- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيع مرحلة من الخيانات ولكنه ليس آخرها
الخبر:
ذكرت العديد من وكالات الأنباء خبر مشاركة جنود من لواء جولاني التابع لجيش كيان يهود، في مناورات عسكرية باسم "الأسد الأفريقي" في المغرب، وهي مناورات يشارك فيها أيضا جنود من الولايات المتحدة إضافة إلى دول أخرى بينها دول عربية، كما بثت بعض القنوات صورا ومقاطع لجنود الكيان خلال تدريبات مشتركة لاقتحام الأنفاق.
التعليق:
على مدى عام ونصف من عمر الإبادة التي يمارسها يهود ضد أهل غزة والضفة وشلال الدماء الذي لم يتوقف، لم تتوقف الأنظمة العربية كذلك عن إبهارنا بمدى الخيانة التي وصلت إليها، ولم تتوقف عن التأكيد، في كل لحظة وحين، أن الخذلان والانحطاط ليس له قاع.
ففي الوقت الذي كان فيه أطفال غزة يجوعون وهم محاصرون من نظام مصر، كانت قوافل الإمداد العابرة من الخليج إلى الأردن تسير نحو كيان يهود لسد حاجاته، وفي الوقت الذي ترفض فيه الدول العربية استقبال الأسرى المحررين الذين تم إبعادهم، ما زالت تحتضن سفراء الكيان القاتل وتحرس سفاراته، وفي الوقت الذي كانت ترفض فيه بعض الدول الأجنبية سفن كيان يهود المحملة بسلاح الإبادة أن ترسو في موانئها، كانت تستقبلها موانئ تلك الأنظمة كما فعل النظام المغربي، وتفتح لها الطريق عبر قناة السويس كما فعل النظام المصري.
وها هي تحرك جندها، بعد عشرات آلاف الشهداء في الأرض المباركة، لا لصد العدوان عن أهلها، ولا للانتقام لقتل أطفالها جوعا وقصفا وحرقا، ولكن لإجراء المناورات مع عدوهم، والتدرب مع جنوده على محاكاة اقتحام الأنفاق تحديدا، لتتلطخ أيديهم بعد عودتهم مجددا بدماء أطفال غزة ومجاهديها.
إن ما يجري من موالاة مخزية ليهود والنصارى ومعاونتهم بينما هم يرتكبون المجازر في الأرض المباركة لهو مشهد شديد البشاعة، يقطر بالخيانة، قد أخبر الله تعالى عمن يقوم به بأنه قد صار منهم، وحقيقة هذه الأنظمة أنها فعلا قد صارت منهم، وقد أخبر الله تعالى أن هذا الأمر عاقبته وخيمة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف أبو زر
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)