- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ظهور اليمن كنصير لروسيا ليس في مكانه، وليس له ما يبرره!
الخبر:
أوردت صحيفة الثورة اليومية الصادرة في صنعاء يوم الأربعاء 14 أيار/مايو الجاري خبراً بعنوان "روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة شرق أوكرانيا"، قالت فيه "أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تمكن قواتها خلال الـ24 ساعة الماضية من السيطرة على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا، والقضاء على 1035 عسكريا، وإسقاط 74 طائرة مسيرة وثماني قنابل جوية موجهة. وذكرت الدفاع الروسية في بيان أمس الثلاثاء، أنه "بفضل العمليات الحاسمة التي قامت بها وحدات من قوات مجموعة المركز الروسية، تمت السـيطرة على بلدة ميروليوبوفكا في مقاطعة دونيتسك".
التعليق:
الناظر في أخبار صحيفة الثورة وأخواتها، لا تخطئ عيناه وعقله، انحياز صنعاء إلى جهة روسيا، ليس فقط في الحرب الدائرة بينها وبين أوكرانيا منذ أواخر شباط/فبراير 2022م، ولكن من قبل ذلك، كانحياز عيدروس الزبيدي إليها. وليس بالضرورة الانتقال إلى أوكرانيا ومن معها في الجهة المقابلة، بل يجب علينا نحن المسلمين أن ننظر إلى العالم أجمع من زاوية العقيدة الإسلامية؛ أننا نحمل الإسلام إلى أهله ليعتنقوه، فمحمد ﷺ النبي الخاتم، والمسلمون أصحاب الرسالة الخاتمة مأمورون من بعده، بحملها وتبليغها للعالم.
إن الصراع الدائر اليوم في أوكرانيا، تكتوي به روسيا والاتحاد الأوروبي، وله أبعاد سياسية دولية، أشعلته أمريكا، وأساسه إشعال شرارة الحرب بينهما. لذا يجب على السياسي الوقوف عليها، لفهم دوافعها، لا الانزلاق فيها، وإدراك أهدافها أولى من صب الزيت على نار حروبها. وليس للمسلمين مكان في طرفي هذه الحرب.
إن انحياز صنعاء، يعطي انطباعاً بعدم إدراك أهل السياسة فيها، تاريخ روسيا مع المسلمين، منذ اقترابهم المبكر منها في القوقاز عام 19هـ، ووصولهم إلى داغستان والشيشان وإنجوشيا وأوسيتيا وما جاورها. هذا في التاريخ القديم، أما في التاريخ الحديث، فجميع شواطئ البحر الأسود، بما فيها القرم، وأوكرانيا هي بلادٌ إسلامية، في الخلافة العثمانية، وإن انتقال الكنيسة الأرثوذكسية إلى موسكو، جاء بعد فتح القسطنطينية، في 21 جمادى الأولى 857هـ - 29/05/1453م. واحتلال روسيا جزيرة القرم عام 1783م وأفاعيلها فيها، وحروبها المستمرة مع المسلمين، وتمدد السوفييت شرقاً، بعد هدم الخلافة العثمانية، باتجاه آسيا الوسطى، واحتلالهم نصف إيران الشمالي، واقتطاعهم أذربيجان النفطية منها، وقرب عودة دولة الكرملين من حيث أتت، إلى ما وراء سلسلة جبال الأورال غرباً، وتخليها لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، عن جميع بلاد المسلمين التي احتلتها سابقاً. قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وقال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – ولاية اليمن