الخميس، 26 شوال 1446هـ| 2025/04/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا بد للتغيير من فكرة صحيحة وقيادة مخلصة واعية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

لا بد للتغيير من فكرة صحيحة وقيادة مخلصة واعية

 

 

الخبر:

 

مظاهرات ومسيرات حاشدة تعمّ بلاد المسلمين وعدداً من دول العالم معبّرة عن رفضها واحتجاجها على إجرام كيان يهود في غزة.

 

التعليق:

 

لقد تحركت الأمة الإسلامية في مختلف بلاد المسلمين في مظاهرات ومَسيرات حاشدة؛ معبّرةً عن احتجاجها وغضبها على ما يقوم به كيان يهود في غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وتحرّك كثير من الناس في بلاد أخرى من العالم، لكنّ كيان يهود كيان محتلّ غاصب مجرم، ينطبق عليه وصف ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً﴾، فهو لا يتوقّف عن جرائمه ما لم يجد رادعاً قوياً، وجيشاً عرمرماً يزيله من الوجود. وحكام بلاد المسلمين فقدوا حياءهم، وفقدوا الإحساس الطبيعي فضلاً عن الإحساس الفكريّ، فلا يحرّك أحدهم ساكناً، ولا يفعل شيئاً حيال جرائم كيان يهود، ينتظرون صاعقة كصاعقة عادٍ وثمودَ لعلّها تُعيدُ إليهم الإحساس، أو تقتلعُهم من جذورهم، فيعودَ للأمة سلطانُها، وتتحرك جيوشها لتمحق كيان يهود محقاً، وتلقّن مَن وراءه دروساً تنسيه وساوس الشيطان!

 

لكنْ - أيها المسلمون - فإنّ هذه المظاهرات والمَسيرات لا تتجاوز واقعها ودورَها، من جهة أنّها تعبير عن موقف أو رأي أو فكرة، وليست وحدَها طريقاً للتغيير الحقيقي، وهي كذلك عُرضة لحرفِها عن غايتها، وقد رأيتم ذلك في مظاهرات الربيع العربي، وكيف تمكّن الغربُ الكافر من خلال عملائه من الحكام وأجهزتهم الأمنية من ركوب موجات تلك المظاهرات، وإفقادها مضمونها، وحرفِها عن غايتها.

 

فلا يجوز - أيّها المسلمون - أنْ تقتصرَ تلك المظاهرات والمسيرات على مجرد التعبير عن الرفض والاحتجاج، ولا بد أن تكون لغاية أعلى وأعظم، كمطالبة الحكام والجيوش باقتلاع كيان يهود وإزالته من الوجود، وجيوش المسلمين قادرة على ذلك، فإن أبى الحكامُ ذلك فالحلُّ يكون باقتلاعهم من جذورهم وتنصيب حاكم يحكم بما أنزل الله ويحرّك الجيوش للدفاع عن الأمة والانتصار للمستضعفين من أبنائها. ولا يكون هذا - أيّها المسلمون - إلا بقيادة مخلِصة لله ولرسوله وللمؤمنين، قيادةٍ واعيةٍ على ما يجري من أحداثٍ، وما يُحاكُ من مؤامراتٍ ضدّ الأمة، قيادةٍ عصيّة على البيع والشراء، مستعدةٍ للتضحية بنفسها في سبيل رضوان الله تعالى، وتحقيق العزة والكرامة للأمة، فتصبحُ المظاهرات والمسيرات عصيّة على الركوب والانحراف عن غايتها، فلا تنتهي حتى تحقق الغاية المرجوة منها.

 

هذه القيادةُ بتلك الأوصاف - أيها المسلمون - متوافرةٌ في حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهلَه، الذي نذرَ نفسَه للعمل لنهضة الأمة، وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وهو قيادةٌ مخلصة لله ولرسوله وللمؤمنين، قيادةٌ واعيةٌ عصيّة على التنازل والمهاودة والتفريط، لا تكلّ ولا تملّ حتى النصر أو الشهادة. فالزموا - أيها المسلمون - هذه القيادة، وانصروها، ولا ترضَوا عنها بديلاً.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

خليفة محمد – ولاية الأردن

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع