الجمعة، 03 ذو الحجة 1446هـ| 2025/05/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
دماء أهل غزة تفضح نفاق الغرب وتعرّي الأنظمة العميلة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

دماء أهل غزة تفضح نفاق الغرب وتعرّي الأنظمة العميلة

 

 

الخبر:

 

في الآونة الأخيرة، شهدت مواقف أوروبا وأمريكا تجاه الأحداث في غزة والضفة تغيرات ملحوظة؛ إذ اتخذت بعض الدول خطوات أكثر حزماً ضد سياسات كيان يهود، بينما حافظت أخرى على دعمها التقليدي له. فقد دعت 17 دولة من أصل 27 عضواً في الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع كيان يهود، مستندين إلى بند حقوق الإنسان في الاتفاقية، وذلك ردّاً على استمرار هجومه على غزة ومنع وصول المساعدات الإنسانية لها. أما إسبانيا وإيرلندا والنرويج، فقد أعلنت اعترافها الرسمي بما يُسمّى دولة فلسطين، كما أصدرت فرنسا وكندا والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً يُحذّر كيان يهود من احتمال فرض عقوبات عليه إذا لم يوقف هجومه العسكري ويرفع القيود عن المساعدات الإنسانية.

 

في المقابل، تواصل أمريكا دعمها القوي لكيان يهود، مع تركيزها على ما تسميه "حق الدفاع عن النفس"، ومع ذلك، أعربت بعض الأصوات داخل الإدارة الأمريكية عن قلقها بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، كما شهد الكونغرس بعض الانقسامات؛ إذ دعا عدد من النواب التقدميين إلى وقف إطلاق النار، بينما حافظت الأغلبية على دعمها المطلق لكيان يهود. (وكالات)

 

التعليق:

 

إنّ ما يبدو أنه تغيّر في المواقف لا يعني أن مشاعر هذه الدول قد صحَت من غفوتها؛ فمن كانت إنسانيته في غيبوبة على مدار ثمانية عشر شهراً لا يُقال عنه إلا أنه كان ميتاً سريريّاً، رغم وجود بعض المظاهر الحيوية المصطنعة. لذلك، ينبغي للمتابعين فحص أسباب هذا التحوّل في المواقف السياسية لا الحقيقية، لأنّ الموقف الوحيد المقبول من أي جهة تدّعي الإنسانية هو الأخذ على يد هذا الكيان المجرم، ومحاسبته على جرائمه. وما عدا ذلك، فهو خداع وتآمر وسياسة لا يُراد منها نصرة أهل غزة ولا رفع الظلم عنهم، وبالتأكيد ليست تمزيقاً للصحيفة!

 

وعلى الرغم من علمنا أن النظام الدولي، لا يقلّ عداءً للإسلام والمسلمين عن كيان يهود، بل إن لكل دولة منهم تاريخاً إجراميّاً في حق المسلمين لا يقلّ بشاعة عن جرائم يهود، إلا أنهم جميعاً - وعلى رأسهم أمريكا رأس الكفر- أدركوا أن استمرار القتل من أجل القتل في غزة لا يخدم مصالحهم الاستعمارية في العالم، وخصوصاً في البلاد الإسلامية، التي باتت واضحةً عمالة أنظمتها للغرب، ما ينذر بزوال النفوذ الغربي منها.

 

وعليه، فإنّ هؤلاء الأشقياء في الغرب، على الرغم من حقدهم وعداوتهم للإسلام، باتوا عاجزين عن تحمّل تبعات هذه المجازر على مصالحهم ونفوذهم، ولو كانوا يملكون ذرّة من الإنسانية لتحرّكوا منذ زمن بعيد. لكن حالهم كحال يهود؛ فهم وإن أدركوا أنهم يلهثون وراء سراب، إلا أنهم يجدون لذّة في القتل لمجرّد القتل، وهذه اللذّة هي التي أخّرتهم، وربما ستُطيل أمد القتل والإثخان فيه. وقد قال الله تعالى فيهم، وهو العليم بخفايا صدورهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

أما على الصعيد السياسي، ومن أجل ألا تخرج الأمور من أيدي الكافر المستعمر، ويظل هو المتحكم بالمشهد السياسي ومخرجاته، كان لزاماً على أمريكا أن تتظاهر بأنها مناهضة لما يقوم به يهود، وأنها من دعاة السلام، كما ادّعى الطاغية ترامب، ففي الوقت الذي يمدّ كيان يهود بكل وسائل القتل والبطش، يتظاهر بالإنسانية، بل يفرض نفسه قيّما على توزيع المساعدات الغذائية لأهل غزة، ويتأهّب لقيادة القطاع بعد أن يرتوي يهود من دماء أبنائه، بحجة تحقيق السلام بين الأطراف المتنازعة، وإعادة الإعمار، وهو لا يريد بذلك إلا إعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالحه.

 

إن هذه المواقف الخادعة لا تنطلي إلا على السذج والبسطاء، وهي ليست سوى تبرير لخيانات العملاء من المسلمين، لتسهيل التصفية النهائية لقضية فلسطين، بما يخدم هيمنة كيان يهود على فلسطين والمنطقة بأسرها، وبما يهدّئ من غضب الرأي العام في البلاد الإسلامية عند الجلوس على طاولة تصفية القضية، فالمقصود هو إضفاء شيء من الإنسانية على مذبح النظام الدولي.

 

ولهذا، يجب على الأمة الإسلامية أن تُدرك هذه الحقيقة جيداً، ويجب على المخلصين في جيوشها أن يتداركوا خذلانهم لأهل الأرض المباركة فلسطين، ويتّخذوا الموقف الشرعي الذي يُنجيهم من عذاب جهنم والخزي في الدنيا، ولا يكون ذلك إلا بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ليقودهم الخليفة الراشد في معركة تحرير المسجد الأقصى، وقتل يهود، وتطهير الأرض المباركة والعالم من شرور هؤلاء المجرمين ومن والاهم.

 

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع