي في هذا الممر الاقتصادي".
الأمر الذي يستدعي أمريكياً إدماج الكيان واندماجه الكلي في محيطه الإقليمي ومجمل منطقة الشرق الأوسط وصولا إلى دول آسيا والمحيط الصيني، ما استدعى تكثيفا لعملية التطبيع.
الأمر الذي دفع بإدارة ترامب لإعلان اتفاقيات أبراهام لتوسعة دائرة التطبيع مع الكيان حتى شملت النظام بالمغرب في أقصى الغرب الإسلامي، والحديث الدائر اليوم عن قرب تطبيع نظام آل سعود مع الكيان، ثم ذلك التهافت لإدارة دمشق وإعلاناتها المتتالية حول نواياها في تطبيع علاقاتها مع الكيان الغاصب وبإيعاز من ترامب وإدارته.
فأمريكا بعد عملية طوفان الأقصى وزلزاله الاستراتيجي لكيانها القاعدة وخلخلته لبنيانها الاستراتيجي تجاه الأمة الإسلامية والصين، فهي اليوم تسعى لقتل أي نفس ثوري تحرري في الأمة ما يفسر تلك الوحشية والهمجية الصليبية الصهيونية في التعامل مع غزة الذبيحة. كما تسعى للتفرغ لحربها الباردة مع الصين عبر إنهاء مهمة محور "المقاومة" والإبقاء على محور التطبيع كمحور وحيد، ودفع كل أنظمة الاستعمار بما فيها الدويلات المحسوبة على محور المقاومة للانخراط في التطبيع بعد التخلص من أذرعها المسلحة.
وكأن هذه الحرب اليوم بين الكيان وإيران من تلك الحروب لأنظمة الاستعمار التي تنتهي باتفاقيات مع الكيان ما يعني إقراراً به كدولة على أرض فلسطين المغتصبة، تليها فيما بعد مفاوضات واتفاقيات تطبيع خدمة للاستعمار ومشاريعه ومصالحه.
بل إن تصريحات وزير الدفاع الباكستاني المعلوم عمالة نظام عساكره لأمريكا، تشي بأن دائرة تحريك خيانة المفاوضات ثم الاتفاقيات انتهاء بالتطبيع مع الكيان الغاصب ثم توسعة قطرها لتشمل إيران وباكستان، المطلتين على البوابة الصينية، الأمر الذي يخدم حرب أمريكا الباردة ضد الصين ويسند ركيزتها في حربها التجارية مع الصين، كيان يهود ركيزة مشروع طريقها الجديد.
خبرنا أن حروب أنظمة الاستعمار تطبخ في مطابخ الاستعمار خدمة لمشاريع ومصالح الاستعمار. حقا فالشوك لا يُجْتَنى من فرعه العنب!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مناجي محمد